اوصى مشاركون خلال ورشة عمل نظمتها شبكة الأهالي 'أصوات' في رام الله اليوم، بالعمل على تدريب المعاق وذويه على التعرف على جسده، وعلى كيفية التعامل معه؛ وتربيته جنسيا لحمايته.
وناقشت الورشة الت جاءت بعنوان 'كيف نحمي أبنائنا المعاقين من الاعتداءات الجنسية' موضوعاَ بالغ الأهمية و الحساسية، ويعتبر من الصعب طرحه كقضية عامة تناقش في جلسات مفتوحة، بحضور العديد من الأهالي و المؤسسات و ناشطين في مجال حقوق الطفل و الإنسان.
وأكدت خضرة ذويب من الإغاثة الطبية الفلسطينية على ضرورة التعامل مع موضوع تعرض ذوي الإعاقة لاعتداءات جنسية بجدية تامة، من قبل الأهل والمختصين، والتعرف على المشاكل الجنسية للطفل من ذوي الإعاقة للقيام بتطبيق برنامج ناجح وفعَّال لحلها يستهدف المعاق وأسرته. واشارت ذويب إلى صعوبة التعامل مع هذه الحالات نظرا لخوف الأسر من الفضيحة و العار، وتحدثت عن الصعوبة التي تواجهها العاملات في مجال الإرشاد الاجتماعي والصحي في الإبلاغ عن حالات الاعتداء.
ومن وجه نظر شرعية، قال الشيخ إبراهيم عوض الله مفتى رام الله و البيرة: 'الدين يحث على رعاية المعوقين من ناحية أخلاقية وإنسانية وعقائدية، وعلى الأسرة الاهتمام الكامل بالشخص المعاق وعليها أن تحمي أبنائها، وهذا الدور لا يقتصر فقط على مؤسسات التربية الخاصة فقط، وعلى المجتمع أيضا الاهتمام بالشخص المعاق ورعايته وعدم استغلاله لكونه إنسان ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه'
كما أشارت فلورا عليان من مركز سوا، إلى إن لمشكلة المعاقين إعاقة عقلية آثارها النفسية والاجتماعية التي تضفي عليها مزيداً من الاهتمام والانتباه؛ مما يستدعي التركيز على نواحي التوعية التي تنطلق من مرتكز أساسي يتمثل في محاولة الكشف عن طبيعة الوصمة الاجتماعية والنفسية التي قد تلصق بهؤلاء المعاقين عقلياً، والذي ينتج عنه الظلم الاجتماعي والإحباط والقهر. و أضافت أن المركز يقدم المساعدة للنساء والأطفال المعرضين للعنف بكافة إشكاله.
وقامت الناشطة الحقوقية المحامية فاطمة نزال بالتعليق على عدة بنود وردت في قانون المعاق الفلسطيني، وركزت على عدم وجود قانون واضح ومطبق يعاقب المعتدين على الأشخاص ذوي الإعاقة على الرغم من أن إعلان الأمم المتحدة حول حقوق المعاقين الذي ينص على أن تؤمن للمعاقين حمايـة مـن كل أشكال الاستغلال والتمييز والظلم وانتهاك الكرامة.
ومن جهتهم، أبدى الأهالي قلقهم من عدم توفر جهات تحمي أبنائهم و بناتهم المعاقين من الاستغلال الجنسي، وطالبوا الجهات المختصة بتعديل القوانين وتوفير الحماية القانونية لإنبائهم، كما أشادوا بالدور الفعال الذي تقوم به شبكة أصوات من اجل تمكينهم و دعمهم للدفاع عن حقوق أبنائهم.
وخلصت الورشة الى جملة من التوصيات تمثلت بضرورة التعامل مع الموضوع بجدية تامة، والعمل على تدريب المعاق وذويه على التعرف على جسده، وعلى كيفية التعامل معه؛ حيث تختلف طرق التربية والتوجيه حسب الإعاقة العقلية وأهمية التربية الجنسية للأطفال المعاقين عقلياً، وأهمية تحسس الوالدان والمدرسين المشاكل الجنسية للطفل المعاق عن طريق مراقبة سلوكيات الطفل المعاق، وتشكيل مجموعات ضاغطة للتأثير على الجهات المسؤولة ذات الاختصاص، والقيام بحملات توعية مجتمعية وتوعية في المدارس، وأهمية دور المجتمع المحلي متمثلا في البلديات والمجالس القروية واللجان المحلية من اجل دعم دور المؤسسات و تدعيم الأهالي.
ـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..