من يزرع يحصد ...والحصاد التركي للتاييد الشعبي العربي كان وفيرا هذه المرة ...وان كانت تركيا قد حصدت في السابق بعضا من التاييد الشعبي لاسيما بعد العدوان على غزة وموقف اردوغان في مؤتمر دافوس..
الا ان الغراس التركية رويت بدم تركي طهور وعليه كانت الثمار اجود والمحصول اكبر ...اما خطاب رئيس الوزراء التركي فدلل على الفارق بين خطاب التبعية وخطاب الند ...فقول الرجل لاسرائيل اذا ارادوا تركيا عدوا فستكون قاسيه ...يختلف عن اصوات العرب المندده والمستنكره بخجل عبر اجتماع لمندوبين في جامعة باتت احبالها الصوتيه تعاني الارتخاء نتاج كثرة التنديد الكلامي ليصل الامر الى صراخ صامت ....في الزمن الاردوغاني رفعت اعلام تركيا في العواصم العربية طواعية ...حبا وتقديرا ...وكم تمنيت ان يرفع علم دولة عربية في عاصمة عربية في غير مقرات السفارات ...لن اقلل من شأن بعض الخطوات العربية لاسيما القرار الكويتي بالانسحاب من المبادرة العربية ...وليت من يحمل لواء هذه المبادرة وطرحها ان يدرك بان الدهر اكل وشرب عليها لاسيما وان تل ابيب لم تعرها لحظة اطلاقها اي اهتمام ...وداستها دبابات شارون وهي تقتحم مقر رئاسة السلطة لاغتيال الراحل ابوعمار...ان القيادات الحكيمة والصادقة قادرة على تغير مزاج شعوبها ولكن ايضا عليها ان تخضع لهذا المزاج ان خالف رايها ...او ان توفق بين رايها ومزاج هذا الشارع ...ولان المواقف تحسب للمستقبل فان حزب العدالة الحاكم بقيادة اردوغان ضمن للمستقبل ان يظل في مكانه وان يتقدم ...
اما القيادات العربية التي تخالف دوما مزاج شعوبها ولم تعمل حتى على التوفيق بين مصالحها وراي هذه الشعوب ...فستظل دوما تجلس هناك في قصورها وتحيط نفسها ببطانتها التي تطبل وتزمر لها وتحدثها عن حكايا الف ليله وليله ...وتقول لها كان ياما كان ...في قديم الزمان ...امة مقهورة ...تعيش على البقايا وتلثم التراب من الجوع ...وفي يوم وبينما كان قادة الامة ...يلمعون احذيتهم...ويشحذون سيوفهم ...ويصرخون باعلى الصوت ...يا اهلا بالمعارك يا بخت اللي يشارك ....جاء التتار وسيطروا على الدار ...وحرقوا الاشجار...واغتصبوا الاثار ...ونهبوا الابار ...واذاقوا الامة طعم الهزيمة والمرار ..والمذياع يغني ...والامة تندب حظها ...الى ان جاء رجل من الاتراك ...لم تاتي سيرته في علم الافلاك ...تحدى التتار ...وكسر الحصار ..ونظمت بحزمه الاشعار ...المشكلة هل سينتفض قادة العرب ...ان لم يكن حرصا على امتهم فليكن خجلا من هذا التركي الذي لا يقرا بالعربية الا القران وان يقولوا كفى...لكن هذه الانتفاضه لديها شروط لم تتوافر بعد في بعض القيادات العربية...يكل الاحوال هنيئا لتركيا المحصول...والحصاد المتقن الذي لم يبق للعرب شيء...اما العرب فعليهم ان يتعلموا فن الزراعه ...ونوع السماد ...والاملاح التي تتوافر في المياه التي ستسقى بها المزروعات اذا ما ارادت القيادة العربية في المستقبل ان تجني محصولا كالذي جنته تركيا .
نقلا عن "معا "
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..