|
بايدن نائب الرئيس الأميركي أكد التزام أميركا تجاه إسرائيل رغم ضجة الاستيطان التي أثيرت أثناء زيارته المنطقة (رويترز) |
استطلعت صحيفة واشنطن بوست آراء عدد من المحللين السياسيين والمسؤولين السابقين حول طبيعة ما تمر به العلاقات الأميركية الإسرائيلية حاليا, وطلبت منهم الرد على السؤال التالي: هل بدأت واشنطن وتل أبيب تبتعدان عن بعضهما؟ وقد اختلفت الآراء باختلاف المشارب.
فبالنسبة للخبير في الدراسات الشرق أوسطية في مجلس العلاقات الخارجية, والمسؤول السابق في مجال الشؤون الخارجية في عدة إدارات أميركية إليوت آبرامز فإن السبب الوحيد للاحتكاك الحاصل الآن في علاقات البلدين هو سوء تعامل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع هذه العلاقة.
ويضيف آبرامز, وهو ابن عائلة يهودية وعضو في مجلس النصب التذكاري للمحرقة في الولايات الأميركية, أن استطلاعات الرأي تظهر أن شعبية إسرائيل بين الأميركيين لم تتراجع, الأمر الذي قال إنه يعود إلى كون الشعبين يواجهان نفس الأعداء كالإرهاب والنظام الإيراني "وهو ما لا يمكن أن يخفى على الأميركيين الذين يدركون أن حليفنا الوحيد الديمقراطي الذي يمكننا أن نعول عليه في الشرق الأوسط هو إسرائيل".
وانتقد آبرامز ما وصفه بـ"استمرار إدارة أوباما في الانجراف عن الدعم التقليدي لإسرائيل" قبل أن يطمئن تل أبيب بالقول "لكن الوقت والانتخابات كفيلان بتصحيح هذا الخلل, خاصة أن شعبية إسرائيل هذه الأيام بين الأميركيين أعلى من شعبية أوباما نفسه".
أما الخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفد ماكوفسكي, فاختار التركيز على تداعيات إعلان إسرائيل مستوطنات جديدة بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن لها, قائلا إنه لا يرى أن تلك الحادثة تعكس تراجع علاقات البلدين لدرجة التصادم المقصود.
لكنه أقر بأن هذه الحادثة تدعو لمزيد من رأب الصدع في علاقات البلدين التي تأثرت وإن كانت لم تصل حد التراجع التاريخي كما حدث في الأعوام 1956, 1957 و1975.
وبدوره اعتبر زميل السياسة العامة في معهد وودرو ويلسون الدولي للعلماء والمندوب السابق لوزارة الخارجية الأميركية في المفاوضات العربية الإسرائيلية آرون ديفد ميلر أن على أوباما أن يجمع بين الشدة مع الإسرائيليين وطمأنتهم, مشيرا إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين نجحوا في التوصل إلى أي نتيجة في عملية السلام الإسرائيلي العربي كلهم أوضحوا لإسرائيل دون لبس ثمن قول "لا" للقوة العظمى.
وترى نائبة رئيس الدراسات الدفاعية والسياسة الخارجية بمعهد أميركان إنتربرايز دانيلا بلتكا أن إسرائيل والولايات المتحدة تبتعدان عن بعضهما منذ بعض الوقت وأن وتيرة ذلك التباعد تسارعت في إدارة أوباما الحالية.
وأكدت أن ذلك لا يعود إلى فشل مهمة بايدن ولا إلى عدم مبالاة أوباما وإنما إلى تحول للأجيال يبعد إسرائيل ما بعد الصهيونية عن أميركا القرن الحادي والعشرون.
إلا أن بلتكا حذرت من أن المشكلة الخطيرة التي تواجه أميركا لا تكمن في نأيها بنفسها عن إسرائيل وإنما في الفشل في إدراك التهديدات المشتركة لكلا البلدين, والمتمثلة في تنامي التشدد الإسلامي وصعود نجم الحرس الثوري الإيراني.
أما الأستاذ بجامعة أوكسفورد حسين آغا ومدير برنامج الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي فإنهما يريان أن الأزمة التي تمر بها العلاقات الأميركية الإسرائيلية في الوقت الحالي لها تداعيات خطيرة, خاصة على المدى البعيد.
وأشارا إلى اختلاف نظرة البلدين لعملية سلام الشرق الأوسط من حيث وتيرة تقدمها ووجهتها وعلاقتها وترابطها بقضايا الشرق الأوسط الأخرى, وهو ما عكسه خلافهما حول المستوطنات.
وقالا إن وضوح الحكومة الإسرائيلية بشأن المستوطنات يجب أن يتعامل معه كرسالة لا كخطأ يصحح.
فإذا كانت واشنطن جادة في سعيها للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين, فمن الأفضل لها أن تعرف مواقفهما الحقيقية لا الوهمية وقد لا يرضيها ذلك لكنه على الأقل هو الحقيقة والواقع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..