| البيت | أخبار |
| 2010-09-29 01:00:55 - الكاتب : رتان_ بقلم _ فايز عباس | |
من يقرأ العنوان يعتقد أنني فقدت صوابي، أو أن 'فيوزات' مخي قد ضربت بعضها البعض، لكن صدقوني أن ليبرمان وزير خارجية إسرائيل هو الصوت الحقيقي للحكومة الإسرائيلية وللحركة الصهيونية، وهو أكثر المروجين إلى عدالة القضية الفلسطينية في العالم، خاصة كلما تحدث عن المفاوضات السلمية. ليبرمان المهاجر من الاتحاد السوفييتي سابقا، هو مستوطن يؤمن بان السلام مع العرب من رابع المستحيلات، ليس لان العرب لا يريدون السلام وإنما لان إسرائيل أو الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ترفض السلام مع الشعب الفلسطيني، على أساس الاحترام المتبادل، وإعادة الأرض المحتلة إلى أصحابها الشرعيين. قادة الحركة الصهيونية يتحدثون كثيرا عن السلام وأهميته بالنسبة لإسرائيل، واستطاعوا إقناع العالم بان الفلسطينيين هم من يرفضون السلام ولا يريدون الاعتراف بدولة إسرائيل، وهذا الادعاء سقط عندما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، وعدلت الميثاق الوطني الفلسطيني، لكن قادة حكومات إسرائيل وضعوا العراقيل أمام التقدم بعملية السلام، والشرط الأخير لحكومة نتنياهو اعتراف الشعب الفلسطيني بيهودية الدولة، هو اكبر دليل. ليبرمان، ومن على منصة الأمم المتحدة أعلن أن عملية السلام مستحيلة، وانه يجب اليوم التفاوض على التبادل السكاني والأرض، وليس الأرض مقابل السلام، وبالعربي البسيط، ليبرمان يريد نقل سكان المثلث من أراضي عام 1948 إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وبالمقابل إبقاء البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر واحد، نقل مئات آلاف الفلسطينيين من المثلث إلى السلطة ما يعني الحل الديموغرافي لفلسطينيي الداخل، لان نحو نصفهم يسكنون في المثلث وبالمقابل فان إبقاء المستوطنين في الضفة يعني أنها ستبقى جزءا لا يتجزأ من الدولة اليهودية. خطاب ليبرمان اثبت للعالم كله أن وجهة إسرائيل ليس للحل وإنما إلى التوتر، وسد آخر فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام مبني على إقامة دولتين. ردود الفعل العالمية والإسرائيلية على خطاب ليبرمان لم تتأخر، العالم الحر هاجم ليبرمان الذي يمثل الدبلوماسية الإسرائيلية ويمثل حكومة إسرائيل، لأنه لا يعقل أن يلقي وزير خارجية خطابا في الأمم المتحدة دون تنسيق فحوى خطابه مع رئيس حكومته، لكن نتنياهو اصدر بيانا أعلن فيه أن خطاب ليبرمان لا يمثله ولا يمثل الحكومة الإسرائيلية، وهذا البيان اقل ما يقال عنه انه نوع من الاستهتار بعقول البشر، ومحاولة بائسة من نتنياهو للتنصل من تصريحات وزير خارجيته، مع العلم أن ليبرمان كان قد أعلن عن موقفه بوضوح في الكنيست الإسرائيلي عندما أعلن عن موقفه من المفاوضات، وموقفه من نقل فلسطينيي 1948 إلى السلطة الفلسطينية، وكان نتنياهو قد قال انذاك (قبل أسبوعين فقط) أن موقف ليبرمان لا يمثله. لو كان نتنياهو صادقا في بياناته لكان قد أمر ليبرمان بعدم التطرق إلى الموضوع مرة أخرى، لكني على قناعة انه نسق خطابه مع ليبرمان،لأنه كان على نتنياهو إقالة ليبرمان من منصبه لو كان صادقا على الأقل مع نفسه. الغريب كان موقف الإدارة الأمريكية وعلى لسان الناطق باسم خارجيتها الذي قال إن الولايات المتحدة تتعامل مع نتنياهو وبراك ولا تتعامل مع ليبرمان؟؟. وفي إسرائيل كانت ردود الفعل غاضبة على ليبرمان، حتى أن وزير الأمن ايهود براك وصف الخطاب بأنه 'مهووس' وانه يخدم أعداء إسرائيل، والإعلام طالب بإقالة ليبرمان لكن نتنياهو اكتفى بالبيان الذي أصدره. عندما تم تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية قلت بأنه سيخدم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي أكثر بكثير من أي شخص آخر بسبب مواقفه المعادية للفلسطينيين ولعملية السلام. شكرا لك ليبرمان ولي رجاء منك لا تقدم استقالتك من منصبك في الخارجية، لأنك الخادم الأمين لعدالة قضيتنا.لارسال مواد ratannews@hotmail.com | |
| البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
















































































































0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..