البيت | أقلام حرة
2010-10-17 02:21:55 - الكاتب : رتان_ ريما كتانة نزال | |
السيد "بان كيمون" الأمين العام للامم المتحدة، عشية الذكرى العاشرة للقرار1325 قمتم بتكرار الدعوة الى تطبيقه، وهو القرار الداعي الى زيادة تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار، في المؤسسات والآليات الوطنية والاقليمية والدولية، لمنع الصراعات وادارتها وحلها. لقد اعتبرتم في تصريحاتكم بمناسبة الذكرى العاشرة لصدور القرار، بأن "النساء لا زلن مبعدات عن عملية السلام"؛ وطالبتم "بتحويل الوعود بشأن المرأة في النزاعات الى حقيقة واقعة". ان محتوى خطابكم في الذكرى العاشرة للقرار؛ يعبر عن عملية تقييم واستخلاص لنتائج العمل به على مدار السنوات العشر التي تلت صدوره، ونعتبر ما فهمناه من خلال مفرداتكم نهاية ايلول الماضي أن أهداف القرار ذات العلاقة بمشاركة المرأة وتحقيق السلام لا زالت تراوح في مكانها في لحظة صدور القرار في عام 2000، الأمر الذي نقر به معكم؛ ونعتبره استخلاص وتقييم دقيق وصحيح من وجهة نظر المرأة الفلسطينية. لكن الفلسطينيات كن يتمنين لو انكم توسعتم قليلا وقمتم بشرح السياق الذي استخلصتم من خلاله النتائج والاحكام، وقمتم بوضع النقاط على الحروف، وعلى رأسها الاسباب التي دفعتكم الى اعتبار ان النساء وفي قلبهم الفلسطينيات مستبعدات عن عمليات السلام، ولو كنتم قد اوضحتم ما يحول دون انخراط المرأة الفلسطينية في جهود تحقيق السلام.. علما بأنني استطيع أن أنفي الاعتبارات التمييزية التقليدية في الاستبعاد، لأن المرأة والرجل في فلسطين متساويان في عملية الإقصاء عن المشاركة في الحلول وصنع السلام، وذلك بسبب استفراد دولة الاحتلال وتحكمها في تقرير الحل وموعده وموضوعاته ومداه، رغبة منها في التنكر لتحقيقه، والأدق في أنها تعمل نهارا جهارا على تخريب واعاقة أي جهود تبذل للتوصل اليه.. ان علاقتنا بقرارات الشرعية الدولية كعلاقات الحب من طرف واحد، حيث بنى الشعب الفلسطيني استراتيجيته بالاستناد على قرارات الشرعية الدولية، وتبنى كافة القرارات الصادرة عن الهيئة الدولية ذات الصلة بقضيته، لتصبح كأحد المحددات والمعالم الرئيسية لبرنامجه السياسي، بل يكاد شعبنا الفلسطيني يحفظ عن ظهر قلب عدد وأرقام القرارات الصادرة مع نصوصها، في الوقت الذي تتخلى فيه الهيئة الدولية عنه وتكشف ظهره للحديد والنار. اعذرني ايها الأمين العام على محاكمة دور هيئتكم الأممية وتقييمها من خلال مدى ترجمتها للقرارات الخاصة بقضيتي الوطنية، ومن خلال قدرتها على الالتزام بجوهر ميثاقها الذي ينص على انقاذ الاجيال من ويلات الحروب، ومن أجل حفظ السلم والامن الدولي. بينما على أرض الواقع نجدها عاجزة عن الاخلاص لميثاقها، وبأنها لا تملك الارادة المستقلة لتحقيق السلام؛ ولا تملك القوة لتطبيق قراراتها. واعذرني ايها الأمين العام في الحكم على الهيئة الدولية بالتجويف والاستلاب، وبأن قراراتها مصادرة من قبل نظامها المعتمد والمتمثل بنظام "الفيتو"، حيث يسبب حق النقض لبعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الى اجهاض العدالة والارادة الدولية، وشل دورها في حفظ الامن والسلام. لقد بلغ عدد المرات التي استخدمت فيها امريكا حق "الفيتو" أكثر من ثمانين مرة منذ تأسيس هيئة الامم المتحدة، علما بان ما يزيد على نصفهم أُشهر في وجه قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية. واعذرنا كذلك ايها الامين العام، ان حكمنا عليكم بالعجز عن حماية حتى موظفيكم ومؤسساتكم، فالولايات المتحدة استخدمت "الفيتو" لتعطيل صدور قرار ينتقد اسرائيل لقتلها عددا من موظفي الامم المتحدة، واستخدمته لإجهاض قرار يدين قصف مدارس تابعة للامم المتحدة في غزة، واستخدمته لإفشال قرار يدين دولة الاحتلال على تدميرها مخزن تابع لبرنامج الغذاء العالمي في الضفة الغربية. ان المرأة الفلسطينية تبنت القرار 1325 واعتبرته يتقاطع مع أهداف برنامجها القريبة والبعيدة، على الرغم من ان الهيئة الدولية لا تتبنى قضاياها ومعاناتها، وفي ظل عجزالقرار عن الأمانة والاخلاص لنصوصه التي تنادي بتوفير الحماية للمرأة التي تعيش ظروف الصراع. وفي نهاية رسالتنا لكم في الذكرى العاشرة للقرار، ترى المرأة الفلسطينية بأن الأحرى بكم ايها الأمين العام، أن تقوموا باتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لتفعيل قراركم قبل مطالبة الدول بتطبيقه. وأن تعملوا على وضع نظام محاسبة ومراقبة بشأن تطبيقه. وقبل كل شيء؛ فقد آن الأوان للقيام بخطوة اصلاحية لكافة الانظمة واللوائح الخاصة بالمنظمة الدولية بهدف منع استمرار تجويفها وعجزها، لتنطق باسم دورها التاريخي الذي انشأت من اجله، عوضا عن النطق بلغة القوة والاستحواذ. لارسال مواد ratannews@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..