البيت | أقلام حرة
2010-11-22 11:25- الكاتب : رتان | |
منذ أن دخلت بريطانيا فلسطين في أعقاب الحرب العالمية الأولى وهي تصدر أثر كل ثورة عربية قراراً بتأليف لجنة تحقيق ثم بيانا وكتابا أبيض يؤكد حرصها على حقوق العرب وسعيها لمنح فلسطين الاستقلال ، وما أن تمر الأزمة حتى تتراجع بريطانيا عن موقفها . إن تاريخ فلسطين هو قصة جهاد شعب حاول أن يظل حياً وأن يحتفظ بكرامته بكفاحه السلمي حينا وكفاحه المسلح أحيان كثيرة .. إن بريطانيا قد ساهمت في تمكين اليهود من فلسطين بتهاونها في إقامة سلطة وطنية ، وسياسة الهجرة واستغلال الأراضي وابتداعها فكرة تقسيم فلسطين وطرية إنهائها للانتداب .. وكل هذا وسائل للقضاء على الكفاح العربي ولمنعهم من الحصول على حريتهم واستقلالهم . ومنذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية والتفاوض حول البنود النهائية من الاتفاقيات التي تُنهي الاحتلال والوجود الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية لم يستطع أن يصل إلى أي محطة تؤسس لواقع جديد .. بل أن إسرائيل قامت بالكثير من الخطوات الأحادية الجانب والاحتلالية في الأراضي التي تم الانتهاء من ملفها فور إعلان السلطة ... في الوقت الذي يبدو فيه العالم أقرب إلى الإعلان الشكلي واللفظي عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية يقوم الاحتلال الإسرائيلي بالاجتياح أو الحروب أو تكثيف حركة الاستيطان وهذا بخلاف الحصار الذي بدأ واضحا منذ رفض الشهيد الرئيس ياسر عرفات التنازل عن الحقوق الفلسطينية في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية .. وفي الحقيقة إن الحديث عن إنهاء الاحتلال ليس وليد اللحظة فخطة الرئيس الأميركي جورج بوش تحدثت عن إنهاء الاحتلال الذي قام في أراضي 1967 .. وجاء الأمريكي أوباما الشاب المتحمس وتحت شعار التغيير ومن قلب القاهرة أعلن أنه آن الأوان للتغيير وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاستيطان .. وبدأ بعرض خطته على كل المنطقة .. فكان مؤتمره ( الكتاب الأبيض( مؤشرا على لغة ما وشجع الكثير من العرب على النظر بتفاؤل لما خلف هذا الخطاب الأوبامي الشهير .. وانقسم الناس بين مؤيد ورافض وبين متفاءل وغير مبالٍ لهذا الخطاب .. وكانت إسرائيل صاحبة النصيب الأكبر من خطابه .. فهي خارجة من عدوان تدميري دموي تلمودي على قطاع غزة وأيدي جنودها المجرمين ملطخة بدماء أطفال فلسطين ..( لقد كشف موقع الكتروني أسماء 200 من مجرمي الحرب الصهاينة وتم إغلاق الموقع لاحقا ) .. لقد استطرد اوباما في خطابه بالحديث عمَّا يسمى بالمأساة الصهيونية والمحرقة وما عاناه يهود العالم من الاضطهاد في بلدانهم، معطيًا إياهم الحق في إنشاء وطن قومي لهم على أرض فلسطين .. ثم استدرك مطالبًا الكيان الصهيوني بترك مساحة من الحرية للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة لتعيشَ جنبًا إلى جنب معها . وأمام هذا الخطاب الأوبامي علينا ألا ننسى أن أمريكا هي أمريكا وهي أول من اعترف بالموافقة على إعلان الوكالة الصهيونية على قيام دولة إسرائيل فوق أرضنا الفلسطينية التي قالوا أنها الوطن القومي لليهود في العالم . اللغة الأمريكية واحدة .. وخطاب أوباما كان بمثابة الكتاب الأبيض الذي كانت بريطانيا تستخدمه لإرضاء العرب في بدايات القرن الماضي .. البدايات للمؤامرة الدولية لاحتلال أرض فلسطين .. التاريخ في وطننا العربي يقول أن العربي في القاهرة كان يستقل القطار إلى دمشق شرقا بعد أن يصل إلى حيفا ثم الى بيروت شمالا ، ومن دمشق يستطيع أن يصل إلى العراق .. وبهذا كانت فلسطين همزة الوصل بين عرب إفريقيا وإخوانهم عرب آسيا .. هذه الحياة تم بترها بعد قيام الدولة الصهيونية في فلسطين . والآن وبعد قراءة ما سبق نجد أنفسنا نتعمق أكثر في ما وراء خطاب السيد الرئيس محمود عباس و العوامل التي دفعته لأن يقول : (في حالة حدوث مفاوضات لا بد من التركيز على قضيتين، الحدود، والأمن، وأكدنا لهم بأنه خلال الفترة التي سنتفاوض بها يجب أن يتم كل شيء، وإذا أرادت إسرائيل أن تعود للنشاطات الإسرائيلية ليس بإمكاننا الاستمرار بالمفاوضات، ويجب أن يكون وقف الاستيطان شاملا لكل الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس.) وأضاف في آخر تصريح له : (سنعطي المفاوضات حقها، وإذا فشلنا فالخيارات الأخرى ستأتي متتابعة زمنيا ، مشددا على أنه لا يمكن الحديث عن استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون وقف الاستيطان بشكل تام في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية. ) وفي خطاب سابق قبل عام تقريبا قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس : (عملية السلام دخلت في نفق مظلم .. فلا بصيص أمل لإنهاء ما تم الاتفاق عليه قبل سبعة عشر عاما .. وهذا النفق أساسه وسببه هو الاحتلال الإسرائيلي والتعنت والتهرب في وضع النقاط الميدانية على الحروف السياسية والاتفاقات المبرمة وبالرعاية الأمريكية .. تهرب إسرائيل من استحقاقات خطة خارطة الطريق، إسرائيل ترفض مرجعيات عملية السلام، ومنها خطة خارطة الطريق التي تنص على حل الدولتين، وترفض وقف الاستيطان، ونحن نعتبر أن الترجمة على الأرض لحل الدولتين يكون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967) اليوم يعود الرئيس الفلسطيني ليقول وردا على سؤال عن مدى تفاؤله بوجود ضوء في نهاية النفق المظلم، قال سيادته: ( يجب أن نحافظ على الأمل، لأنه لا بد من الوصول في النهاية إلى دولة فلسطينية مستقلة، ونحن نعرف بأن هنالك صعوبات بالغة من الطرف الإسرائيلي، وما وصلنا إليه من حوار لم يوحي بشيء، ولكن نقول إذا حصل حوار رسمي سنجرب، وسنعمل كل ما نستطيع للوصول إلى النتيجة التي توصلنا للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحل كل قضايا الحل الدائم الست، بالإضافة إلى قضية الأسرى، لأن هذه القضية بالنسبة لنا في غاية الأهمية .) إذن لقد لخص السيد الرئيس ثلاثة خطوط رئيسة وهي الحدود ، والأمن ، والقدس ، والأسرى ، والدولة الفلسطينية . إن وجود إسرائيل كدولة يهودية فوق الأرض العربية الفلسطينية هو مطلب غربي منذ مطلع القرن الماضي ... ويراد أن تشتعل المنطقة العربية بالحروب في كل دولة أو بين الدول المتجاورة وإظهار الأقليات كعناصر تطالب بالسيادة وعلم وحكم مستقل .. وبذلك تصبح المنطقة مجموعة من الأقليات تربطها قومية أو لا تربطها .. وبذلك يتم اعتماد إسرائيل كأقلية في المنطقة العربية وهذا هو أساس مشروع الشرق الأوسط الجديد .. واليوم تقدم الادارة الأمريكية الفاشلة في تقديم أي جديد على مستوى القضية الفلسطينية والمتراجعة عن التزاماتها في خطاب أوباما الشهير بالقاهرة .. فهي فقط تعمل بكل ما تمكن من أجل اسرائيل وإمدادها بالدعم اللوجستي والعسكري والإعلامي ، وتقدم فتات الأفكار للعرب والفلسطينيين على أمل أن يتم معالجة كل القضايا لصالح تمدد ويهودية والمماطلة في كل شيء ... فلا فرق بين هيلاري 2010 ، و كيسنجر 1973م فكل منهما يعمل على أن تبقى إسرائيل أقوى من جميع الدول العربية . قالوا : - إن علاقتنا بإسرائيل متينة، ولن تنكسر، وإن الحديث عن محوِها من الوجود هو عبثٌ وخطأٌ فادحٌ ( أوباما 2009) - إن إسرائيل مصلحة حيوية وطنية أميركية ( كيسنجر 1973 ) د.مازن صافي Clove_yasmein@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..