كشف انبعاث رائحة كريهة فى السيدة زينب عن مأساة إنسانية، تبين وفاة رضيع منذ ٥ أيام داخل شقة فى شارع بورسعيد وتعفن جثته دون أن تدرك والدته، التى تنام إلى جوارة، أفادت التحريات والتحقيقات الأولية بأن والدة الطفل مريضة نفسيا، سبق ايداعها مستشفى الأمراض النفسية، وأن الطفل ناتج عن تعرضها لاغتصاب من مجهولين وتزوجها نقاش ليسترها. تحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى إسماعيل الغزاوى، مدير النيابة، وتبين من تحقيقاته أن الطفل توفى وأن والدته لا تعرف التعامل معه، وكانت تضع بعض المياه فى فمه لتغذيته، وقررت النيابة بإشراف المستشار محمد غراب، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وإيداع الأم مستشفى الأمراض النفسية لمده ١٥ يوماً تحت الملاحظة.
البداية كانت إخطاراً تلقاه العميد مأمور قسم شرطة السيدة زينب من غرفة عمليات النجدة عبارة عن بلاغ بانبعاث رائحة كريهة من شقة فى شارع بورسعيد، انتقل المقدم عبدالحميد يوسف، رئيس مباحث القسم، وتبين من التحقيقات الأولية، التى جرت بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، أن الرائحة قادمة من شقة سيدة تدعى «نانسى. أ» «٢٥ سنة» وبدخولها تبين وجود جثة طفل عمره شهر ونصـف الشهـر متعفنة تماما، تم إخطار محمود إسماعيل، رئيس النيابة، وأمر بنقل الجثة إلى مشرحة زينهم.
وأفادت تحريات الرائد محمد ملش، معاون المباحث، بأن الأم تقيم بمفردها فى الشقة بعد تعرضها لواقعة اغتصاب من مجهولين وأن الطفل المتوفى جاء بطريق غير مشروع، وأن نقاشاً تزوج منها بعد ذلك وسجل الطفل باسمه. وقالت الأم فى التحقيقات إنها كانت تحب طفلها وتنام إلى جانبه ووجدته نائماً منذ ٥ أيام، واعتقدت أنه فى غيبوبة واتصلت بشقيقتها لكى تحضر لرعايته، فأخبرتها بأنها سوف تحضر بعد أسبوع.
وقال زوجها فى التحقيقات إنه تزوج منها منذ عام بعد علمه بتعرضها لواقعة اغتصاب وحملها طفلا بهدف التستر عليها وتخلى أسرتها عنها بعد وفاه والديها، وأنه كان يحضر إليها كل فترة.
والتقت «المصرى اليوم» الأم، التى بدأت حديثها ضاحكة وظلت تهذى بكلمات غير مفهومة مرددة: أنا معرفش بتوع المباحث جابونى هنا ليه – صمتت لحظات واستطردت كلامها قائلة إنها وضعت طفلها منذ شهر ونصف وتجلس بمفردها فى شقة بشارع بورسعيد وتخلى عنها أشقاؤها بعد تعرضها لواقعة الاغتصاب.
أضافت: أنا كنت بحب ابنى ووجدته نائماً منذ ٥ أيام ورفضت إيقاظه وظللت أنام إلى جواره خلال هذه الأيام، وكنت أنتظر شقيقتى للحضور وإيقاظه، ثم نظرت إلى أعلى شاردة وقالت «أنا أعيش فى مأساة ابنى مات وتعرضت للاغتصاب من أشخاص لا أعلم من هم، تخلى عنى أقرب الناس، أشقائى وأقاربى حتى الشخص الذى تزوجنى لم يقم معى فى الشقة».
وتابعت: «عرفت أن ابنى توفى من رجـال المباحث وجدتهم يطرقون على الباب بشـدة فى الفجر ويقتحمون المنزل ويخبرونى أن ابنى مات، لم أصدقهـم وأخبرتهـم أننـى كنـت أحدثـه باستمرار ويتحدث معى»، مشيرة إلى أنها كانـت تحضر المياه وتضعها على «البدرونة» فى فمه حتى يتناول طعامه، وأنهت كلامها بأنه لولا حضور المباحث إلى المنزل ما عرفت أنه ميـت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..