البيت | أقلام حرة |
2010-09-06 06:45:55 - الكاتب : رتان | |
هم يبنون ونحن نهدم ! بقلم : علي محمود الكاتب حين نفكر كيف وصل المجتمع الغربي الى هذه المستويات من التطور في المجالات الصناعية والتجارية ،نصاب بالدهشة من جهة ونأسف لحالنا العربي من جهة آخرى ولكن لا ضير مع هذا لو أجرينا مقارنة بسيطة بين واقعنا وواقعهم ! لارسال مواد ratannews@hotmail.comوقد أعجبني في هذا السياق دقة التشبيه حين وصفهم احدى الكتاب قائلاً : أن ساستنا ومنظرينا الاقتصاديون ينظرون للانسان العربي "حاشاكم الله" بأنه فرد في قطيع من الغنم ……. ورغم فظاعة الوصف الا أننا يجب أن نعترف بالحقيقة ، وأن نعي بموضوعية كم هو حجم تخلفنا وفي شتى المجالات وعلى كافة الاصعدة …… فالغرب تفوق علينا بمراحل ، ونحن مازلنا نحك أنوفنا ونبحث عن مسببات واهية لاسباب تخلفنا فتارة نقول أن الاستعمار هو السبب وتارة اخرى نرمي بالكرة الى ملعب الفساد أو البيروقراطية متذرعين في ذلك بمقولة "اذا عرف السبب بطل العجب"! و حكاية الغرب لا عجب فيها ، لانهم وخلال مراحل تطورهم المتصاعده نحو الاعلى كان ينظرون للانسان بأعتباره كائن مبدع بطبيعته وان الحرية هي النسق الذي يجب أن ينام ويصحو على إيقاعه وهذا ما حدث فعلاً ، فلم ينتظروا هناك ان يأتيهم الوحي أو ان يمنحهم الله البركة ليركبوا قطار الحضارة بل عملوا بجد وأجتهاد من أجل رفع الانتاجية وتطوير الذات ،في الوقت الذي كنا فيه ننام في العسل ونتغنى بما كان ! بل ولا عجب ان تحولنا لاضحوكة يتغنون بها كلما رغبوا ان يستريحوا من عناء وشقاء التكنولوجيا ! فرموا إلينا بفائض التكنولوجيا المهترئة ، فما كان من قومنا الا أن عبدوا النتائج وبهروا بها ،تاركين خلف عقولهم المريضة بالكسل الاسباب والبحث فيها للاخرين …… قد يعتبرني البعض أني من أصحاب النظارات السوداء كثيرة العتمة أو من المتشائمين والحقيقة أنني من فئه تدعي الموضوعية وأنظروا معي في هذا …… ففي الغرب يبحث المفكرين كيفما شاءوا ويكتبون وينتقدون في السر والعلن،و علمائهم يبدعون ويتمتعون بحرية كاملة ، فلا خوف من جلاد أو قاضيً متسلط ولا بصاص متلصص يقف خلف جدران أو أبواب منازلهم …… لذا يذهب الانسان الغربي كل يوم لمصنعه أو معمله وهو موقن أنه يمتلكه ويمتلك حرية الابداع فيه ويعمل بجد وأجتهاد دون ان يلتفت يميناً أوشمالاً خائفاً من اسواط حكومات فاسدة أغلب موظيفها مرتشين أو عاطلين عن العمل …… هم يبنون حضارات ونحن نطمس تاريخ مجيد من صنع أجدادنا ! هم يعتبرون الانسان أعظم أدوات الانتاج ونحن نعتبره مجرد اداة ثانوية ! هم يرقصون ويرفعون الاعلام حين يتظاهرون أو يبتهجون في أعيادهم ونحن نمزق أعلامنا وندمر مقدراتنا وبعضنا حتى لا يحفظ الوان علم بلاده أو كلمات نشيدها الوطني ! هم يعيشون كل لحظه باحثين عن أسباب الرقي والنجاح ونحن نضيع الوقت كله في البحث عن أفضل السبل للوصول الى الملذات و الغوص في الصراعات من أجل المناصب والغنائم !! هم بالختام …… شعوباً ،حلمت فنجحت في تحقيق احلامها ونحن وبمنتهبى الامانة شعوباً نامت لتحلم فأستيقظت على كوابيس وفراش مبلل !! | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..