قراءة وسماع القرآن الكريم تنصب خلايا المخ البشري
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
*لقد خلقنا الأنسان في أحسن تقويم (التين/4) أحسن تقويم اي اكمل تعديل وأحسن صورة وارقى عقل تميز به الأنسان عن باقي العالمين وهم عالم الملائكة وعالم الجن وعالم الشياطين وعالم الحيوان .
* أفلا ينظرون الى الأبل كيف خلقت*والى السماء كيف رفعت*والى الجبال كيف نصبت* والى الأرض كيف سطحت.(الغاشية/17/18/19/20) . ينظرون اي يتأملون فيدركون . نصبت أي اقيمت .
المخ البشري خلقه رفيع الدرجات بديع السماوات والأرض في احسن تقويم ونصبه أحسن تنصيب كما نصب الجبال على الأرض كرواسي لاتميد بها وتصبح متماسكة
وهوحاسبة رب العالمين (ولو ان وصفه بحاسوب حيوي لايرقى الى مستوى الإبداع في خلقه)
بل هو أرقى انواع الحواسيب على الأطلاق اذا ما تم مقارنته مع احدث انواع الحواسيب المتطورة المصنوعة او التي سوف يصنعها الأنسان مستقبلا .
قال الله تعالى
* ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لايسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون .(الاعراف/179) ذرانا اي خلقنا واوجدنا . حدد العلماء اين تقع مراكز السمع والأبصار والشم والكلام وكذلك مراكز الخوف واللذة وغيرها ومن هنا يعتقد العلماء ان مزيد من البحث والتجريب والفحص المباشرللمخ سوف يتيح معرفة كل انواع النشاط في خلايا قشرة المخ الأمر الذي سيمكننا من تفسير ماهية تفكيرنا وسلوكنا ازاء ما نراه وما نسمعه وما نشمه وما نلمسه وما نذوقه وما نتعلمة وما نقرأه وما نتذكره
من آياته (سبحانه وتعالى ) المخ البشري
قال الله تعالى
* وفي الارض آيات للموقنين* وفي انفسكم افلا تبصرون . (الذاريات/20/21)
* سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق او لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد . (فصلت/53) . الأفاق اي اقطار السماوات والأرض.
* يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا . (الاسراء/85)
* الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم
ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم .(البقرة/255)
. الحي اي الدائم الحياة بلا زوال . القيوم اي القائم بتدبير الخلق وحفظهم . سنة اي نعاس وغفوة . لا يؤده اي لا يثقله ولا يشق عليه .
اذن التحدي مايزال قائما بين اسلوب خلق وبناء وتصميم وتقسيم مستويات حفظ واسترجاع البيانات وطرق معالجتها للحصول على المعلومات النافعة والمفيدة
والتي تحفظ في تلافيف المخ البشري وما توصل اليه العلم وما سوف يتوصل له الا قليلا حيث ان المخ جهاز حي خلقه رفيع الدرجات وبديع السماوات والارض الخلاق العليم ليجعل من العلم البشري ذليلا
ومتواضعا وساجدا امام قدرته الخلاقة .
لحد الآن لايستطيع اي متخصص في مجال تقنية تشريح خلايا المخ البشري ان يقوم بنقل ملف معلومات محفوظ في احد مستويات المخ البشري الى مستوى آخر ابعد
او اقرب من المستوى الأول كما يقوم اي متعلم في مجال الحاسبات بنقل ملفات المعلومات المخزونة على القرص الصلب للحاسبة من مكان الى آخر على القرص نفسه.
العلم مايزال يزحف ببطء شديد امام هذا العضو القابع تحت الحراسة المشددة وما يزال العلم مصابا بالذهول امام طريقة خلق وابداع وتصميم وبناء خلايا المخ البشري
واسلوب حفظ واسترجاع المعلومات ونقلها من مستوى الى آخر من خلال الابداع الفكري والتامل والتصور والتدبر في خلق الله في عالم اليقين والإرادة
وما يعرضه المخ من شريط (فلم) ملون او عادي قديم او مبتكر اثناء نوم الإنسان في عالم الاحلام و اللاارادة.
المخ هو احد آيات الله يحملها كل انسان في راسه الذي هو في اعلى مكان من جسمه القائم المنتصب .
المخ له سرعة عالية في معالجة المعلومات وقدرة فائقة على الابداع والإبتكار وسعة خزن عالية وهذا يحتم وجود وسيلة او اداة لتنصيب خلايا هذا المخ الا وهو القرآن الكريم الذي انزله الله تعالى دستورا
ومنهجا وميسرا لحياة الإنسان على الارض . قال الله تعالى
*وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون.(الذاريات56).قراءة او حفظ القرآن الكريم هي عبادة والعبادة لاتستكمل جوانها الا بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم .
اذن خلايا المخ البشري مقومة احسن تقويم من قبل خالقها الله (عز وجل) الا انها بحاجة الى تنصيب وبرمجة من قبل صاحبها (الانسان) بواسطة القراءة المستمرة للقرآن الكريم
الذي هو وسيلة التنصيب واداة البرمجة لخلايا المخ البشري كما تستخدم الأقراص الليزية (سي دي) الخاصة بالبرامج التشغيلية والبرامج التطبيقية
لتنصيب وبرمجة ذاكرة الحاسبة المستخدمة من قبل الأنسان . حيث ان نظام عمل الحاسبة يتكون من الاجزاء الرئيسة التالية:
-الوسط المادي (مجموعة الاجهزة والمكونات المادية المختلفة التي تتركب منها للحاسبة)
-الوسط البرمجي (مجموعة البرامجيات التشغيلية والتطبيقية وغيرها المستخدمة في ذاكرة الحاسبة)
علاقة الوسط المادي بالوسط البرمجي كعلاقة السمكة بالماء علاقة مترابطة-
عقل الانسان يتكون بصورة عامة من الاجزاء الرئيسية التالية :
-الوسط المادي الحيوي(مجموعة الخلايا العصبية وخلايا الغراء العصبي والاعضاء الساندة الاخرى)
-الوسط المعلوماتي (مجموعة الافكار والمعلومات المخزونة و ألية التفكير وطرق التفاعل بينها والوسط المحيط بذلك الانسان)
-علاقة الوسط المادي الحيوي بالوسط المعلوماتي كعلاقة السمكة بالماء علاقة مترابطة
قال تعالى
*الرحمن* علم القرآن *خلق الانسان*علمه البيان .(الرحمن/1/2/3/4) الرحمن علم الانسان القران وخلقه وعلمه الفصاحة وما يتبين به الشيء من الدلالة
وغيرها وتفسير ما التبس من معاني هذا القرآن الكريم .
الشيطان فايروس المخ البشري
قال الله تعالى
* فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . (النحل/98) .أي اذا قرأت القرآن فاعتصم واسجير به تعالى والجأ اليه من وسوسة الشيطان الرجيم التي تزيد من مساحة الغفلة في خلايا مخ الإنسان.
*وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم.(الأعراف/200). ينزغنك اي يصيبك او يصرفك . نزغ اي وسوسة او صارف .
* ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. ( الاعراف/201) . مسهم طائف اي اصابهم لمه اي وسوسة ما . تذكروا . اي امر الله ونهيه وعداوة الشيطان .
*استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون . ( المجادلة/19).استحوذ عليهم اي استولى وغلب على عقولهم .
*ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين .(الاعراف/17)
* وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون . (فصلت/26)
.أي لاتنصتوا لهذا القرآن وآتوا باللغو والباطل عند قرأته كي لا يفعل فعله الهادي والشافي والطارد والمنظف لتأثيرات فعل الشيطان في خلايا المخ البشري .
* وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم .( الحج/52).
تمنى اي احب واجتهد لنجاح دعوته.القى الشيطان اي وضع شيطان الانس والجن العراقيل في طريق دعوة الرسول . فينسخ الله اي فيزيله ويبطل مفعوله.
* وما هو بقول شيطان رجيم.(التكوير/25). اي هو قول رسول كريم يوحى اليه من لدن حكيم خبير .
الفيروسات الصناعية
عندما تحدثت التقارير في عام 1989 عن أول فيروسات الكمبيوتر ، خيل للكثيرين ( ومن بينهم خبراء في هذا المجال ) أن ذلك مجرد خرافة ابتدعها أحد كتاب قصص الخيال العلمي ،
وأن وسائل الإعلام تحاول أن ترسخها في أذهان الناس كحقيقة رغم أنها لا تمت إلى الواقع بصلة .
لقد امتدت تلك الظاهرة واتسعت حتى باتت تشكل خطراً حقيقياً يهدد الثورة المعلوماتية التي فجرتها التقنيات المتطورة والمتسارعة في علوم الحاسبات.
فمن بضعة فيروسات لا تزيد عن عدد أصابع اليد في السنة الأولى إلى ما يزيد عن (20000) فيروس في يومنا هذا ،
وفي كل يوم تكتشف أنواع جديدة من الفيروسات المختلفة التأثير مما يقلق مستخدم الحاسب ويسلبهم راحة البال .
ومن فيروسات بسيطة الضرر والتأثير يسهل اكتشافها والتخلص منها مروراً بفيروسات خبيثة بالغة الأذى تجيد التخفي
ويطول زمن اكتشافها إلى فيروسات ماكرة ذكية تبرع في التغير والتحول من شكل لآخر مما يجعل تقفي أثرها وإلغاء ضررها أمرا صعبا.
أما الأسباب التي تدفع بعض الناس لكتابة البرامج الفيروسية فمنها
-الحد من نسخ البرامج كما في فيروس حماية الملكية الفكرية للبرامج التي يقوم المبرمج بكتابتها -البحث العلمي
-الرغبة في التحدي وإبراز المقدرة الفكرية من بعض الأشخاص الذين يسخرون ذكاءهم وقدراتهم بشكل سيئ
-الرغبة في الانتقام من قبل بعض المبرمجين المطرودين من أعمالهم والناقمين على شركاتهم وتصمم الفيروسات في هذه الحالة بحيث تنشط بعد تركهم العمل بفترة كافية أي تتضمن قنبلة منطقية موقوتة
التشجيع على شراء البرامج المضادة للفيروسات إذ تقوم بعض شركات البرمجة بنشر فيروسات جديدة ثم تعلن عن منتج جديد لكشفهما
الفيروسات الحية
يعرف الفيروس في علم الأحياء على أنه جزيئة صغيرة من مادة حية غير قادرة على التكاثر ذاتياً
ولكنها تمتلك مادة وراثية كافية لتمكينهما من الدخول إلى خلية حية وتغيير العمليات الفعالة في الخلية بحيث تقوم تلك الخلية بإنتاج جزيئات جديدة من ذلك الفيروس
و التي تستطيع بدورها مهاجمة خلايا جديدة وبشكل مشابه
تعريف فيروس الحاسبات
يعرف الفيروس في علم الحاسبات على أنه برنامج صغير أو جزء من برنامج يربط نفسه ببرنامج آخر ولكنه يغير عمل ذلك البرنامج لكي يتمكن الفيروس من التكاثر عن طريقه ويتصف فيروس الحاسبة بأنه : برنامج قادر على التناسخ والانتشار أي خلق نسخ (قد تكون معدلة) من نفسه . وهذا ما يميز الفيروس عن البرامج الضارة الأخرى التي لا تكرر نفسها مثل أحصنة طروادة والقنابل المنطقية
عملية التناسخ ذاتها هي عملية مقصودة وليست تأثيراً جانبيا وتسبب خللاً أو تخريباً في نظام الحاسبة المصاب إما بشكل عفوي أو متعمد
ويجب على الفيروس أن يربط نفسه ببرنامج أخر يسمى البرنامج الحاضن بحيث أن أي تنفيذ لذلك البرنامج سيضمن تنفيذ الفيروس، هذا ما يميز الفيروس عن الديدان التي لا تحتاج إلى ذلك .
الشيطان الرجيم هو فيروس خلايا المخ البشريله القابلية على تخريب البيانات والمعلومات المفيدة والنافعة التي يحتفظ بها الإنسان في عقله ويتصرف بموجبها لذلك
القرآءة المستمرة في القرآن الكريم تنصب وتفعل وتنشط المعلومات المخزونة في خلايا المخ البشري من خلال اعادة ترتيبها والتخلص من الفجوات المعلوماتية التي يستخدمها الشيطان في عمله
وتجعلها قادرة على التفكير والتدبر والعقل والأتزان في السلوك العام للإنسان. لذلك قال تعالى في (النحل/98) كي يستجير الإنسان بالله على دخول الشيطان الرجيم الى خلايا المخ البشري
ويفعل فعله السيء فيها مما ينعكس سلبا على سلوكية ذلك الإنسان .
اذن فعل (النحل/98) و(الاعراف/200) وآيات أخرى في هذا المجال تقوم بعملية تشابه عملية تشغيل معالج الفيروسات البرمجية في الحاسبات
للتخلص من آثارها المدمرة بعملية مسح وتنظيف وطرد تأثيرات الشيطان الرجيم من خلايا المخ البشري . قال تعالى
*فوسوس اليه الشيطان قال يادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى.(طه/120)
*من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.(الناس/4-5) اي الموسوس جنيا او انسيا والخناس اي المتواري والمتخفي .
* عن ابن عباس ، انه قال : أول ما نزل به جبريل على النبي (ص) قال. يامحمد استعذ ثم قل ( بسم الله الرحمن الرحيم) اذن فعل الآية (النحل/98) و(الأعراف/200)
هو تهيئة خلايا المخ البشري لاستقبال واحتواء واستيعاب كلمات الله تعالى خالقها ومقومها .
* ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوالولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لايؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي اولئك ينادون من مكان بعيد .
(فصلت/44).
قرآنا أعجميا اي بلغة العجم كما اقترحوا . ولولا فصلت آياته اي هلا بينت آياته بلسان نعرفه .
أأعجمي وعربي اي قرآن أعجمي ورسول عربي . وفي آذانهم وقر اي صم مانع من سماعه وهو عليهم عمي اي ظلمة وشبه مستولي عليهم .
الباحث في الاعجاز الرقمي للقرآن الكريم
المهندس اطياف محسن ماضي
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..