البيت | أقلام حرة
2010-10-19 08:05:55 - الكاتب : رتان | |
انتهت المرحلة النهائية في “مخيم الأمل“، من عملية إنقاذ ثلاثة وثلاثين عاملا علقوا منذ شهرين في قاع منجم للذهب والنحاس في الشيلي، مئات الأمتار تحت سطح الأرض.. واليوم نقول أن بوادر المرحلة النهائية من تحقيق المصالحة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ربما تتم في العشرين من هذا الشهر .. فالشعب عالق في الانقسام منذ أكثر من ثلاث سنوات وكأننا بالفعل كنا في منجم من الأحداث والتطورات والتداعيات والتغيرات على الأرض .. منجم الانقسام مليء أيضا بتاريخ من الثورات والعمل النضالي والجهادي البطولي الذي سجله التاريخ الفلسطيني حتى قبل احتلال الغزاة لأرض فلسطين وتدنيسهم لمقدساتنا الإسلامية في القدس .. بعد أيام تبدأ الأنفاس في انتظار بيان صحفي يعلن للجميع مراسيم توقيع المصالحة ... وتبدأ فرق الإغاثة الجماهيرية والتنظيمية والقيادية في وضع الخطط الكفيلة بإخراج الجميع من تداعيات الانقسام الكئيب والمؤلم .. وهنا يتوجب على جميع الفصائل والقادة الفلسطينيون تسهيل الانتهاء من مأزق ما نحن فيه على المستوى السياسي والجماهيري وعلى مستوى قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .. يبدو أن ثلاث سنوات من الانقسام قد أحدث فعله وهنا سنراهن على الإرادة الفلسطينية كما راهن الجميع على مقدرة فونيكس على إخراج العمال التشيليون الثلاثة والثلاثون الذين تم إخراجهم من عمق ستمائة وثلاثين مترا .. في عملية إنقاذ العمال تم تقسيم العمال المحاصرين إلى ثلاث مجموعات .. وفي بداية الحوار الفلسطيني وقبل التوقيع على الورقة المصرية كلنا سمعنا أن وفود المصالحة قد تم تقسيمهم الى خلايا ولجان عمل أنجزت ملف الورقة المصرية بالرغم مما أعاق التوقيع عليها .. لقد عمل فنيو كبسولة فونيكس على إخراج الأكثر ليونة القادرين على مواجهة أي طارئ، ثم الأضعف، وأخيرا الأقوى الذين يستطيعون تحمل فترة انتظار أطول. ويبدو أننا في التطبيق يجب أن نحذو حذوهم ولكن بطريقة معكوسة .. بحيث نعمل على الانتهاء على الأرض بالانتهاء " تطبيقاً " الملفات التي يمكنها أن تمنح تهيئة جماهيرية أعلى وتكون على مستوى الحدث الملموس عند الجميع .. ثم يتلو ذلك الملفات على قاعدة الأكثر تأثيرا فالأقل .. نعود لقصة العمال ونقول أن العديد من الإجراءات اتخذت قبل خروج العمال من منجم سان خوسيه في تشيلي في كبسولة .. وفي المصالحة الفلسطينية نقول أن العديد من الإجراءات يتوجب أن تتخذ قبل خروج قادة الفصائل ليزفوا للشعب الفلسطيني وكل محبيه بشرى المصالحة والانتهاء من ملف الانقسام .. ولقد تحدثنا وتحدث الجميع في هذه الإجراءات والتي وبكل تأكيد يعرفها كل من له علاقة بالفصائل الفلسطينية .. تحتاج المصالحة الى أوكسجين التهيئة الاجتماعية والإعلامية والتقارب الفعلي بين الفصائل على أساس أن القضية واحدة والدم واحد والجميع يرفض الانقسام .. أحد العمال الناجين من المنجم يقول : "جميل ان تعيش الحرية، وأنا سعيد جدا بالعودة إلى المكان حيث استطيع شكر الله انني مع عائلتي مرة أخرى، أريد أن أرى المكان وأريد ان أرى أين كانت عائلتي تقضي كل الوقت في الانتظار" وكل فلسطيني سيقول حتما أنه سعيد بالعودة الى حضن الوحدة الفلسطينية ويريد أن يعيش بلا انقسام وتداعيات الانقسام .. يقول العلماء عن عملية الإنقاذ بكبسولة فونيكس ، أنها إنجاز تكنولوجي رائع ومجد وطني كبير وسعادة ما بعدها سعادة للعمال وذويهم كل ذلك في عمل واحد عملية إنقاذ عمال المنجم التي يتابعها العالم أجمع بحماس وينفذها التشيليون عمالاً وتقنيين وحكومة وشعباً بدقة ونجاح وبهجة وفرح... ونحن سنقول للجميع ، لكل من ساعد الشعب ولكل من عمل من الشعب على تحقيق المصالحة سواء على مستوى القيادات أو الجماهير .. إن المصالحة إنجاز وطني رائع وكبير وسعادة الناس بها ما بعدها سعادة .. ونقول لكل مخلص يعمل من اجل انتهاء الانقسام أنه يستحق وسام الشرف الوطني ... ولا يخفى على أحد أن العالم يتابع أيضا مسار وملف المصالحة الفلسطينية .. لذلك علينا أن نقول لأصدقاء الشعب الفلسطيني أننا قادرين على الانتهاء مما علقنا فيه وأننا على قدر المسؤولية التاريخية وأننا أهل للحياة الكريمة وأهل فيما بيننا .. قال العامل الثاني الذي خرج من أعماق الكارثة: “أعتقد أن هذا البلد عليه أن يفهم أخيراً أننا قادرون على تغيير قواعد وأسسه وأن علينا أن نجري تغييرات كثيرة. لا يمكن أن نبقى كما نحن على المستثمر أن يضع في أيدي العاملين وسائل تمكّنهم من إجراء تغيير في مجال العمل”. ونحن نقول أن تجربة الانقسام علمتنا أننا قادرون على تغيير الكثير للأفضل على أساس العمل المشترك والبناء والاعمار وتغيير مفاهيم كثيرة أوجدت الانقسام .. ونقول لجميع العرب وأصدقاء الشعب الفلسطيني أن ساعدونا أن نتمكن من هذا التغيير وأن نعيش في سلام وأن نقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة .. فالمحتل الإسرائيلي هو السبب والأساس في كل مراحل الخلافات الفلسطينية .. وعلى المحتل أن يرضخ للإرادة الدولية بإنهاء احتلاله للأرض الفلسطينية وأن يزول والى الأبد .. فما أجملها من كبسولة فونيكس المصالحة الفلسطينية .. وما أجملها من فونيكس المصالحة العربية العربية .. فقوتنا في وحدتنا وخروجنا من منجم أزماتنا المتلاحقة والتي تأخذنا إلى أسفل الأمم وتلغي أولوياتنا لحساب ما يصنعه المحتل من معيقات في طريقنا .. نعم للمصالحة الفلسطينية .. نعم للوحدة الفلسطينية .. الوطن واحد والدم واحد .. وإنا لمنتظرون .. لارسال مواد ratannews@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..