وجاء أن غالبية الجنود كانوا في بداية خدمتهم العسكرية في موقع الرصد في "غرفة الحرب" المطلة على منطقة كرم أبو سالم، حيث تعرضت الدبابة الإسرائيلية للهجوم، قبل 4 سنوات
ويضيف أنه بعد عدة دقائق تلقى إنذارا بحصول مس بالسياج الحدودي، وأعلن عن "حالة تسلل". وعلى أرض الواقع فإن منفذي العملية من المقاومة الفلسطينية كانوا قد اجتازوا الحدود عن طريق نفق.
في هذه الأثناء توقفت إحدى الكاميرات عن العمل، وبدأت المجندة، التي كان قد مضى على تجندها للجيش شهران ونصف وكانت تعمل على المراقبة، بالبكاء ولم تستطع أن تؤدي مهامها. وتبين لاحقا أن الكاميرا قد تعطلت نتيجة إصابتها بقذيفة "أر. بي. جي".
وبحسب الشهادات فقد مرت دقائق كثيرة والجنود يعتقدون أن الحديث عن هجوم عن طريق السياج الحدودي، ولم يدركوا أن الحديث هو خلية قد دخلت عن طريق نفق وتحتجز أحد الجنود أسيرا.
وتقول المجندة يومطوفيان أن أحدا لم يتخيل أن عناصر المقاومة الفلسطينية قد عبروا السياج الحدودي. وفي هذه المرحلة ترك كرطس "غرفة الحرب"، خلافا للتعليمات، من أجل التزود بالسلاح والسترة الواقية والإبلاغ عن تعطل الكاميرا.
ويقول كرطس مدافعا عن نفسه بأنه كانت لديه مخاوف بأن معسكر الجيش كله يتعرض لهجوم، ولم يكن قادرا على الاتصال بـ"غرفة الحرب" التابعة للكتيبة لأن الخط كان مشغولا طوال الوقت.
وبحسبه فإن كاميرا واحدة ظلت تعمل، إلا أنها كانت بعيدة نسبيا عن موقع الهجوم. وعن طريق هذه الكاميرا تم تصوير ثلاثة أشخاص، بضمنهم شاليط، يدخلون إلى قطاع غزة. ويضيف أنه بأم عينيه شخصين يجران ثالث يدخلون إلى قطاع غزة من تحت السياج. ولاحقا بدأ الجنود يدركون أن الحديث هو عن "عملية اختطاف"، بعد أن اعتقدوا أن العملية فشلت وأن أفراد المقاومة الفلسطينية يهربون إلى قطاع غزة بدون الدخول إلى "إسرائيل".
وتضيف "بمحانيه" أن التحقيق الذي أجري لاحقا، بعد أسر شاليط ومقتل إثنين من الجنود الإسرائيليين، يكشف عن نواقص في كافة المستويات القيادية، بدءا من نقل المعلومات الاستخبارية بين الجيش والشاباك، وأداء الكتيبة، وأداء طاقم الدبابة وما يسمى بـ"فرقة الجوالة البدوية".
إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن السنوات الأربع الأخيرة قد شهدت تغييرات كبيرة في عملية الرصد في محيط السياج الحدودي حول قطاع غزة. حيث أن عملية الرصد تتم من قبل مجندات تابعات لوحدة جمع المعلومات القتالية، بعد فترة تأهيل تستمر لمدة 3 شهور، وبمرافقة قائدة وضابطة ذات خبرة.
وعلاوة على ذلك فقد تمت زيادة وسائل الرصد إضافة إلى تطويرها، وتم إدخال جهاز جديد أطلق عليه أسم "يرى ويطلق النار"، وهو من إنتاج شبكة تطوير الوسائل القتالية "رفائيل"، والذي يطلق النار باتجاه كل هدف يتحرك في المحيط. وأصدرت تعليمات صارمة للجنود بكل ما يتصل بمنع وإحباط عمليات أسر جنود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..