البيت | أقلام حرة
2010-12-11 /02:25- الكاتب : رتان | |
الكاتب : د. مازن صافي في بداية العام الحالي صدَّرَت الإدارة الأمريكية خطة ما عرف بــ " خطة حل الدولتين " .. ويومها كتبت مقالا وقلت أن الخطة الأمريكية المعروضة لا تتفق مع قرارات الأمم المتحدة ولا مع مبادرة الجامعة العربية ولا مع المتطلبات الفلسطينية ناهيك عن الاشتراطات الإسرائيلية حول طبيعة الدولة الفلسطينية ومسألة الحدود والأمن الإسرائيلي والتواجد الدولي وكل ما الى ذلك .. لا يوجد أي ضمانات قابلة للحياة مع إسرائيل .. وأيضا قلنا أنه يجب ألا تبدأ المفاوضات لمجرد وجود خطة أمريكية وضمانات إعلامية كاذبة .. المطلوب هو البدء الفوري في قيام الدولة الفلسطينية التي سوف تنهي ما يعرف بــ " السرطان الاسرائيلي الاستيطاني " . وفي ذكرى النكبة وفي هذا العام قلنا أيضا بأنه يجب أن لا نعوِّل كثيرا على المواقف الأمريكية فهي أولا وأخيرا يمكن قراءتها من خلال رسالة الرئيس الأمريكي الذي بهنيء إسرائيل بما يسمى ' يوم استقلالها ' ويؤكد في رسالته على متانة العلاقات بين البلدين والالتزام الأمريكي التام بتفوق إسرائيل العسكري والاقتصادي وأن أمن إسرائيل من أولويات الولايات المتحدة الأمريكية وملتزمة به ، وأنها أي أمريكا توافق إسرائيل في الرؤية السياسية والأمنية للحل مع الفلسطينيين التي تتضمن تسوية مؤقتة وإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ' في الضفة الغربية ' ، وتأجيل المفاوضات حول القدس ، والتزام الفلسطينيين بالعودة للمفاوضات دون شرط تجميد الاستيطان في المقابل التزام إسرائيلي بعدم القيام بإجراءات استفزازية .. لهذا كله قلنا مرارا وتكرارا بأنه يجب علينا كفلسطينيين أن نقرأ أيضا الرؤية لأمريكية للحل في المنطقة .. فهذه الرؤية تنقصها القدرة على التطبيق أولا ومن ثم فإنها تقوض كل إمكانيات الوصول إلى حل وفق أسس ومبادئ الأمم المتحدة والقرارات الدولية والحق الفلسطيني ، وكذلك فهي تعمل على تكريس ومباركة الاستيطان الصهيوني فوق الأرض الفلسطينية والتنكر للحق الفلسطيني في القدس والأسوأ هو أن كل ما يتم هو ' مطالبة ، وتمنيات ، ورغبات ' .. والمطالبة هنا تخضع لكثير من حسابات القبول والرفض والتقزيم والتمييع والتسويف والتمرير والمماطلة إلى أن تنتهي المشاريع الاستيطانية الحالية ويبدأ الخلاف حول مراحل استيطانية أخطر .. وقلنا بأنه في ظل هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والوعود الأمريكية الإنشائية نرى أن نجاح أي حل للقضية الفلسطينية يلزم :1- وجود حكومة إسرائيلية معتدلة تعترف بالحق الفلسطيني وتعمل على إعادته لأصحابه .وان تبتعد تلك الحكومة عن المراوغة والمماطلة والتزييف . 2- وجود حكومة وقيادة فلسطينية موحدة وقوية وبقاء كافة الخيارات مفتوحة وعلى رأسها دعم المقاومة المشروعة كيفما تنص كافة القوانين الدولية لأي شعب تحت الاحتلال . 3- وجود حكومة أمريكية لا تكيل بمكيالين وعليها أن تجبر الجانب المحتل على إنهاء احتلاله واحترام كافة الاتفاقيات والمرجعيات الدولية والحق العربي الفلسطيني ، وألا تنساق الى الرؤية الاحتلالية الإسرائيلية والتي سوف تغرق المنطقة في ظلام فوضى عارمة . وعلينا أن نذكر هنا أنه في يوم الاثنين 11-10-2010 وبعد وجود مؤشرات حقيقية لفشل المفاوضات المباشرة برعاية أمريكية ، جاء صوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن بأنه هناك شرطين للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ، وهما ( الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والترتيبات الأمنية الحازمة على الأرض ، وأضاف بأن الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية هو محور النزاع بيننا .) على القيادة الفلسطينية أن تعلم أن رمي الكرة في ملعبها لا يعني أنها ستكون محرجة ، فلا يوجد شيء يمكن أن تخسره ، فكل الأرض محتلة ولا يتم احترام الاتفاقيات الموقعة أو جدول الحل الدائم .. وهنا نتفق ونصفق طويلا ونؤيد قرار الرئيس الفلسطيني بعدم العودة إلى المفاوضات دون تجميد كامل للاستيطان وكذلك الوصول إلى الحل الدائم وإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والتمسك بالثوابت وحق العودة وتقرير المصير .. وفي حال إصرار الإدارة الأمريكية على موقفها الأخير من عدم ربط الاستيطان باتفاقيات الحل النهائي والمفاوضات فيجب أن يكون هناك حلول شاملة ومنها : - إعادة النظر في الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة 242-338 فإن وصلت الأمور الى نهايتها السلبية فيمكن هناك الإعلان الواضح بأن الفلسطيني لم يعد يلتزم أم يوافق على هذه القرارات التي خدمت إسرائيل على حساب احتلال أرض فلسطين وابقاء الاحتلال بلا حسيب أو رقيب .. - إدخال النظام العربي والجماهير العربية والإسلامية في معادلة القضية الفلسطينية وعلى الجميع أن يقف عند مسؤولياته تجاه فلسطين والقضية . - المطالبة بمؤتمر دولي يشمل كافة القوى الدولية وحضور عربي وإسلامي قوي ويكون المؤتمر واضح المعالم ويناقش قضايانا المصيرية . - النظر مرة أخرى في كل الفقرات التي تم إلغاؤها من ميثاق م.ت.ف على أساس أن إسرائيل أعدمت الاتفاقيات التي من أجلها تم إلغاء هذه الفقرات ولم تعمل الإدارة الأمريكية على تنفيذ الدور المناط بها كراعية لهذه الاتفاقيات . - إعادة الشخصية الفلسطينية الثورية والجهادية والمقاومة بجانب الشخصية السياسية بكافة فعالياتها . - الانتهاء من الانقسام بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والعمل من خلال قيادة واحدة تواجه العجرفة الصهيونية والهروب الأمريكي من واجباته والصمت الدولي الذي يترك الساحة كاملة لأمريكا وإسرائيل . لارسال مواد ratannews@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..