مازن النجار
عكس الاعتقاد الشائع حول البكتيريا، فإن بعض أنواعها المسببة للمرض والموجودة في روث أو فضلات البهائم تبقى في الواقع على قيد الحياة حتى بعد تعرض الروث للتجفيف الحراري والتحويل إلى سماد، بحسب موقع خدمة سَينْس ديلي.
فقد وجد باحثون بمؤسسة الزراعة والغذاء الزراعي بكندا أن بكتيريا كَمپيلوبَكْتَر الموجودة في روث البهائم يمكنها أن تبقى على قيد الحياة حتى بعد التعرّض لعملية تحويل الروث إلى سماد عضوي، وتستمر حية لفترات طويلة في السماد كمنتج نهائي، وفق الدراسة الكندية المنشورة بدورية "الأحياء المجهرية التطبيقية والبيئية" المتخصصة.
وبكتيريا كَمپيلوبَكْتَر هي المسبب الأكثر شيوعًا لالتهابات المعدة والأمعاء في البلاد الصناعية، وغالبًا ما تخرج إلى البيئة من خلال فضلات الأبقار.
ورغم أن تأثير هذه البكتيريا على صحة البشر غير محدد تمامًا، فإنه يبدو أن هناك ارتباطًا في بعض مناطق العالم، مثل مقاطعة ألبرتا بكندا، بين اتساع نطاق انتشار حالات عدوى البشر ببكتيريا كَمپيلوبَكْتَر وبين وجود الماشية بكثافة عالية حولهم.
"
عكس الاعتقاد الشائع حول البكتيريا، فإن بعض أنواعها المسببة للمرض والموجودة في روث أو فضلات البهائم تبقى في الواقع على قيد الحياة حتى بعد تعرض الروث للتجفيف الحراري
"
ميكروبات وبذور
يوصف تحويل النفايات العضوية كروث الماشية إلى سماد عضوي بأنها العملية التي تستقر من خلالها المادة العضوية لدى تجفيفها من الماء، ومعالجة مكوناتها الغذائية، وتبديل بنيتها الفيزيائية، واستئصال بذور الأعشاب الضارة منها، وتعطيل نشاط البكتيريا وبيض الطفيليات الوحيدة الخلية والفيروسات بها.
وعادة ما توصي السلطات الحكومية ذات الصلة بالزراعة والإنتاج الحيواني في كل من الولايات المتحدة وكندا بإجراء عملية التحويل إلى سماد للنفايات العضوية للحد من مستويات وجود مسببات الأمراض بها.
وفي سياق إجراء هذه الدراسة، درس الباحثون الكنديون ما إذا كان هناك استمرار لوجود بكتيريا كَمپيلوبَكْتَر القائم بشكل طبيعي في السماد العضوي المستمد من روث قطعان أبقار عولجت بالمضادات الحيوية، وأطلق على هذه المجموعة الاسم الكودي (أي أس 700)، وقطعان أبقار أخرى لم تعالج بهذه المضادات، باعتبارها مجموعة الضبط والمقارنة.
محتويات متفاوتة
وكان مستوى وجود البكتيريا متماثلاً في السماد العضوي لروث كل من المجموعتين، إلا أن درجة حرارة تحويل روث المجموعة الأولى (أي أس 700) إلى سماد كانت عملية وممكنة أكثر، وأقل ارتفاعًا من درجة حرارة تحويل روث مجموعة الضبط والمقارنة إلى سماد.
من ناحية أخرى، ونتيجة لاختلاف درجات حرارة التحويل لسماد، فقد تفاوتت مستويات المحتوى المائي وإجمالي المحتوى الكربوني ومحتوى النيتروجين والتوصيلية الكهربائية بشكل كبير فيما بين السمادين الناتجين عن المجموعتين.
وأظهرت النتائج عدم وجود أي انخفاضات في كميات الحمض النووي المؤشر على بكتيريا الكَمپيلوبَكْتَر في سمادي المجموعتين خلال فترة الأشهر العشرة التي دُرِسَت فيها عمليات التحويل إلى سماد.
لكن اختبارات إضافية أشارت إلى أن الحمض النووي للكَمپيلوبَكْتَر الذي تم فحصه من سماد هذا الروث كان مستخرجًا من خلايا قابلة للحياة.
ويخلص الباحثون إلى أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن بكتيريا كَمپيلوبَكْتَر التي تُفرَز في روث الماشية تستمر حيوية لفترة طويلة في السماد المستخلص من عملية تحويل هذا الروث، وتطرح شكوكًا في الاعتقاد السائد بأن هذه البكتيريا لا تبقى على قيد الحياة في السماد العضوي.
المصدر: الجزيرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..