شدد رئيس الوزراء على أنه رغم الألم والمعاناة الناجمة عن الاحتلال وممارساته وحصاره، فإن شعبنا مصمم على الاستمرار في بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وركائزها الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإدارية. وقال 'لا بد من الاستمرار في تنفيذ المشاريع الحيوية كماً ونوعاً، وتقديم أفضل الخدمات لمواطنينا، بما في فيها الخدمة الأساس وهي خدمة الأمن'، وأضاف ' لقد دخلنا في العام الثاني والمرحلة الأخيرة من برنامج عمل السلطة الوطنية، وثيقة فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، بما فيها استكمال بناء المؤسسات القوية القادرة على تقديم الخدمات، وصولاً إلى قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس العاصمة الأبدية لدولتنا'.
واعتبر رئيس الوزراء أن النجاح في بناء وإقامة دولة فلسطين تتطلب إنهاء حالة الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، وتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة سياسة الحصار والاستيطان الاسرائيلي، واستنهاض كافة الطاقات الكفيلة بإنجاز بناء الوطن والتحرر من الاحتلال، وشدد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل شامل، وذلك من خلال تنفيذ اتفاقية العبور والحركة لعام 2005، وفتح كافة المعابر، بما فيها إنشاء ميناء بحري، وإعادة تأهيل المطار، وتشغيل الممر الآمن، لضمان الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال د.فياض، 'سنستمر ببذل كل جهد ممكن لرفع الحصار، وفتح المعابر. فنحن بحاجة لكل ما يعزز وحدة الأرض الفلسطينية، والتي لن تقوم دولة فلسطين إلا بعودة الوحدة للوطن ومؤسساته'، وأضاف ' لن نكون أسرى للحصار والانفصال، فلا للحصار ولا للانفصال'.
جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء خلال إطلاق مشروع تسوية أراضي المحافظات الشمالية، والمباشرة بالأعمال اللازمة لتسوية أراضي بلدية سلفيت، بحضور وزير النقل والمواصلات د.سعدي الكرنز، ومحافظ سلفيت عصام أبو بكر، ومستشار رئيس الوزراء جمال زقوت، ورئيس سلطة الأراضي نديم براهمة، ورئيس بلدية سلفيت، وعدد من المسؤولين الرسميين، وممثلي المؤسسات الأهلية.
وأضاف فياض، 'ما نحتاجه هو المزيد من الصمود، وسلطتكم الوطنية معكم وبجانبكم، إلى أن يُستكمل البنيان، وتستكمل البنية التحتية اللازمة لقيام الدولة، وبمزيد من التفافكم حول هذه الرؤية والتي تشكل رافعة أساسية للنضال الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، وبما يعزز من قدرة شعبنا في البقاء على هذه الأرض، وتحديه العنيد للاحتلال، من خلال المقاومة الشعبية السلمية، فالبقاء، فنحن شعب مصمم على البقاء والثبات.
وتابع 'هذه هي المكونات التي يسير على أساسها مشروعنا الوطني، النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، والمقاومة الشعبية السلمية، والتي يتعاظم التفاف شعبنا حولها، والإعداد والتهيئة لإقامة دولة فلسطين، الذي تواصل السلطة الوطنية وبجهدكم متابعة ترسيخها، فمساري المقاومة الشعبية وجهود البناء والإعداد لإقامة الدولة، يوفران الدعم والإسناد للنضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينة، بما يؤكد ثقتنا بأننا سنتمكن من الوصول لتحقيق أهداف شعبنا'.
واعتبر فياض أن إنجاز هذه المشاريع الحيوية والهامة، هي على درب الإعداد والتميز في الأداء، وخاصة تلك التي تقدم الخدمة للمواطنين، وقال' في هذا الإنجاز تقدماً كبيراً وهاماً في مجال التجهيز والإعداد والنضج في الحكم والإدارة، لكي نكون قادرين على تقديم الخدمة لمواطنينا بالكفاء المطلوبة'، وأضاف 'في كل يوم يتم فيه تحقيق الإنجازات، وخاصة في تلك المناطق المتضررة من المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، نعمل على تقصير عمر الاحتلال في طريق الخلاص منه، وبما يكفل هو أيضاً في حشد المزيد من الدعم الدولي للوقوف إلى جانب شعبنا'.
وأشاد فياض بالجهود التي تبذلها الجهات المحلية إلى جانب الدول والمؤسسات المانحة في النهوض بعمل البلديات والحكم المحلي والخدمات المقدمة إلى أبناء شعبنا، وبما ينسجم مع خطة السلطة الوطنية في استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وأشار إلى المشاريع التي تم توقيعها مؤخراً مع الجهات الدولية، الخاصة بإنشاء محطة معالجة المياه العادمة لمحافظة شمال غزة، ومشروع تطوير محطة الشيخ عجلين لمعالجة المجاري في مدينة غزة، بالإضافة إلى مشروع الصرف الصحي غرب نابلس، وقال' لن يمنعنا الحصار من تنفيذ المشاريع الحيوية في قطاع غزة، فقد نفذنا مشاريع بقيمة 260 مليون دولار في القطاع، وقد بدأنا بمرحلة تسريع وتيرة هذه المشاريع مع شركائنا الدوليين، وفي عدة قطاعات هامة كالصرف الصحي، والمياه، والتعليم، والصحة، وبرامج إعادة إعمار القطاع'.
جدير بالذكر أن مشروع تسوية أراضي المحافظات الشمالية، والمباشرة بالأعمال اللازمة لتسوية أراضي بلدية سلفيت، والبالغة 33 حوض، وبمساحة 10.000 دونم، تبلغ تكلفتها الإجمالية 15.784 ألف شيقل ممولة من السلطة الوطنية.
وكان رئيس الوزراء قد استهل جولته بافتتاح نادي طمون الرياضي في محافظة طوباس، بحضور محافظ طوباس مروان الطوباسي، ووكيل وزارة الشباب والرياضية موسى أبو زيد، وحشد واسع من أهالي البلدة، حيث أشار إلى المشاريع الحيوية والهامة لقطاع الشباب.
وقال 'هناك أكثر من 175 مشروع حيوي جرى ويجري العمل فيها، في محافظة طوباس وبتكلفة 35 مليون دولار، منها مشاريع عديدة تم تنفيذها بقمية 4.5 مليون دولار، ومشاريع قيد التنفيذ بقيمة 6 مليون دولار، وأخرى قيد التحضير بقيمة 4 مليون دولار'، وأضاف ' سنستمر في العمل معكم هنا في طوباس، وبوحي من الأولويات التي ترتأونها، كما في كافة المدن والبلدات والقرى والخرب والمخيمات، والتي تشكل المجال الحيوي لعمل السلطة الوطنية وعلى كافة المستويات، فكل منكم في موقعه يمثل عنوان السلطة الوطنية'.
وأشار رئيس الوزراء إلى حالة النضج في عملية الحكم والإدارة على كافة المستويات، الرسمية والشعبية، والتميز في الأداء، وقال ' هذا الأمر يؤشر بأننا على الطريق الصحيح للوصول إلى حتمية إنهاء الاحتلال، وأضاف 'سلطتكم الوطنية ستكون دائماً بجانبكم وصولاً إلى إنجاز كل ما هو مطلوب، لبناء مؤسسات دولة فلسطين القوية والقادرة على تقديم الخدمات بكفاءة عالية'.
يذكر أن نادي طمون الرياضي بلغت تكلفة بنائه 103.500 يورو، وقد قام البنك الألماني للتنمية بتمويل المشروع بقيمة 95 ألف يورو، وساهمت السلطة الوطنية بقيمة 8.500 يورو، وقد تم تنفيذ المشروع تحت إشراف UNDP.
وتفقد رئيس الوزراء بعد ذلك المخيم الصيفي الخاص بأبناء وأخوة الشهداء 'فلسطين في عيون أبناء الشهداء'، والذي ينظمه التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين، في مركز الشهيد صلاح خلف لإعداد القادة الشباب في مخيم الفارعة.
وأشاد فياض بعمل اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية، وأشار إلى أن أكثر من 70 ألف مشارك ومشاركة انضموا للمخيمات الصيفية في كافة محافظات الوطن، وأكثر من 400 مؤسسة تعمل بالشراكة مع اللجنة الوطنية في المخيمات الصيفية.
وحيا فياض شهداء فلسطين الذين ضحوا بدمائهم على مدار عقود متصلة، وقال 'الاحتلال يجب أن ينتهي، بما يمكن أطفال فلسطين من العيش مع ذويهم بحرية وكرامة في دولة فلسطين المستقلة'. وأضاف، 'هذه المخيمات تلعب دوراً هاماً في تنمية قدرات ومهارات الأطفال، وبما يمكنهم أيضاً من البدء بعلاقات التواصل مع بعضهم البعض ومن مختلف المحافظات، وبما يؤدي إلى تعميق الشعور بالانتماء إلى الوطن'، وتابع 'هذه المخيمات تنمي حس المسؤولية وتعزز مبادئ وقيم العمل التطوعي، وجميعها مهمة لنضالنا الوطني'.
كما تفقد رئيس الوزراء سير العمل في مشروع بئر مياه مخيم الفارعة، والبالغة تكلفته حوالي 906 ألف دولار، حيث تم حفر البئر وتشغيله بإشراف سلطة المياه، بتكلفة 766 ألف دولار ممولة من وزارة المالية، وتم تزويده بالكهرباء بإشراف سلطة الطاقة بقيمة 30 ألف دولار، كما سيتم تركيب مضخة للبئر بقيمة 110 ألف دولار وستقوم اليونسيف بتمويلها، كما تفقد مشروع بناء خزان مياه وخط ناقل بقيمة 350 ألف دولار، ممولة من السلطة الوطنية.
يذكر أنه قد تم إقرار مشاريع لمحافظة طوباس بقيمة إجمالية بلغت (14.274.431) مليون دولار، منها مشاريع تم الانتهاء من تنفيذها بقيمة 4.5 مليون دولار، ومشاريع قيد التنفيذ بقيمة 6 مليون دولار، ومشاريع قيد التحضير بقيمة 4 مليون دولار.
كما افتتح رئيس الوزراء مشروع بناء وتجهيز دينموميتر سلفيت، والبالغة تكلفته 500 ألف دولار، بتمويل مشترك من مؤسسة CHF، وبلدية سلفيت حيث بلغت مساهمة مؤسسة ( CHF ) مائتان وسبع وثمانين ألف دولار، فيما ساهمت البلدية بمبلغ 213 ألف دولار، وشراء قطعة الأرض المقام عليها المشروع أيضاً.
وشكر رئيس الوزراء وكالة التنمية الدولية الأميركية، ومؤسسة CHF، على ما قدمته وتقدمه من دعم للسلطة الوطنية، وفي عدة مجالات كالبنية التحتية، والمساهمة في البناء المؤسسي.
جدير بالذكر أنه قد تم إقرار حوالي 90 مشروعا لمحافظة سلفيت بقيمة إجمالية (20.048.498) مليون دولار، منها 49 مشروعا تم تنفيذها وتشمل كافة القطاعات بقيمة إجمالية 7.8 مليون دولار، و14 مشروعا قيد التنفيذ بقيمة 3.7 مليون دولار، و 27 مشروعا قيد التحضير للتنفيذ بقيمة 9 مليون دولار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..