البيت | أقلام حرة
2010-11-22 09:45- الكاتب : رتان | |
مضى العيد في غزة هاشم الى حال سبيله ومازال في النفوس ما فيها ، بعضنا آكل اللحم حتى أصابته التخمة وبعضنا الاخر لم يذق حتى المرق ، بعضنا كان قد أشترى لابناءه ثياباً من النخب الاول والغالبية العظمى من نساءنا ذهبن لسوق البالة الشعبي بحثاً عن ثياب مستعملة وهن يحاولن بكل ما لديهن من جهد أن يقنعن ابناءهن بأن لافرق بينها و بين الثياب الجديدة ! لكن الطفل الغزاوي أبن الثورة والانتفاضة ،ليس أقل واعياً من أطفال العالم بل هو اذكى مما نتوقع وقد جالسته وحاورته كثيراً حتى أني عجزت كل العجز عن تقديم أجابات شافية لاغلب تساؤلاته الحائرة والتي دارت بعقله الصغير ! سألني وهو غاية في التعجب ان كان العيد قد مر بغزة ؟! فأجبته بنعم ولكنى سرعان ما تأكدت بأنها لم تكن أجابة شافية ،بل وبادرني مسرعاً بسؤال اخر كان أكثر فطنة وذكاء ……. هل يكون للعيد لوناً او طعماً ونحن نعيش هذه الفرقة الجغرافية والآسرية ونعاني شتى أنواع التشرزم ؟ وهل صحيح اننا بغزة ننتمي لباقي الوطن ؟! هنا شعرت بعجزي وقلة حيلتي فالبحث عن الاجابات وان كانت بالامر اليسير لمن هو في سني الا أنها لن تكون بمستوى الاماني والاحلام والقهر الكامن في نفسية هذا الطفل ! صحيح ان العيد قد مر بنا في غزة وأنقضت ايامه ،ولكنه لم يحمل الا ذكريات مؤلمة ، شعر بها الصغير قبل الكبير ! أن العيد في تاريخ كل الشعوب هو عنوان للبهجة والفرحة ولكني ما ان تعمقت بفكري نحو أحلام هذا الصغير حتى أيقنت أن الفرح بغزة بات امراً ثانوياً وفيه تعددت وجهات النظر ! كيف لاطفالنا ان يرقصوا أويمرحوا بالعيد وبغزة كل تلك النفسيات المريضة ، والتي مازالت تصر على الاقوال ولكنها تسافر بعيداً حين نطالبها بالافعال ! ليس عيباً بل وجميلاً ان ننشد الوحده ونزين بها خطاباتنا ولكن …… الم يحن الوقت لنقف ولو دقيقة لمحاسبة النفس وتصحيح البوصلة؟! الا يعلمون أن غزة هي فرع من فروع هذا الوطن الحبيب وان ايران أو غيرها لم تنبت من رحم هذه الارض المقدسة ؟! هل بهجة العيد تكمن في الاستعادة الجادة والسريعة للحمة الفلسطينية ام في الخطابات الرنانة والبالونات الرخيصة التي يطلقونها عن التصالح و شروط الحوار والتي لم تعد حتى مقنعة لاطفالنا؟! ليمضى اذن العيد لحال سبيله، وليبقى في القلب ما فيه من حزن وآلم وحسرة ! ولكنى اخشى ومثلي كثيرون من حقد قادم زرعته نيران الشقاق في قلوب اطفالنا …… فلتتقوا الله اذن في عقولنا ولتسرعوا بتحقيق الحلم في الوحدة فما هو قادم لن يكون لصالح احداً …… كل عام وأنتم بخير . | |
البيت ![]() أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..