يَغْتَسِلُ المَاءُ فِي سَاعَةِ الفَجْرِ
قَبْلَ الأَذَانِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ
بِمَاءِ الحَياةْ
*****
عَلَى قَطْرَةِ المَاءِ نَهْرٌ يَسِيِلُ
وَيَغْسِلُ مَا كَوَّنِتّهُ الطَحَالِبُ
مِنْ عَفَنٍ فِي ثَنايا الغُبَارِ،
ويَمْشِي عَلَى رُكْبَتَيّهِ إلى شَاطِئٍ
يَرْتَوي بالمُلُوحَةِ والنَّارْ
*****
وفِي صَخَبِ المَوجِ
والمَوتِ
يَفْتَرِشُ البَحْرُ سِجَّادَةَ الرَّمْلِ
مَنْسُوجَةً مِنْ خُيوطِ الدِّمَاءِ
دِمَاءِ الّذِينَ اسْتَفَاقُوا عَلَى وَرَقِ التُوتِ
فِي لَحَظَاتِ التَّسَاقُطْ
يُصَلِّي صَلاةَ الجَنّازَةٍ مُنْفَرِدَاً بِالدُعاءِ
ويَكْشِفُ عَوْرَاتِ عَالَمِنَا الحُرِّ
عَالَمُنَا الحُرُّ يُغْمِضُ عَينيّهِ
عَنْ وَجَعِ الطِفْلِ في رُدُهَاتِ المَشَافِي
التي لَمْ تَعُدْ تَحْمِلُ الآنَ غَيرَ اسْمِها اللُغَوِي.
*****
أَتُوا مِنْ بِحَارِ البِلَادِ البَعِيدَةِ
في لَيّلِ أيّارَ يَغْتَسِلُونَ بِنَارِ البَرَاءَةِ
تَحْرُسُهُمُ في المَسِيرِ إلَيّنَا النَوَايا
النَوَارِسُ
أحْلَامُهُمْ فِي الرُسُوِ عَلَى شَاطِئِ القَلْبِ
كَيَّ يَرْسُمُوا بَسْمَتَيّنِ عَلَى شَفَةٍ أخْطأتها الرَصَاصَاتُ فِي آخِرِ الّلَيلْ
*****
أًتوا مِنْ فَضَاءٍ بَعِيدٍ
تُحَلِّقُ أرْوَاحُهُمْ فِي فَضَاءِ البِلَادِ
التي فَتَحَ الأنْبِياءُ نَوَافِذَهَا مَعْبَراً للسَمَاء
ومَرّوا عَلَى صَخْرَةٍ تَسْتَحِمُّ بِمَاءِ القَدَاسَةِ فَجْرَاً
قُبَيْلَ الصُعُودِ النِّهَائِيِّ لِلعَرْشْ
*****
عَلَى صَفْحَةِ المَاءِ
فِي آخِرِ الّلَيلِ
في شَهْرِ أيّارَ تَطْوِي المَوَاوِيِلُ أَنْغَامَهَا
وَتُسَلِّمُهَا لِلنَوَارِسِ
فِي نَوْبَةٍ لِلحِرَاسَةِ
تَغْرِسُهَا فِي شِفَاهِ العَصَافِيِرِ
تَجْفِلُ قُبَّرَةٌ مِنْ أَزِيزِ الرَصَاصِ المُبَاغِتِ
فَوْقَ السَفَائِنِ
تَبْكِي عَلَى دَمِهِمْ
لَمْ تُجَافِ الحَقَائِقَ
حِينَ اسْتَقَرَتْ عَلَى فُوَّهَاتِ البَنَادِقِ
فِي لَحْظَةٍ تَتَحَدَى الرَصَاصْ
*****
أتُوا مِنْ وَرَاءِ البِحَارِ البَعِيدَةِ كَيّ لا يَعُودُوا
إلَى مَنْزِلٍ زَيَّنَتْهُ الحَدَائِقُ بِاليَاسَمِينَ
إلَى طِفْلَةٍ لا تُطِيقُ الغِيَابَ عَنِ النَهْرِ في عُطْلَةِ العِيدِ
وإمرأةٍ سَوْفَ تَبْكِي الغِيَابَ إلَى آخِرِ العُمْرِ
أوْ مَا تَبَقَّى مِنَ السَنَوَاتْ
*****
سَيَحْمِي الغِيَابُ الغِيَابَ
وَنَبْنِي عَلَى رَجْفَةِ الرُوحِ
أُغْنِيَةً فِي غُسَانِ القُلُوبِ
وَنَذْرِفُ مَا يتَبَقَّى مِنَ الدَمْعِ تَحْتَ السَفَائِنِ
تَطفُو عَلَى صَفْحَةِ المَاءِ حتّى تَعُودْ
الأول من حزيران 2010
Sa-muhsen@hotmail.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..