البيت | أقلام حرة
2010-10-16 06:35:55 - الكاتب : رتان | |
في نهاية فترة الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون أراد الرئيس الأمريكي إنجاز شيء في الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي ،فقام بدعوة الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أيهود باراك وزير الحرب أيهود حاليا ، ولكن هذه الدعوة التي أراد بها ان تتوج باتفاق سلام شامل باءت بالفشل الذريع .. حيث تمسكت إسرائيل بيهودية مدينة القدس على اعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل ويجب أن تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية ..وبينما أصر الرئيس الفلسطيني على موقفه بأن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة وأنه من حق الفلسطينيين أن يكون لهم سيطرة على المدينة المقدسة .. وهنا اقترحت إسرائيل أن تؤجل موضوع القدس إلى سنتين ، إلا أن الرئيس الشهيد ابوعمار الذي ساندته الدول العربية في موقفه رفض الطلب الإسرائيلي .. ومن يومها انفجرت حقول الألغام واندلعت انتفاضة الأقصى كرد طبيعي على استثناء القدس من الحل النهائي والمحاولة الصهيونية أن يكون الحل على حساب تهويدها وجعلها العاصمة الأبدية لكيانه المزعوم . إذن لقد فشل الرئيس الأميركي بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق الحل النهائي في كامب ديفد 11 يوليو/تموز 2000 وكذلك فشلت المفاوضات وذلك للاختلافات العميقة وهي اختلافات تستند الى مرجعية دينية خاصة حول مدينة القدس ومقدساتها واختلافات سياسية وتاريخية حول الحق الفلسطيني في ثوابته حيث حق عودة اللاجئين وتقرير المصير . وانفجرت قنبلة فشل المفاوضات يومها نظرا لإصرار إسرائيل على الحصول على إقرار فلسطيني بإنهاء الصراع بينهما وفق الرؤية الصهيونية حيث لا قدس ولا عودة ولا دولة مستقلة بمفهومها الدولي .. و يومها أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ' ايهود باراك ' بأنه إذا لم يتفق الفلسطينيون معه فسوف يكون آخر رئيس وزراء اسرائيلي يمكن التوصل معه الى اتفاق ..؟! وبعد أن تعثرت عملية السلام وانطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ' انتفاضة الأقصى ' (28 سبتمبر/أيلول 2000، تشكلت لجنة دولية برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل في مارس/آذار 2001 توصلت إلى عدة مقترحات تتمحور حول إيقاف الاستيطان الإسرائيلي وإيقاف العنف من الجانبين، إلا أنها كانت دون جدوى بعد فوز أرييل شارون (الليكودي) في الانتخابات الإسرائيلية يوم 7 فبراير/شباط 2001 والذي بدأ عهده بوعد المائة يوم لسحق الانتفاضة، واستغل تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ليجعل من حرب أميركا على الإرهاب حربا على كل اتفاقات السلام المعقودة مع الفلسطينيين. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه أو أن الواقع العربي الإسرائيلي لازال في نفس واقع الصراع باختلاف الأسماء والتواريخ والتفاصيل ، حيث أنه في يوم الاثنين 11-10-2010 وبعد وجود مؤشرات حقيقية لفشل المفاوضات المباشرة برعاية أمريكية ، جاء صوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن عدة نقاط : - هناك شرطين للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ، وهما 'الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والترتيبات الأمنية الحازمة على الأرض'. - الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية هو محور النزاع بيننا . أمام كل ذلك لابد لنا من أن يؤكد المفاوض الفلسطيني على جملة من المعايير ومنها : - إن إلغاء الوجود الفلسطيني وحقه التاريخي مستحيل من الناحية العملية .. ولذلك فالصراع سيبقى مستمرا حتى لو نجحت إسرائيل في كل مساعيها للاعتراف بيهوديتها . - إن إسرائيل اليوم بما تطرحه وتسنه من قوانين لا يعمل بالمطلق على إنهاء الصراع .. فليس هناك من يستطيع أن يعترف بيهودية القدس مهما طال الزمن أو قصر ومهما استفردت إسرائيل كقوة في المنطقة .. فهناك فرق بين حق لا يسقط بالتقادم وبين حقوق تغتصب بالقوة العسكرية .. فما تقرره القوة العسكرية لن تقبل به قوة الحق فوق الأرض المقدسة فلسطين . - إن عدم اعتراف إسرائيل بالقرارات والبنود الصادرة عن الأمم المتحدة و التي تخص الحق الفلسطيني لا يعفي الأمم المتحدة من ممارسة مسؤولياته الفعلية فوق الأرض كيفما فعل ويفعل في كثير من المناطق في العالم .. حيث أن الأمم المتحدة في أوقات عديدة تعمل على تطبيق قرارات حتى في داخل الدولة التي هي عضو في الأمم المتحدة . - ان مبادئ التعايش السلمي والسلام العادل والشعارات التي رافقت كل المرحلة السابقة قد سحقتها الجلسة الشتوية الأولى للكنيست الإسرائيلي وجعلت منها ركاما ساما لا يمكن أن يقترب منه أحد .. فقانون الولاء للدولة الإسرائيلية يعمل ضد قرارات الأمم المتحدة وضد الوجود الفلسطيني . أمام هذا الواقع المرير وهذه الحقائق يتوجب وحدة الصف الفلسطيني وصولا الى إقرار الشكل العام للتوجه الفلسطيني نحو ما هو قادم .. إن حل السلطة الفلسطينية لن يكون هو الحل والبديل الأمثل لإدارة الصراع مع إسرائيل .. فلقد وجدت السلطة الفلسطينية بإرادة دولية وبالتالي على هذه الإرادة الدولية تحمل مسؤولياتها الكاملة مع بقاء السلطة الفلسطينية مع حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه بالطريقة التي تفرضها وقائع الأحداث .. فالثورة الفلسطينية عملت منذ البدايات على أن تكون الأرض الفلسطينية هي محور الانطلاق نحو التحرير .. ملاحظة : أدانت حركة فتح تصريحات ياسر عبدربه حول يهودية دولة اسرائيل واعتبرتهالا تمثل موقف القيادة الفلسطينية ، بل تمثل رأي عبدربه شخصياً . لارسال مواد ratannews@hotmail.com. | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..