تأرجح الوهم بين مرض روحاني و نفسي ، وهو ما يقع في الذهن من الخاطر، وتضخيم الواقعة إلى عدة أضعاف غير حقيقية، سواء أكانت الحالة، من الظن، أو التخيل، أو التمثل.
فيبدأ هذا المرض بكذبة هدف الإنسان منها أن يلاقي العطف و :الحنان من الآخرين
الولد يكرر لزملائه سوء تعامل والده معه الذي لم يوافق ان يذهب مع زملائه للرحلة، والبنت تندب حظها العاثر لأن أمها ليست كأمهات زميلاتها، و كثيرا من الأمثلة و تتعقد الكذبة و تتحول التمثيلية إلى حقيقة و تتراكم حتى تصل مرحلة المرض ( المرض بالوهم ) و على جانب الوهم النفسي هناك الوهم الجسدي فمنهم من يتوهم المرض ، فتجده دائم الشكوى ، برغم تأكيد الأطباءلعدم أصابته بالمرض ،إلا أنه يعُظم أتفه الإصابات ليجعلها خطرة ومميتة و يشيع بأن الطبيب أخبره ذلك ليصدق وهمه .
و العكس قد يحصل تماما فهناك مريض حقيقي و لكن يخبره الطبيب بأنه معافى فيعيش و لا يشعر بألم .
فلذلك نجد كثيرا من الفلاسفة والاطباء اعتبروا الطب الروحاني او طب الاخلاق هو مشابه للطب الجسماني فهذا الطب يعالج الجسم وطب الاخلاق وهو خاص بمعالجة النفس المريضة..
ويعتبرون العقل هو الطبيب الحقيقي الذي يقوم بعلاج اعضاء الجسم بالسيطرة على كوامن النفس البشرية وكبح جماحها مثل الرازي وابن الهيثم والكندي والفارابي و أفلاطون فاكل اتفقوا على أنه عندما تخفق النفس والذات البشرية في مشوارها مع الحياة تراها تعاني من الفشل والوهن والوهم والصعاب والخيالات وارهاصات تؤثر على وضع الجسم والعقل والروح جميعاً.
ومثل هذه الخيالات لها تاثير قوي جدا على حالة الجسد الصحية والجسمية.. فالبعض يعتقد بأنه مريض ويتعاظم مرضه بسبب تجسيمه لظرف مؤلم ألم به وعقدها له العقل الباطن فأثرت على جسده تاثيرا مباشرا فتصيبه عوارض مرضية وهمية ويصاب اثرها بالاحباط والفشل والبؤس وقد تكون هناك نقطة معينة ضعيفة في الجسد هي التي يتركز عليها الضغط النفسي فتكون مصدر الوهم والوهن والمرض كالراس او المعدة او الصدر او القلب او احتمال تعطل الساق عن المشي او يصاب بعمى مؤقت وعوارض جسدية اخرى.. وتظهر هذه الخيالات والاوهام كمرض، والاطباء النفسيون يعتبرون هؤلاءهم مرضى الوهم. حتى ان مثل هذا الخيال احيانا يصل الى درجات الاحساس بالموت فيموت الشخص بسبب تعاظم حالة الخيال وتأثيرها على العقل والنفس وهذا بالتأكيد بسبب هشاشة الذات الدنيوية وعدم امكانية صدها للظروف الحياتية.
وهنا نقول ان التفاؤل والامل والطموح والروح المرحة بأمكانها ان تحرك وتمنح عقل مريض الوهم بالقوة الشافية حتى ان الطبيب يمكنه استخدام ادوية مسكنة عادية لهذه الحالات ليشفى المريض الواهم او وهم المرض ولاننكر اهمية العقل والنفس والروح في استقبال الانسان الضعيف لمثل هذه الخيالات الواهمة فهي بالتـأكيد تسيطر على ذهنه وحواسه فيشعر بأهميتها ولاشيء سواها وتكون محور حياته.. فالمخاوف على جميع مصادرها والقلق والحزن هي مصادر تهدد وتقلق روح الانسان قبل عقله وجسده
الوهم مرض قاتل و مريض الوهم يلهث خلف ذلك السراب ، حتى انشغل تماما عن الحقيقة . |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..