واضافت الصحيفة في تحليلها" ان التدخل التركي المتزايد في الصراع العربي الاسرائيلي تارة كوسيط بين سوريا واسرائيل وتارة اخرى بالقوة كما حدث في اسطول الحرية يعكس ظاهره لا تعتبر فريدة من نوعها في الشرق الاوسط وتتمثل بصعود قوى عظمى اقليمية جديدة ونهوض اخرى قديمة من كبوتها وبحث تلك القوى عن طريقة لتحقيق قوتها الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية وفي العادة لا تمتلك هذه القوى الصاعده حساسية خاصة اتجاه اسرائيل سواء كانت حساسية سلبية او ايجابية .
وتجلت هذه الظاهره باوضح صورها خلال زيارة رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان والرئيس البرازيلي سيلفا الشهر الماضي للعاصمة الايرانية طهران على امل تحقيق اتفاق يمهل نقل اليورانيوم الايراني المخصب الى تركيا وبالتالي احباط المبادرة الامريكية بفرض عقوبات على ايران السائرة على الطريق النووي .
هذه المبادرة بحد ذاتها اعدت مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا بوصفها القوى العظمى السادسة رغم انها ليست عضوا في النادي النووي .
لقد اقيم مجلس الامن الدولي نتيجة توافق القوى العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية واليوم يوجد قوى عظمى اضعف من المانيا مثل بريطانيا وفرنسا تمتلكان حق النقض " الفيتو " بوصفها دول دائمة العضوية في المجلس .
الواقع الدولي يدلل على ان المانيا واليابان والهند وتركيا والبرازيل التي تعتبر صاحبة الاقتصاد الثامن في العالم من حيث الحجم وفي طريقها لاحتلال الموقع الخامس ويمكن اضافة استراليا وجنوب كوريا تحاول نهش وجه القوى التي كان يطلق عليها عظمى ويطالبن لانفسهن بمقعد محترم على الطاولة العالمية .
ورغم ان هذه الصورة تتعقد بسبب قيام كيانات ومنظمات سياسية دولية مثل الاتحاد الاوروبي ومنظمة اسيان وحلف الناتو ولكن بالمجمل الصورة واضحة وتقول بان العالم قد تغير .
من ناحية اسرائيل ، لا يعني الامر الامتناع عن الاتكاء على اكبر الاصدقاء ، الولايات المتحدة ، ولكن على اسرائيل ان تفهم ميزان القوى العالمي الاجمالي والاهتمام اكثر بالقوى العظمى الصاعده وحتى ان رفض الساسة في القدس القيام بذلك فلن يكون لرفضهم فائدة لان واشنطن وعواصم اخرى تنسق سياساتها ضمن الوضع الجديد وعلى اسرائيل ان تتخلص من الوهم القائل بامكانية استمرارها باتباع سياسة تتجاهل غالبية العالم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..