البيت | أقلام حرة |
2010-09-08 09:00:55 - الكاتب : رتان_ الكاتب : منذر ارشيد | |
المشهد الأول: في كامب ديفد.. أبو عمار وباراك المشهد الثاني: في واشنطن.. أبو مازن و نتنياهو في المشهد الأول.. باراك يحاول أن يُثبت لأبو عمار أنه الأقوى فأدخله الباب قبله" وكأنه يقول (دخول الحمام مش مثل خروجه ) أبو عمار خرج من الحمام ورفض التفاصيل المشهد الثاني أبو مازن محشوراً خارج الحمام وعليه أن يقرأ التفاصيل ويُجيب عليها حتى يُمْكِنُه الدخول إلى الحمام ولكن من قال أن أبو مازن قد تنازل.! أو سيتنازل ..أو أنه يستطيع أن يتنازل ..! صخب إعلامي كبير حول ما جرى في واشنطن بعد أن اسْتنفذَت الأقلام حبرَها , في التحليل والتبخير والبركات والتأييد ومنها عكس ذلك ..اتهاما ت ... استنكارات ً...شتائم.. وتخوين " تأييدا ً وشجبا ً , مَعْ... وضِدْ " ولكن.. هل غَيرَ هذا كُلُه منِ انْدفاع ِ القطار .! فالقطارُ ماض ٍ إلى ما شاء الله ..وفي النفق المُظلم وعلى غير هدىً وقد تُركَ للأقدار تفعل به ما تشاء دون أن نعرف أين يتجه ولا متى يتوقف... ولا حتى أين سيتوقف ..! نعم.. في النفق المظلم , وهذا ليس اختراعاً مني , بل هو ما كان قد بشَرَنا به الراحل أبو عمار قبل عقدين أو أكثر , حيث ُ كَشف َ أمراً مهماً حين قال .. إني أرى الضووووء في نهاية النفق المظلم وعاش شعبنا على هذا الأمل ... ( الضوووووء ) رحل أبو عمار وكأنه أخذ معه الضوء وتركنا في النفق المظلم .. لم يكن بيد أبو عمار أي حيلة عندما تدَهْلزَ سِراً ودخل في هذا النفق الذي اعتقد أنه السبيل الوحيد للخلاص والانعتاق من القيود العربية . خرج ومعه المناضلين ومنظمة التحرير من بيروت إلى الشتات العربي موعوداً بدولة هكذا قال للجميع بمن فيهم جورج حبش ..(نحن موعودون بدولة ) سُؤِلَ وهو على ظهر السفينة .... أين أنت ذاهب يا أبو عمار ..! قال وابتسامة كبيرة على ثغره, قال بكل ثقة .. نحن رايحين إلى القدس .. ودائماً أمريكا هي صاحبة الوعود .. استقبله العرب في بلدانهم بأمر من صاحب الأمر عام ..عامين ..ثلاثة .! فالمسألة طالت وما عادوا يحتملوا ضاقوا بنا ذرعا ً , وبدأ التضييق بالمال, بالمَسَكن , لا إقامات ,مشاكل اجتماعية ..أصبح هم الناس فقط المعيشة ولولا الحياءَ والخوفَ من الفضيحة..لتم طرد الجميع و لأعلنوا برائاتهم منا ومن قضيتنا وعلى رؤوس الأشهاد ( كل شيء حَسب الخطة) ولا ننسى الانشقاق الذي كان مقدمة لكل ما جرى بعد والتاريخ يُعيدُ نفسَه اليوم ....! فالنكوصُ والوضع العربي على ما يبدو حَشرَ أبو عمار في زاوية ٍلم يكن لها منفذاً إلا باتجاه مدريد , ولكن أبو عمار ولأنهُ صانعُ الأحداث ..(مَزَط ْ مثل الزئبق ) إلى أوسلو ورتب أموره بأسرع ما كان مخططاً , فبينما كانت المسائل تُطبخُ على نار ٍ هادئة ٍ في مدريد ...تسلل أبو عمار ورفع الشُعلة .. فجَهزَت الطبخةُ بسرعةٍ أذهلت الجميع " ولكنها كانت غير ناضجة ..مشعوطة .. فكان بمثابة عملية هروب إلى الأمام من منطلق (لا شيء نخسره) لأن لا شيء باليد ...وإيشْ ما حَصِلنا بركة .. أما أبو مازن.. لم يخترع جديداً حينما قال َ أن السلام مسألة إستراتيجية فـ " أبو عمار "قالها قبله و أعطاها أكثرَ شرعية وقوة بأن قال (سلام الشجعان ) وبين إستراتيجية سلام أبو مازن , وسلام شجعان أبو عمار , ليس هناك تبايناً ولا خلافاً إلا..من خلال ما كان في عقل أبوعمار , ومعرفته بعقلية الشعب الفلسطيني وقدراته فضمن مع السلام حِصناً منيعاً ...( المقاومة) ورغم هذا فالمقاومة لم تُثمِرْ ولم تَسْتمِرْ أُجْهضَت .. أزْهِقت ..دُجِنت .. فُرعطَت ْتم إحتوائها..التآمر عليها ..! ليس هنا المشكلة فالسبب الرئيسي أننا دخلنا أوسلو بعقلية السلام مرة واحدة دون سابق إنذار وبلا وعي وبلا مضمون والقينا بخيار المقاومة من أذهاننا مرة واحدة وما حصل من مقاومة بعد ذلك , جاء بدون تنظيم ولا وعي ولم يُبنى على قاعدة العمل الوطني الاستراتيجي التحرُري الشامل بل بردة فعل فقط وعلى قاعدة التأثير على المفاوضات .. بدليل مُنِعَتْ المُقاومة في البداية " وسُمِحَ للمقاومة مع دخول شارون للأقصى ثم مُنعَتْ المقاومة مع خارطة الطريق ولا ندري كيف سَيُكون الحال إذا سُمِحَ للمقاومة مرة أخرى ..!؟ رحم الله " أبو عمار " الذي وثق بالأمريكان فأعطاهم أهم بنود الميثاق... بلا مقابل , بينما كان بإمكانه أن يَبْتزهُم بأكثر من مسألة مفصلية , فأعطى كلنتون بضاعة غالية على أمل أن يقبضَ الثمن لاحقاً " فقبضها المحتال الامريكي وقال له ( إلحقني وحَصِل إذا بتقدر تحَصِلْ ..!) وها هي هيلاري شريكة كلنتون في النصب والاحتيال تعود ثانية لتقول بعد اجتماع واشنطن.. أن المفاوضات صعبة جداً ولا ندري كيف سيكون الحال ..! (المكتوب مقروء من عنوانه) أما " أبو مازن " فتجربة أبو عمار ما زالت ماثلة أمامه ُ مع الأمريكان وها هو يساير هم وحسب رغباتهم وهو يدرك تماماً أنهم لا يقدمون شيئا ً لا بل يُؤخرون ، وانطلق أيضاً من نفس منطلق ابو عمار ( لاشيء نخسره ) ذهب " أبو مازن " إلى واشنطن " مرغما ً أخاك لا بطل " . وكان نتنياهو كما كان باراك وشارون سيد الزمان والمكان ووقف الزعماء العرب مرغمين أيضاً بجانبه وهم يدركون حجم الكارثة وما يمكن أن يترتب على بُلدانهم إن لم تُحَل القضية الفلسطينية .! تحدث النتن ياهو بكل ثقة واقتدار , تحدث كسيد الجميع , ولكن بدبلوماسية هادئة مهدداً .. متوعداً .. واعداً ,حيث أخفى المقصود ما بين السطور قال الزعيم الصهيوني كلاماً كبيراً وخطيراً عن الدولة اليهودية, وخلط على مستمعيه الأمور, فساق الهبل على المفهومية , وحَوَلَ الخطاب السياسي إلى تراجيديا مُحزنةَ وخاصة ً في موضوع العمليةِ التي قضَتْ فيها الأم ُالحامل , وأم الستة أطفال الذين قتلوا في عملية الخليل وكأني بالزعماء العرب أرادوا التربيت على كتفه معانقين مُواسين مُعزين سائلِينَهُ عَما يُمْكن أن يُعوِضَهُ عن هذه المأساة .! والحمد لله أنهم لم يفعلوا .. لأنهم لو فعلو...! لطلبَ منهم وهو يبكي قائلاً " إسمعوا يا جماعة .. مَعلِشْ أنا بقبَلْ مُواساتِكُم وشكرا ً لمشاعركُم الطيبةَ .. ولكن حتى تَطِيبُ نُفوس ِ الضحايا في قبورهم" (خذوا الفلسطينيين عندكم , وريحوني منهم ) ولربما تأخُذ العاطفةُ الرئيس مُبارك (حنووووون ) فَيَحضُنَه ويقولُ لهُ .. ( معلشِ يا بني يا نتن .. المسامح كريم " وانت من أصل طيب, وأبوك راجل محترم , أنا أعرفُهُ كويس.. خلاص ولا يهمك , ولا تزَعل نفسك ..و أنا حَرَيحَكْ على الآخر شوف يا سيدي .. أنا هآخذ الغزازوَة عَندي , وصحرا ء سيناء كِبيرة قو ي , وآخذلي قرشين كويسين , واتحَمَل بَلاوييهُم على شان عُيونك وعُيونِ الأطفال اللي تيَتمُوا ..حرام.. دول أطفال أما الضفاوية بقى ..! فَدُول َ .. تَتَفاهَم أنْتَ والملك عبد الله عليهم . لأِن ِ دُولْ .. مِشْ بِتُوعِي .................. دخلنا النفق المظلم من جديد رغم أننا لم نخرج منه طيلة عقود من الزمن ولكن هذه المرة تم إحكام الباب جيداً ,حتى لا نُطِل ُعلى أي ضوءٍ في نهايته . بدأتِ المفاوضاتُ وسَتستمرُ عاما ً دون أي شروط , و الاستيطان.. الذي لا ولن يُجَمَدْ .. بل الذي جُمِدَ موقفنا الفلسطيني الذي ينتظر حسنةً من نتن ياهو " أما أمريكا.. فستبقى الشيطان الذي يتلهى وهو يُوَزعُ الابتِسامَات والسلامات والزيارات المكوكية .. وشعوب المنطقة تتعذب عام ٌ كاملٌ سَيُضاف إلى أعوام ٍ خلت, استطاع الإسرائيليون خلالها أن يُماطِلوا ويُسوفوا ويحققُوا طموحاتهم ... والقُدسُ تَذُوب...تَذُووب ...تَذُوووووب ماذا نقول أكثر مما قال الله تعالى فيهم وهل كل تجارب الماضي لم تقنعنا بأن لا فائدة مرجوة ..! كيف سنقتنع وقد سبق كل ذلك بألف سنة وما يزيد قول الله فيهم .! (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ) مساكين نحن العرب .. إسرائيل اكتشفت الغاز والبترول في البحر الأبيض بحر فلسطين التاريخية وبينما سيجري العمل على استخراج هذه الثروة سيكون قد نَضَبَ بترول العرب وتكون إسرائيل الدولة النفطية الكبرى في المنطقة ولكن الفرق بينهم وبين دول النفط العربي أن النفط العربي كان عند الشيوخ ..أما النفط القادم فلن يكون بيد الحاخامات . بل بيد من يدير الصراع في العالم كلمة أخيرة : من يعتقد أن الفلسطيني ييأس واعني هنا الشعب" فهو واهم الشعب الفلسطيني لا يعرف اليأس والقنوط والتاريخ خير ُشاهد وأكبر ُدليل ويأمل أن يغير الله هذا الحال "وليس على لله بعيد " ولكن الله لا يحرك ولا يُغيرُ في الناس وهم قاعدون وقل اعملوا ....الآية وربما مسألة بسيطة ممكن أن تدعوا الله بأن ينظر بعين العطف للضعفاء والمظلومين والمقهورين وينتصر لهم وهنا سؤآل للجميع أليس بإمكانكم أن تنفُضُوا عنكُم غبارَ العار.! فوالله إنه لعار ْ..عار ٌعلى الجميع عارُ الفرقة والضياع الانقسام.. ألا تستطيعون أن تتعالَوا على الجراح من أجل فلسطين .! ألا تستطيعون أن تُوحدوا كلمتكم..! واسرائيل جائتكم بلسانٍ عِبرِي ٍ مُبينْ فقط أعيدوا وحدة الوطن .. تسامَحوا من أجل الشعب تعالَوا على الجراح ..تعالَوا على الكراسي عودوا الى الله مولاكُم بقلوبٍ صادقة فوالله ما نحن إلا في مواجهة الشيطان الذي يأخذ وجه الإنسان والذي نبهنا الله تعالى منه وليس أمامنا سوى العودةإلى الله أولاً وقبل أي شيء فوالله أنه سيغيرُ من حال ٍ إلى أفضل الأحوال (فقط بالصدق ) إن لله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..