رام الله _ رتان _ مئاتٌ من البالونات الملونة، حملت مساء اليوم، أمنيات الأطفال الفلسطينيين وأحلامهم إلى العالم، عبر إطلاقها إلى السماء، محملةً برسائل كتبوها، خلال مهرجان 'يوم التحليق'، الذي نظمته عدد من المؤسسات والمجموعات الشبابية التطوعية، في منتزه ضاحية الرام بالقدس المحتلة.
وبجوار جدار الفصل العنصري، الذي يفصل ضاحية الرام عن باقي المدينة المقدسة، وقبالة مستوطنة 'بسغات زئيف' المجاورة، تجمع المئات من الأطفال الفلسطينيين، يساعدهم متطوعون محليون وأجانب، ليوصلوا رسالتهم إلى العالم'.
قدموا من جنين، وطولكرم، وقلقيلية، ونابلس، مرورا برام الله وأريحا والقدس، وصولا إلى بيت لحم والخليل وأم الفحم والناصرة والرينة ومجد الكروم، جاؤوا من المخيمات والمدن والقرى، ليؤكدوا على وقوف الفلسطينيين جميعا خلف حقوقهم الوطنية، وعلى رأسها حق العودة.'قولي لهم إنا هنا، لنا أحلاما كثيرة، وأمنيات كبيرة، وحقوقا مسلوبة'، رسالة أراد لها الاطفال أن تصل، فكتبوا ما يجول بخاطرهم، وجسدوا أحلامهم وأمنياتهم، برسوم وكتابات على لوحات ورقية وكرتونية، حّمّّلوها للبالونات، وأطلقوها في عنان السماء، لتصل إلى العالم.
وتركزت الشعارات التي كتبها ورسمها الأطفال الفلسطينيون على حقهم في الحياة في ظل دولة مستقلة، فكتبوا 'فلسطين والقدس عربية'، 'سنعود إلى أرضنا'، 'ونريد حقنا في الحياة'، و'راجعين'، وأطلقوها خلال المهرجان الذي تخلله العديد من الفقرات الفنية والترفيهية.
فكرة المهرجان جاءت من متطوعين أجانب، جاؤوا من أميركا، وبريطانيا، والدينمارك، وبلجيكا، وأسبانيا، وغيرها من دول العالم، ليساعدوا الاطفال الفلسطينيين لايصال صوتهم، وصرختهم لنيل حقوقهم المسلوبة.
وهو ما أكدت عليه المتطوعة البلجيكية مارغرينا، والتي قالت:' إنا هنا لنؤكد على ضرورة تنمية المقاومة الإبداعية الناشئة لدى الأطفال، من أجل التعبير عن أحلامهم، والصراخ بامنياتهم، لايصال رسالة حقيقة إلى العالم.
وأشارت إلى أنها شاركت إلى جانب أكثر من 30 متطوعا أجنبيا، برفقة المتطوعين الفلسطينيين، من أجل تجسيد رسالة الحرية، وضرورة التوحد من اجل إنهاء الظلم والإحتلال، التي قالت أنه يتجسد بالجدار والمستوطنات والحواجز، ولفتت إلى أنها اختارت وزملائها والمؤسسات الفلسطينية الشبابية، الموقع الملاصق للجدار والمستوطنات، من أجل التعبير عن رفض هذا الواقع الذي يحاول الاحتلال تجسيده.
وأضافت مارغرينا، أن رسالة هذا النشاط الذي أسمته بـ 'يوم التحليق'، هي العمل الجماعي، من أجل تعزيز المبادرة لدى الأطفال، وتنمية المقاومة الناشئة، ضد الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية، والمتمثل بالاحتلال.
وهو ما اكدته زميلتها الدنمركية جين، والتي قالت: 'جئنا هنا من أجل مساندة الأطفال الفلسطينيين، ومساعدتهم على النهوض ضد الوضع القائم، وإيصال رسالتهم إلى العالم، عبر مقاومة ناشئة، تحمل الطابع السلمي'.
وعن الرسالة المراد ايصالها إلى العالم، أشار الطفل أحمد أبو الرب (13 عاما)، من القدس، والذي كان منهمكا في رسم صورة 'حنظلة' على ورقته وربطها بأحد البالونات، إلى أنه يريد من كل العالم أن يعرفوا أن الشعب الفلسطيني يجب أن ينال حريته، وأن أطفاله يجب أن يعيشوا بأمان.
بجوار أحمد جلس زميله سامي (12 عاما)، والمتطوع في جمعية الهلال الأحمر، يرسم طفلا يبكي وبجواره أسوارا طويلة، تعبيرا عن جدار الفصل العنصري، وقال: 'حقوقنا مسلوبة، ونعيش في خوف دائم، نريد أن نحيا بامان، وأن نتقاسم أحلامنا كباقي أطفال العالم'.
وقدمت الطفلتان سندس من مخيم بلاطة، ونرمين من مدينة نابلس، فقرة أغانٍ وطنية، أثارت الجميع، أرادتا لها أن تكون صرخة من كل أطفال فلسطين ضد الظلم والقهر، الناتج عن الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم.
وأشارت سندس إلى ان صوت الشعب الفلسطيني المحتل يجب أن يصل إلى كل العالم، من أجل دعم القضية الفلسطينية، ورفع الحصار عن أطفاله، الذين يطمحون لحياة مماثلة للحياة التي يعيشها معظم أطفال العالم.
من جانبها عبرت زميلتها الضريرة نرمين، والتي قدمت من نابلس خصيصا لإطلاق صرختها، عن سعادتها الكبيرة بمشاركتها الأطفال من مختلف المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، في إيصال رسالة فلسطين إلى العالم.
ومن داخل الخط الاخضر، قدمت الطفلتان أماني طاطور، ومي زرقاوي، تحملان شعار فرقتهما 'دمار' وتؤديان فقرات فنية، لإيصال صوت الأطفال داخل الخط الأخضر، عبر أغاني الراب، التي تحدثت عن الوضع الفلسطيني، وتحدت الجدران والحواجز.
وقالت طاطور: 'رسالتي رسالة كل أطفال فلسطين، نريد حريتنا، نريد الحرية لشعبنا، نريد أن نعيش كما الجميع، أن نرسم، ونلعب، ونلهو، دون أن نخاف من الإحتلال، ولنقول للعالم أجمع إنا هنا باقون، لم ولن نرحل'.
ولفتت زميلتها زرقاوي إلى أن الإحتلال قد يمنع الأطفال الفلسطينيين في الضفة من التواصل معهم داخل الخط الأخضر، لكنه لن يستطيع منعها ورفاقها، من القدوم إلى القدس والضفة، ومشاطرة أقرانهم الآخرين أحلامهم وأمنياتهم.
وعن دور المؤسسات التطوعية، أشار محمد العملة، مدير قسم الشباب في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إحدى المؤسسات الشريكة في تنفيذ النشاط، إلى أن النشاط الذي شارك فيه العشرات من متطوعو الجمعية، هدف إلى غرس المفاهيم الوطنية الفلسطينية، في نفوس هذه الكوكبة الشبابية.
وأضاف أن النشاط يمثل جانبا إنسانيا من خلال تعزيز التواصل بين الأجيال الفلسطينية، الأبناء والآباء والأجداد، عبر التمسك بالثوابت وعلى رأسها حق العودة، ومن خلال التواصل بين الشباب والأطفال أنفسهم.
أعطوا الأحلام أجنحة، جعلوها تطير، وتحلق عاليا عنان السماء، فيها المحبة، والطفولة، والواقع المرير، والمستقبل المجهول، فيها صرخات أطفال فلسطين، تحملها بالونات طائرة، آملين أن تحمل أصواتهم إلى كل العالم.
"وفا"
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..