البيت | أقلام حرة |
2010-09-08 09:25:55 - الكاتب : رتان_ الكاتب : هاني العقاد | |
بعد صراع إعلامي طويل وتحليلات سياسية معقدة و واسعة ,وبعد تعدد أراء الكتاب السياسيين باختلاف انتماءاتهم السياسية ,وتوقع العديد منهم فشل المفاوضات المباشرة التي ستنطلق منها الجولة الثانية للوفود المتفاوضة بعد أيام , وتفاؤل بعض من المراقبين الدوليين والسياسيين العرب والأجانب أن تأتي المفاوضات بنهاية سعيدة لسكان المنطقة العربية تتيح للفلسطينيين العيش في دولة موحدة مستقلة معروفة الحدود وقابلة للحياة والتطور ,و كان منهم السيد عمر موسي الذي أفرط في التفاؤل وقال أن هذه المفاوضات هي النهائية , ودعا إلى إعطاء الفرصة للمفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين متسائلا عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتوقيع اتفاق سلام نهائي و حقيقي مع الفلسطينيين ,و أضاف السيد عمر موسي أثناء تواجده بمنتدى امبروسيتي بمدينة تشرنوبيو الايطالية بأنه لا يريد أن يكون متشائما في اليوم الأول للمفاوضات و كأنه يقول أن المفاوضات قد تفشل إن لم يكبح جماح التطرف الإسرائيلي . لعل المنطق يفرض علينا أن لا نصدر أحكاما مسبقة على نتائج هذه المفاوضات إلا أن الطرف الإسرائيلي لم يترك فرضية للتفاؤل ,وله سابقة في التسبب بإفشال المفاوضات عبر العديد من الإجراءات التي يعتبرها حقا له في ظل عملية التفاوض أو في غيرها كأن يبدأ بسياسة الاغتيالات و قصف المدن وإيقاع ضحايا لتغطي الدماء مذكرات المتفاوضين وبالتالي تعلوا الأصوات المنادية بانسحاب الطرف الفلسطيني من المفاوضات ,والقنبلة الأقوى هي الاستمرار بالاستيطان سرا أو علنا داخل أراضي العام 1967 كتحدي للفلسطينيين و أملهم بإقامة دولتهم على حدود عام النكسة وبالتالي يرفض تجميد الاستيطان أو تمديد قرار التجميد بعد السادس و العشرين من سبتمبر الموعد النهائي لفترة التسع شهور . إن الاستيطان هو القنبلة الموقوتة التي تعترض طريق المفاوضات و بالتالي ستحول دون نجاحها , وهي الورقة الإسرائيلية الخطرة التي تستخدم لاعتراض أي قطار للسلام يسير على ارض مستوية أو على قضبان أو حتى في الهواء , فلا سلام مع الاستيطان ولا مفاوضات و استيطان يتسع في عمق الأرض العربية الفلسطينية ,ولا سلام و القدس العربية تنتهك بفعل التهويد,ولا سلام مع وجود يهودي واحد ضمن أراضي العام 1967 ,ومن هذا المنطلق فان القنبلة التي ستتفجر أمام المفاوضات و تحت طاولة المفاوضات هي قنبلة الاستيطان ولا يستطيع احد حتى اللحظة أن يوقف انفجار القنبلة إلا الأمريكان أنفسهم لأنهم القادرين حسب قوة العلاقة مع إسرائيل و حسب رغبة الطرف الأمريكي في إبقاء الصراع قيد التفاوض و في طريق الحل إلى ما بعد الانتخابات النصفية واستخدامها هذه المفاوضات كورقة للناخب الأمريكي ليحصل الجمهوريين على فترة ولاية أخري . إن الرغبة الإسرائيلية تكمن في إبقاء هذه القنبلة الموقوتة تهدد المفاوضات بسبب عدم اقتناع نتنياهو بهذه الفكرة و دخوله المفاوضات باللاءات المعتادة عسي أن يستجدي الفلسطينيين منه سلاما ,لهذا جاء الاقتراح الأخير بإبقاء يهود الضفة الغربية أي المستوطنين تحت الحكم الفلسطيني , وهذه خطة قذرة تهدف للابتزاز اعتراف فلسطيني بالاستيطان وأحقية وجودة بالأرض العربية بطريقة ملتفة و ملتوية , فبقاء المستوطنين بالضفة الغربية وحدود العام 1967ضمن أي حل يعني بقاء الدولة الفلسطينية مهددة ,ويعني بقاء الدولة الفلسطينية خارج حدود ذاتها , و يعني أن الدولة الفلسطينية المستقبلية غير كاملة السيادة , حيث سيسمح لليهود بالتنقل بحرية بين إسرائيل و الدولة الفلسطينية , وسيسمح لهم بالتكاثر والتمدد يوما بعد يوم في الكبد الفلسطيني , فالمعقول للحل أن يرحل هؤلاء المستوطنين بدون شروط وحقوق لأنهم استوطنوا الأرض الفلسطينية تحت تهديد السلاح و خروجهم ضمن إطار السلام اضمن لأرواحهم. السادس و العشرين من الشهر الحالي قد يكون زمن تفجير القنبلة التي أعدتها حكومة إسرائيل لنسف المفاوضات وقلب الطاولة وإجبار الفلسطينيين على الانسحاب من التفاوض وبالتالي يقع الفلسطينيين بين حجرين الأول التضرر من البقاء في المفاوضات مع الاستيطان ,والثاني التضرر من الانسحاب و العودة للخلف والبدء في تلمس الخيارات الأخرى و كلاهما لا تحسد علية القيادة الفلسطينية , و لو أراد نتنياهو لهذه المفاوضات أن تسير حسب ما تتطلبه المرحلة من التوصل إلى سلام وحل كافة القضايا فان التهديد بتفجير قنبلة الاستيطان ستنتهي كليا و بالتالي تصبح الطريق جاهزة وسالكة لكل احتمالات إنهاء الصراع سلميا, و لعل الأمر بات مسؤولية الإدارة الأمريكية التي ضغطت على الطرف الفلسطيني للقبول بالتفاوض مع الإسرائيليين دون الإمعان والتأكد من سلامة الطرق الموصلة للسلام ,ودون استخدام ما لدي إدارة اوباما من أساليب وإجراءات لحماية عملية التفاوض , وعلى الفلسطينيين عدم التخوف من الانسحاب من التفاوض إن لم توقف إسرائيل الاستيطان بالكامل وتبدي استعدادا مؤكدا لسحب كافة المستوطنين من أراضي الضفة الغربية ,وإن لم تبدي إسرائيل مرونة تفاوضية حول كافة القضايا النهائية والإعلان للعالم اجمع أنها دولة ترغب في صنع سلام حقيقي ولا تسعي من خلال المفاوضات إلى تأزيم الموقف مع الفلسطينيين وإعادة المنطقة لدائرة الدم من جديد. لارسال مواد ratannews@hotmail.com | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..