البيت |أخبارعالمية |
| |
"اخر تحديث" 2010-08-16 02:20:22 - الكاتب : رتان _وكالات | |
| حذرت مصادر أميركية من أن الأسبوع الحالي قد يشهد ضربة عسكرية اسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية وفي موعد لا يتعدى الحادي والعشرين من هذا الشهر، وهو الموعد المحدد لتدشين مفاعل بوشهر الايراتي بوقود نووي ستقدمه روسيا. ومما يعزز هذا الاحتمال أن روسيا أعلنت أنها نشرت صواريخ من طراز س-300 المضادة للطائرات في أبخازيا، مما يجعل الممر الجوي للطائرات الاسرائيلية نحو ايران مغلقا. وقال الموقع الأمني الاسرائيلي "ديبكا" الذي نشر هذا التحذير أمس إن الإعلان المفاجئ في موسكو وطهران يوم 11 آب الجاري أن روسيا تعتزم تشغيل أول مفاعل بالقوة النووية في ايران بتوفير الوقود اللازم له يوم 21 آب أثار صدمة كبرى في اسرائيل نظرا للجوانب العسكرية المتعلقة بالمنشأة. وأفادت المصادر العسكرية في "ديبكا" أن المسؤولين الاسرائيليين طلبوا الأسبوع الماضي فقط من واشنطن إيضاحات حول أحدث المعلومات التي ذكرت أن موسكو قررت تشغيل مفاعل بوشهر بعد تأجيلات كثيرة. وتمسك الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين بعهدهما للرئيس الأميركي بارك اوباما بأن المفاعل لن يتم تشغيله هذا العام. وثبت الآن أن هذا التعهد لا قيمة له. وسيحضر سيرجي كيرينكو مدير وكالة الطاقة الذرية الروسية الاحتفال بتدشين مفاعل بوشهر. واعربت اسرائيل ايضا عن القلق لأن روسيا نشرت بطاريات صواريخ س-300 في أبخازيا على البحر الأسود لأن ذلك يتزامن مع التشغيل قريبا لمفاعل بوشهر. واعتبر ذلك مؤشرا على أن ممر اسرائيل الجوي نحو ايران مغلق بالتالي وأن موسكو ستبذل قصارى جهدها لإحباط أي ضربة اسرائيلية لمنشآت ايران النووية. ووصف جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة ومستشار الرئيس السابق جورج بوش التاريخ الذي حددته موسكو لنقل قضبان الوقود النووي للمفاعل الإيراني على أنه يلمس نقطة اللاعودة. وفي مقابلة مع شبكة "فوكس" التلفزيونية يوم الجمعة 11 آب قال بولتون إن تاريخ 21 آب هو الموعد النهائي "الذي بإمكان اسرائيل شن هجوم على مفاعل بوشهر الايراني قبل أن يصبح "منيعا" أمام أي هجمات". وحذر بولتون أنه بمجرد تركيب قضبان الوقود، فأي هجوم عليه يهدد بنشر الإشعاع في أجواء، وربما في مياه الخليج". وأعطى بولتون لاسرائيل مهلة لا تزيد عن اسبوع لتدمير البرنامج النووي الايراني. وقال :"إذا كانوا (الاسرائيليون) راغبين بالقيام بذلك، فهذا هم كل الهامش الزمني المتاح لهم". ولاحظ أن اسرائيل هاجمت المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" عام 1981 والمنشأة النوية السورية عام 2007، قبل تركيب قضبان الوقود فيهما. وصرح على اكبر صالحي مدير المنظمة الايراية للطاقة الذرية يوم الجمعة 13 آب بقوله :"عملية تركيب الوقود الجديد داخل المفاعل ستبدأ يوم 21 آب. بعد ذلك سيصنّف المفاعل رسميا على أنه منشأة للطاقة النووية. وستنتهي المرحلة التجريبية ويبدأ الإطلاق الفيزيائي". ووفقا للمصادر العسكرية في "ديبكا" فإن مفاعل بوشهر الذي يوصف بأنه مشروع سلمي هو في الحقيقة متكامل مع البرنامج العسكري الايراني لأن قضبان الوقود التي تشغله يمكن أيضا أن تنتج البلوتونيوم بمستوى إنتاج الأسلحة. وقد تم إلحاق عدد من المنشآت الأصغر حجما بمشروع تطوير الأسلحة. وكان تقدير سابق نشرته مجلة "أتلانتيك" قد أشار إلى أن فرص توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال الإثني عشر شهرا القادمة هي "أكثر من 50%". واستند التقرير إلى نتائج أبحاث مستفيضة لصالح المجلة أجراها جيفري غولدبيرغ الخبير في قضايا الشرق الأوسط. وبعد مقابلات مع حوالي 40 من صناع القرار الاسرائيليين الحاليين والسابقين ومثلهم في العدد من المسؤوين الأميركيين والعرب، فإن غولدبيرغ يتوقع أن تشن اسرائيل هجوما خلال الشهور القليلة المقبلة، وربما تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا. ولكن التقرير المذكور نُشر قبل إعادة تحديد موعد تدشين مفاعل بوشهر. بعد ذلك قام بولتون بتقصير المهلة الزمنية من شهور إلى أيام. النية مبيتة تنظر الدوائر السياسية والاستخباراتية والعسكرية في طهران بجدية تامة الى الاعتراف الصريح الذي اطلقه الادميرال مايك مولن، رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية واعلى الضباط العسكريين رتبة في الولايات المتحدة، بان لدى بلاده خططا لمهاجمة ايران لمنعها من الحصول على اسلحة نووية. وتقول مجلة "أميركان فري بريس" (او الصحافة الاميركية الحرة) ان هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول اميركي عالي المستوى عن وجود خطط عسكرية لمنع الجمهورية الاسلامية من عبور العتبة النووية. وهناك الكثير من الادلة التي تفيد بان البيان الصريح لمولن مضافا اليه الموقف العدائي المتزايد لادارة اوباما تجاه ايران، تعززه الجولة الرابعة من العقوبات الدولية التي فرضت في حزيران (وتبعتها عقوبات احادية اكثر قسوة فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة)، كانت السبب في تغير الحسابات الاستراتيجية لنظام طهران بصورة راديكالية على ضوء احتمال قيام مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. ومن هنا فان التفكير العميق بين صانعي السياسة الاستراتيجية كان يصب في بوتقة ان الولايات المتحدة ستلتزم بسياسة "لا حرب لا سلم"، ايا كانت شعارات الزعماء والمسؤولين الاميركيين، حيث ظلت هذه السياسة تسيطر على العلاقات الايرانية الاميركية منذ نجاح الثورة الاسلامية في شباط 1979. والافتراض الاساسي في هذه السياسة انه في مراحل مختلفة كادت ايران واميركا ان تصلا الى هوة الحرب او السلم، وذلك اعتمادا على سيناريو الاستراتيجية القائمة في المنطقة، لكنهما لم تسقطا في اي منهما. وطوال السنوات الاحدى والثلاثين الماضية، استفاد اللاعبون الرئيسيون من هذه السياسة، بما فيهم الفصائل السياسية المتشددة في كلا البلدين، والدول العربية الاقليمية، وتركيا وباكستان واسرائيل. فطالما هناك استفادة من "الحرب الباردة" الايرانية الاميركية، طالما بقيت العلاقات الدبلوماسية والسياسية في موقف يسمح بنطاق واسع من المصالح الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية. وبالمثل فان اللاعبين الرئيسيين سيتكبدون خسائر كثيرة اذا تصادمت ايران واميركا في قتال حقيقي. ورغم ان هذه الحجج تشوبها نواقص متعددة، فانها تصور جزءا كبيرا من واقع العلاقات الايرانية الاميركية منذ العام 1979. او على الاقل ذلك ما ظل يحكم تفكير صانعي السياسة الاستراتيجية الايرانية طوال الوقت، او حتى الان على الاقل. ورغم انه قبل ايام قليلة من بيان مولن، قلل القائد الاعلى للحرس الثوري الاسلامي الجنرال محمد علي جعفري من أهمية التهديدات الاميركية قائلا ان امريكا "لا تجرؤ على مهاجمة ايران"، فان قادة اخرين في الحرس الثوري ظلوا يحذرون في الاشهر الاخيرة من حصول اي مواجهة عسكرية فورية او على المدى البعيد. وحذر رئيس وحدة السياسات والايديولوجيات في الحرس الثوري الايراني من تهديدات "عنيفة" لأمن المنطقة في حال وقوع هجوم عسكري اميركي. من ناحية اخرى تعهد القائد السابق لوحدة القدس في الحرس الثوري وزير الدفاع الايراني احمد واحدي برد "قوي" على اي عدوان عسكري اميركي ضد ايران. وقد اتضح خلال الاشهر الماضية ان توجهات قادة الحرس الثوري اخذت تتغير وان بيان مولن كان له دور في الحسابات الاستراتيجية لقادة الحرس الثوري. وهو تطور هام جدا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان من المتوقع من الحرس الثوري الايراني في حال قيام مواجهة عسكرية ايرانية اميركية ان يستوعب الهجوم الاميركي ويرد باجراءات عسكرية بما لديه. ويخطئ السياسيون والعسكريون الاميركيون اذا هم اعتقدوا ان بامكانهم الخروج من الضربة العسكرية "المحدودة" كما دخلوها، فحكام ايران سيفسرون ذلك الهجوم على انه اعتداء مباشر على سيادة ووجود الجمهورية الاسلامية. ومن وجهة نظر استراتيجية، فان قادة الحرس الثوري سينظرون الى اي هجوم اميركي على انه بداية صراع على الوجود وسيردون بما يتناسب معه. واولوية القيادة العليا للحرس الثوري هي في الرد بقسوة وبحزم لردع الاميركين من جولة ثانية من القصف في مرحلة مستقبلية. والفكرة تدور حول تحاشي ما وقع للعراق في الفترة بين 1991-2003 عندما كان كان البعث ضعيفا بسبب العقوبات. وتقول المجلة الاميركية انه حتى وان تمكنت الولايات المتحدة من تدمير البنية لتحتية النووية الايرانية ونطاق واسع من المنشآت العسكرية الايرانية، فان الحرس الثوري سيدعي الفوز وبتصوير النتيجة بما يماثل نتيجة الاشتباك العسكري الاسرائيلي مع حزب الله في صيف العام 2006. وتختتم المجلة بالقول انه على خلاف ما يبدو انه قناعة لدى مايك مولن وغيره من القادة العسكريين الاميركيين فان الهجوم العسكري ضد ايران هو اكثر الخيارات سوءا. فنتائجه بالنسبة لايران والمنطقة والولايات المتحدة خطيرة وغير متوقعة. لارسال مواد ratannews@hotmail.com |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..