راديو رمضان فى بريطانيا

البيت  |أخبارعالمية

"اخر تحديث"  2010-08-26 06:50:22 -  الكاتب : رتان
	على الرغم من أن رمضان في دول أوروبا، يتسم بكثير من الغربة، إلا أنه في انجلترا يختلف حاله كثيرًا، خاصة وأن هذه البقعة الأوروبية، تضم بين جنباتها قرابة 3 مليون مسلم، غير أبنائهم من الجيل الثاني. ولذلك يحرص المسلمون في بريطانيا على تنظيم مواعيدهم وبرامجهم، قبل حلول الشهر الكريم، خاصة مع إدراكهم أنهم في بلاد الغربة، وحال الشهر المبارك يختلف عما يقضونه من أيام في بلادهم العربية والإسلامية. وإن بدت الاستعدادات لشهر رمضان من جانب العرب والمسلمين تقليدية، إلا أنها بالنسبة لهم ضرورية، حتى يخرجوا من الشهر الكريم، بوجبة إيمانية كاملة، فضلاً عن الرغبة في تنظيم جدول أعمالهم، بما تتناسب مع الشهر الكريم، خاصة وأنهم يقيمون في بلاد غير إسلامية. برنامج رمضان ويحرص المسلمون في بريطانيا على ترتيب برامجهم خلال الشهر الفضيل، والنَّأْيِ بارتباطاتهم العملية عن مواعيد الصلاة، وخاصة صلوات التراويح وأوقات الإفطار والسحور، بحيث تكون هذه الأوقات خاصة باستقبال الشهر المبارك، والاستفادة من نفحاته الإيمانية. ومن هنا , يظل لهذا الشهر طابعه الخاص في كل مكان ببريطانيا، فالمسلمون في رمضان بانجلترا، تَتَنَازَعُهُم طبيعة الأعمال والرغبة في إحياء الشهر الكريم، إلا أن ما يزيد من همهم تفكُّك الجاليات العربية والإسلامية هناك، حيث كل جالية تتبع بلادها الأصلية، ولذا فهم غالبًا لا يتفقون على أهلَّة بداية شهر رمضان. إلا أنه مع حلول الأيام الأولى لهذا الشهر المبارك، وبريطانيا حاليًا على مشارف فصل الشتاء، يحرص المسلمون على تناول وجبة الإفطار العائلي، حيث يحين وقت الإفطار عند الساعة الثامنة والربع بالتوقيت المحلي، وعادة ما يلتقي الأصدقاء في البيوت والمساجد توثيقا لأواصر المحبة في هذا الشهر الكريم. لقاء إسلامي وفي هذا السياق، تقوم الجمعيات الإسلامية والمراكز الثقافية بدور بارز في تجميع أكبر عدد ممكن من الجاليات، كما أن هناك الكثير من الأثرياء العرب الذين يتبرعون بتكاليف الموائد في رمضان والأعياد، حيث يصنعون الكعك ويضعون الطعام على موائد كبيرة للإفطار الجماعي، وسط تمسك واضح من المسلمين بإسلامهم، حيث تعتبر دافعًا قويًّا ليتمسك الإنسان بدينه وبجذوره وعاداته التي يتجاوز عنها في بلده. وفي الوقت الذي تحرص فيه المراكز الإسلامية على دعوة أبناء الجاليات للالتفاف حول المائدة الرمضانية، فإن هناك مراكز أخرى ترتبط بكل دولة عربية أو إسلامية، إلا أنه في المقابل، فإن المركز الإسلامي في العاصمة، يسعى إلى تجميع المسلمين طوال أيام الشهر الكريم. والمركز، والذي تعتبر إدارته سعودية والإمامة فيه مصرية، تمكَّن طوال السنوات الماضية من تجميع الجنسيات المختلفة من العرب والمسلمين، للدرجة التي أدت بالوصول بأعدادهم إلى مليوني مصلٍ، في مشهد يصفه المسلمون في لندن بأنه مشهد مهيب، يضاهي حالة المصلين في مكة المكرمة، ولكن بالطبع التشبيه مع الفارق. ويدفع هذا المشهد كثيرًا من البريطانيين غير المسلمين إلى مشاهدة المسلمين، وهم يؤدون الصلاة، رغبة منهم في معرفة طبائع المسلمين خلال الشهر الكريم، في الوقت الذي ينظم فيه المركز العديد من اللقاءات للأسر المسلمة، لتتعرف على بعضها البعض. مراعاة حرمة الشهر الكريم وخلال الشهر المبارك، يتم دعوة عدد من الدعاة ببلدان العالم الإسلامي لإلقاء محاضرات طوال أيام الشهر بالمركز الإسلامي، في حملة توعية للمسلمين وأبنائهم من الجيل الثاني في انجلترا، حيث يَفِدُ إلى هذا المركز العديد منهم من المدن المحيطة في لندن، والضواحي المجاورة لها. وكما أن رمضان في المساجد له بريقه، فإن له بريقًا مشابهًا في المدارس؛ حيث يتم إعفاء أبناء المسلمين من الوجبة المدرسية، ومراعاة عدم الأكل أو الشرب أمامهم من جانب غيرهم، فضلاً عن تحويل مسار الدراسة لتدريس جوانب شهر رمضان وفضائله عند المسلمين. وكثيرًا ما تطلب أمهات مسلمات من إدارة بعض المدارس الحكومية -خاصة التي يَدْرُسُ فيها أطفالُهن- أن يُسمح لهن بلقاء تلاميذ بعض الفصول وتعريفهم بالإسلام كدين وحضارة، وكثير من المدارس ترحِّب بذلك، باعتبار الإسلام يدعم تلاقي الثقافات في مجتمع تتعدد فيه الثقافات. وفي مدينة نوتنجهام، بوسط بريطانيا، سبق أن طلبت إحدى الأمهات -وهي طبيبة مصرية- من إدارة المدرسة الابتدائية التي يتعلم فيها أطفالها أن تقدِّم لأطفال المدرسة تعريفًا برمضان، وظلت مدرِّستهم تلتقي بالأطفال يوميًّا على مدار أسبوع، تعرض على الأطفال في كل مرة جانبًا أو معنًى من معاني رمضان، فتحدثهم مرة عن المسحراتي ورسمته لهم، ومرة عن فانوس رمضان، وعلَّمت الأطفال كيف يصنعونه من الورق الملون، و أخبرتهم في ثالثة عن التمر وفوائده، ولماذا يفضِّل المسلمون الإفطار عليه، و كلَّمتهم في رابعة عن الملائكة وليلة القدر، وفي خامسة عن القرآن الكريم. ورغم البرودة واليوم الدراسي الطويل، ودوام العمل المرهِق، إلا أن السابعة مساءً هي موعد اللقاء في ساحات المساجد أو المدارس لصلاة التراويح، حتى أصبحت هذه التظاهرة الليلية مألوفة لدى جيران المسجد، ويقبلونها طالما تتم في هدوء، وبلا صخب يجرح سكون الليل. وبعيدًا عن ساحات الدراسة في المدارس والجامعات، تجد الأسر المسلمة مُتَنَفَّسًا للتلاقي في رمضان بالمساجد ودور الرعاية الإسلامية، التي يقدَّر عددها بنحو ألف مسجد في بريطانيا، وتعتبر المدن الصغيرة أسعد حظًّا؛ حيث تجتمع معظم العائلات في المسجد يوميًّا للإفطار ثم لصلاة التراويح. وفي كل مكان تقام فيه الصلاة يلقى الأطفال رعاية خاصة؛ فالصغار دون سن التمييز تجالسهم بعض السيدات في غرف خاصة، مما يتيح للأمهات فرصة للصلاة، والأطفال الأكبر سنًّا يؤدون الصلاة في صحبة والدِيهم. "راديو رمضان" وفي رمضان ببريطانيا، يتم استخدام الأثير، وذلك عبر ما يعرف بـ "راديو رمضان"، ففي كل مدينة كبيرة في بريطانيا يقوم بعض الشباب المسلم بتوجيه بث إذاعي خصيصًا في شهر رمضان باللغات الإنجليزية والعربية والأردية والبنجابية، ويتم توجيه البرامج للمسلمين ولأفراد المجتمع البريطاني بصفة عامة. وتتسم برامج "راديو رمضان" بالحيوية والتنوع، ويغلب عليها مناقشة قضايا اجتماعية وسياسية وإعلامية، وتشمل التقاءً بشخصيات عامة وعادية، كما أن للأطفال أيضًا برامجهم التي تجذب اهتماماتهم. وإذا كان "راديو رمضان" في كل مدينة يغطي إرساله ساعات محددة، فإن في لندن إذاعات رمضانية عديدة تكاد تغطي ساعات الليل والنهار، ورغم تعدد توجهات الإذاعات الرمضانية، إلا أن "راديو رمضان الإسلامي" تفيض برامجه تنوعًا وحيوية، حتى أصبح الاستعداد لرمضان في السنوات الأخيرة يعني في جزء كبير منه استعدادًا للتجديد والإبداع عبر الأثير مع "راديو رمضان". وأخيرًا.. فإن من أجمل مظاهر العيد في بريطانيا، كما يروي المقيمون، التنسيقَ بين المسلمين في إقامة مظاهر الاحتفال بالعيد؛ حيث يأخذ الموظفون إجازة من أعمالهم، ويتبادل المسلمون الزيارات، ويتم توزيع الهدايا على الأطفال وإشعارهم بفرحة العيد بأحسن صورة حتى لا يشعرون بالنقص عندما يرون غيرهم في أعياد رأس السنة الميلادية. لارسال مواد ratannews@hotmail.com
	البيت                      أرسل خبر                    أضفنا للمفضلة