البيت | أقلام حرة |
2010-09-24 09:35:55 - الكاتب : رتان | |
أبدأ مقالي بالتذكير بتصريح الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون حيث قال : " مستقبل إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية مهدد في العقود الثلاثة المقبلة في ظل معدل الولادة لدى الفلسطيني وأن الحل هو تقسيم البلاد والانسحاب من الضفة الغربية وإلا فإن الغالبية السكانية ستصبح لصالح الفلسطينيين. وأضاف: وحينها على الإسرائيليين الاختيار إن كانوا يريدون دولة يهودية أم ديمقراطية، لكن لا يمكنهم اختيار الاثنين معاً .." تقوم الدولة في الفكر السياسي على ثلاث ركائز أساسية وهي الشعب ، والأرض ، والسلطة ، والسلطة لا تقوم إلا بتوفير العنصرين السابقين " الشعب والأرض " .. ولقد لعبت الحركة الصهيونية دورا حاسما في بناء الكيان الصهيوني " الدولة " وذلك من خلال سعيها لتوفير العنصر البشري على أرض فلسطين من خلال الهجرة ، كما أنها قامت بجهود كبيرة للحصول على أكبر كمية من الأراضي الفلسطينية كي تقوم بتوطين القادمين اليهود فيها ، كما قامت قبل الإعلان عن الدولة في 15/5/1948 ببناء أجهزة الدولة اللازمة والتي تنوعت في مجالات كثيرة سواء في المجالات الزراعية أو التعليمية أو الاقتصادية أو الإعلامية أو العسكرية وغيرها ، وبالتالي فإنه في ليلة 15/5/1948 تم الإعلان عن وجود دولة لها كامل المقومات اللازمة لبقائها بالمفهوم السياسي . والسؤال هنا يطرح نفسه .. طالما أنها منذ إعلانها استوفت شروط الدولة السياسية فلماذا يكرر رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو مطالبه من الرئيس محمود عباس بالاعتراف الواضح والعلني بالدولة اليهودية .. وقال أن نجاح المفاوضات مرتبط بــ الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية .وأضاف ان اعتراف الفلسطينيين بـ "يهودية دولة إسرائيل" أحد المكونات الأساسية للسلام. الحقيقة تقول أن 20% من الفلسطينيين الذين بقوا فوق أرضهم التاريخية والتي تم احتلالها وتشريد سكانها وسرقة أراضيهم لتسمى لاحقا بــ " دولة إسرائيل " .. هؤلاء الذين بقوا في بيوتهم أبطال حقيقيون صمدوا في وجه كل المحاولات لاقتلاعهم من أرضهم في العام 1948 وتحملوا الذل والهوان قد يتم تهديد وجودهم ويفقدوا حقوقهم مطالبهم العادلة ضد التمييز العنصري الممارس عليهم إن تم الاعتراف فلسطينيا وعربيا بــ إسرائيل كــ " دولة يهودية " . وان الاعتراف بإسرائيل كــ دولة يهودية " يعني الموافقة على كل القرارات التي صدرت في صالح هذا المحتل وتجاهلت الحق الفلسطيني في أرضه وحقه . الإعلام الاسرائيلي بدأ حربه ضد الفريق الفلسطيني المفاوض وضد الرئيس الفلسطيني شخصيا .. فها هي اليوم تنشر أن الرئيس محمود عباس وافق على طلب نتنياهو الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية . ولكن الحقيقة تقول أن الرئيس محمود عباس قال لبنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل ، ما معناه انه يستطيع ان يسمّي نفسه ما يشاء ، لكنه ، اي محمود عباس ، يعلم ان هنالك مليون ونصف عربي فلسطيني في إسرائيل ما يحول دون ان يعترف عباس او السلطة الفلسطينية بإسرائيل كدولة يهودية . وأكذوبة إسرائيل وهرطقة الإعلام المفبرك واجهته إرادة المفاوض الفلسطيني الذي أصبح واعيا بما فيه الكفاية للأسلوب الاسرائيلي في أي مفاوضات وكانت واقعية المطالب الفلسطينية كفيلة بأن تكون الرد الذي يجيب على كثير من الأسئلة والقلق الفلسطيني الذي يتزايد وينتظر الأيام القادمة وحتمية استمرار تجميد الاستيطان كشرط رئيس لاستمرار المفاوضات وهذا ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث كرر في أكثر من تصريح بأنه إذا ما قامت إسرائيل بالسماح باستئناف البناء في المستوطنات القائمة في المناطق الفلسطينية المحتلة ، فانه سوف يقوم بالانسحاب فورا من المفاوضات . إن هذا الموقف الفلسطيني يكرر ويؤكد في كل تصريح يدلي به الرئيس الفلسطيني أبومازن لقد بدأت المفاوضات المباشرة بالاتفاق على أن تبقى سرية بعيدا عن الإعلام ولكن والملاحظ أن اليومين السابقين قد أظهرا أن الجهات الإسرائيلية والجهات الفلسطينية تحاول استغلال الإعلام بأكبر قدر ممكن كل طرف لصالحه ، إلا أن الجانب الاسرائيلي حتى الآن هو الرابح في الحلبة السياسية ، في الولايات المتحدة خاصة. لهذا يجب أن يكون الإعلام الفلسطيني ناجحا على المستوى الفلسطيني الداخلي وأن تنشط كافة السفارات والجهات الفلسطينية الخارجية في دعم الجانب الفلسطيني في معركته التي يحدد معالمها بأنها معركة استحقاق الدولة الفلسطينية وانهاء الاستيطان .. ويجب التركيز بان الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على ثلاث ركائز أساسية وهي الشعب الفلسطيني ، والأرض الفلسطينية ، والسلطة ، والسلطة لا تقوم إلا بتوفير العنصرين السابقين " الشعب والأرض " .. فإن تم الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية فهذا معناه أن الرابح في المفاوضات هي إسرائيل التي تكون قد أنهت حقوق 1.5 مليون فلسطيني عربي فلسطيني يعيشون في فلسطين التاريخية " دولة الاحتلال الاسرائيلي " وذلك من الناحية القانونية والتاريخية .. ويتم الاعتراف بحق عودة اليهودي إلى الدولة اليهودية .. وإلغاء حق الفلسطيني بالعودة الى أرضه .. إن السلطة الفلسطينية سوف تفقد أهمية وجودها كمشروع وطني في حال أنها وافقت بأي صورة كانت على يهودية الدولة .. فالدولة الفلسطينية المستقلة والدولة اليهودية خطان متوازيان لا يلتقيان ولا يمكن أن يعيشان جنب الى جنب .. فلا وجود للفلسطيني في حال الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية .. أنهي مقالي بالقول بأن الفلسطيني يخوض حاليا معركة قاسية على جبهات عدة منها : - جبهة أهمية إنهاء الانقسام وعودة الوحدة الفلسطينية - جبهة أهمية القوة السياسية والإعلامية الفلسطينية على المستوى العربي والإقليمي والدولي . - جبهة فضح عنصرية الاحتلال ومخالفته للقانون الدولي وكشف ما تترتب عليها " الدولة اليهودية " من تداعيات . - جبهة الصمود والتمسك بالثوابت أمام إسرائيل - جبهة تحقيق حلم الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . - جبهة ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة الأسوأ والأخطر إن تداخلت الأوراق السياسية سواء بحرب سياسية على السلطة أو حرب وإجتياحات موسعة على مناطق السلطة الفلسطينية . ملاحظة : في ذكرى هبة الأقصى 22 أيلول (سبتمبر) 2000 القدس تشتعل اليوم تحت أقدام الاحتلال .. · كاتب فلسطيني clove_yasmein@hotmail.com لارسال مواد ratannews@hotmail.com | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..