البيت | أقلام حرة
2010-10-31 12:25:55 - الكاتب : رتان_ بقلم علي محمود الكاتب | |
عندما تسير في شوارع الوطن العربي وتجد هذا الكم الكبير من المقاهي فأعلم أنك أمام ظاهرة تستحق الدراسة ! والمشكلة ليست في تضخم أعداد تلك المقاهي لانها وجدت بالاصل للترفيه عن النفس ولقاء الاصدقاء ، وانما في نوعية مرتاديها ، فقد باتت ملتقى للشباب العاطل عن العمل والازواج الهاربين من زوجاتهم النكديات ،بينما لو ذهبت في جولة للمساجد أو المكتبات العامة فستجدها خاوية ! واذا مللت من السير بالشوارع وعدت لمنزلك منهكاً فجلست امام جهاز التلفاز فستجد برامج أقل ما توصف به أنها أستخفاف بالعقل ومضيعة للوقت حيث امتلئت بالمسلسلات التى لا تطرح أياً من الفكر الجديد ، فالعمدة مازال دكتاتورياً وأسباب انحراف السلوك الاجتماعي لم يتغير في أسلوب سردها شيئاً يذكر ولم تُطرح حلولاً للان !! واذا رغبت أن تكون مصاباً بمرض "المغص الفكري" ما عليك الا ان تقوم بتغيير تلك المحطات والبحث عن القنوات الاخيارية لتجد راقصة ذات خلفية من النوع الثقيل تفتيك بالقضية الفلسطينية والعولمه وأسباب أزمة الاقتصاد العالمي ، بل والمدهش ان بعضهن تروي للمشاهدين تاريخها النضالي وكأنها بصدد سرد قصة أسطورة أخلاقية من العصر الغابر ! واذا تركت التلفاز وتناولت احدى المجلات أو الجرائد حينها ستعرف كم أنت مواطن "مغفل" ولا عقل لديك فجميع هذه الوسائل المقروءه لا تهتم بما تعانيه بل تفرد صفحاتها وأغلفتها المزركشه لتروي لك أحوال عالم آخر من قبيل اشعارك عن سفر أصحاب السعاده والفخامه وأفتتاحهم لمشاريع أستهلاكية هدفها أستنزاف جيوبك الفارغه أصلاً !! واذا كنت ذو صبر على ما تقرأ فأبحث بالصفحات الداخلية لهذه الصحف ستجد اعلانات مبوبه لبيع الاعضاء البشرية من كل الانواع "كبده،فشه،طحال،عيون،ركب" كله متوفر وبأسعار متفاوته !! وفي صفحة اخرى ستجد "البشرى الكبرى" وهي الاعلان عن أنتاج أول سيارة عربية كل قطعها مصنوعة بالخارج !! لو أستطعت البكاء حينها من شدة الضيق النفسي فأعلم أنك مواطن عربي ومغلوب على امره ،ليس لديك أمل في شئ فلتبحث لك اذن عن زاوية في احدى المقاهي وتناول ما شئت من العصائر ،لانك مقدم على ابتلاع ما هو أصعب !! . . لارسال مواد ratannews@hotmail.com. | |
البيت ![]() أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..