البيت | أخبار
2010-11-23 01:10- الكاتب : رتان | |
من واجب جميع كتاب المقالات والمحللين السياسيين أن يتصدوا لما تقوم به الصحف والوكالات الغربية من حملات تشويه مبرمجة ضد رموز الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات / ومهم بذلك يريدون تشويه التاريخ الفلسطيني ورموزه في قناعات الشعوب الغربية وصولا إلى الحيلولة دون أن يتأثروا بالواقع المأساوي للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير واقامه دولته الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي . فوسائل الإعلام الغربية تصف الحركات الإسلامية بأنها حركات إرهابية وتخريبية تعمل بإستراتيجية مستقبلية نحو إلغاء إسرائيل عن الخارطة العربية في المنطقة العربية .. وتصف كل زعماء الحركات الوطنية بشتى الأوصاف المشوهة ، فها هي وسائل الإعلام الغربية تصف الرئيس الشهيد أبوعمار بأنه رجل غامض وماكر يصعب فهم ما يريد ، مركزي إلى أبعد الحدود ،غير ديمقراطي ، فاسد إداريا وماليا ، محرض على الكراهية .. وهم ينسون أن المحرض على الكراهية هو الكيان الصهيوني الي يمارس ويؤمن بــ الفعل العدائية لكل ما هو عربي ، وذهابهم إلى قتل كل من يؤمن بفكرة إعادة الأرض للعرب الفلسطينيين .. هذه العقلية نفسها هي التي قامت بإعدام رابين بالرصاص قبل خمسة عشر عاما .. هذه العقلية هي امتداد إجرامي لمبادئ العصابات الصهيونية التي شكلت النواة الأولى للكيان الصهيوني فوق أرضنا الفلسطينية قبل أكثر من مائة عام .. إن كافة مراحل الحقد الغربي على الرئيس أبو عمار بدأت من كونه حامل لواء القضية الفلسطينية وحوله يلتف الشعب الفلسطيني .. وكان الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون يعرف هذه الحقيقة ، لذا مع اقتراب انتهاء ولايته أخذ يسعى بقوة لتحقيق إنجاز تاريخي، فدعا إلى عقد مفاوضات التسوية النهائية في كامب ديفيد، باذلاً ما في وسعة لإنجاحها، مفرغاً نفسه عدة أيام في أثناء انعقادها. وقد انعقدت مفاوضات كامب ديفيد 12-25 تموز 2000 بحضور كلينتون وباراك وعرفات. لقد أرادوا أن يكون عرفات رحمه الله مطيعا لهم ، ولكنه رحمه الله كان صامدا خلف الثوابت والتاريخ والحق الفلسطيني .. لم تكن السلطة همه .. بل كانت القدس بوصلة نجاحه في إكمال رسالته الثورية والنضالية التي بدءها في الشتات وأراد أن يكملها فوق الأرض الفلسطينية .. فكان موضوع القدس هو العقبة الكأداء التي واجهت أمريكا وإسرائيل والعالم الغربي، لذلك فشلوا ، فشلوا لأنهم أرادوا أن تكون القدس عاصمة موحدة "لإسرائيل"، وعلى نوع من السيادة على حرم المسجد الأقصى الذي يسمّونه ( جبل المعبد) الهيكل ، ويحلمون بإنشاء الهيكل اليهودي الثالث عليه. فكانت هناك اقتراحات بأن تكون هناك سيادة يهودية على الأرض تحت المسجد الأقصى، أو بالاشتراك مع المسلمين بجزء من حرمه، أو حتى ببناء المعبد اليهودي على أعمدة عالية فوقه. وقد أصرّت السلطة الفلسطينية ممثلة في الزعيم والرئيس ياسر عرفات على موقفهما من السيادة على القدس الشرقية،. وقد جرت محاولات لإنقاذ الموقف باقتراح تأجيل موضوع القدس مدة سنتين أخريين غير أن عرفات رفض ذلك، وأصرّ على موقفه بإسناد مصري سعودي قوي، وصرح بأن "القدس تحرق الحي والميت"، وبأنه "لم يولد الزعيم العربي الذي يتنازل عن القدس". إن موقف الرئيس الشهيد أبو عمار من القدس يحطم كل أحلام الكيان الصهيوني في القدس .. فهذا الصهيوني ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل يقول إنه "لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل". لقد وجدوا أن الرجل الذي وقع معهم اتفاقية أوسلو هو نفس الرجل الذي قال لهم ( لا ) لا للتنازل عن القدس .. إما القدس أو هناك شعبي سوف يقرر مصير المرحلة المقبلة .. لقد أصرَّ الرئيس عرفات بانسحاب كامل للإسرائيليين بما في ذلك القدس، التي ستصبح عاصمة الدولة المستقلة، وبحق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم و التعويض ... لهذا انهارت ثقة الغرب وإسرائيل بالرئيس ياسر عرفات .. و انهارت المفاوضات ووقعت انتفاضة الأقصى في 28 أيلول 2000 بعد أن اقتحم أرييل شارون مع المئات من الجنود الصهاينة باحة المسجد الأقصى . وبدأت الحركات الفلسطينية في تفعيل وجودها المقاوم والعسكري .. ولم تعد مناطق السلطة قبل 28/9/2000 هي نفسها مناطق السلطة بعد انتفاضة الأقصى .. لقد بدأت حقبة جديدة في حياة الشعب الفلسطيني .. حقبة أعادت مفهوم التحرر الوطني الى الفعل الجماهيري والمنظم . من هنا بدأت حرب وسائل الإعلام الغربية على شخص الرئيس الشهيد أبو عمار .. الشهيد الذي قاد ثورة وقضية وشعب محتل ولاجئين في الشتات .. لأنه قال لأمريكا ولإسرائيل ( لا ) فقد قاموا بالتحريض عليه وتبرير عقاب الحصار في المقاطعة والهجوم الإسرائيلي العسكري عليه .. وهم لم يعترفوا أن الذي دمر الاتفاقيات وخاصة مصير اتفاقات هم الإسرائيليين متوهمين أن الفلسطينيين سيرضون بفتات الفتات وكيان مسخ وأموال وتقام إسرائيل الكبرى بل الدولة اليهودية .. إن إصرار أبو عمار على موقفه قد رسخ وعرَّف العالم كله بمعنى وجود " خطوط فلسطينية حمراء وثوابت " لا يمكن أن يتم التفاوض عليها أو التنازل عنها .. وهنا كان هذا مفتاح التقاء الكل الفلسطيني مع رؤية الشهيد أبو عمار .. السياسة الغربية وحتى الأوروبية والتي تسمد مفاهيمها من الرؤية والضغط اللوبي الصهيوني قررت أن زعيم الفلسطينيين " ياسر عرفات _ رئيس السلطة الفلسطينية " لم يعد شخص مرغوب فيه على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي ويجب أن يتم إقصاؤه وإبعاده عن ساحة القرار .. فكان تخلي كثير من الأنظمة العربية عنه واضحا حتى على المستوى الشعبي .. والأسوأ هو تجفيف منابع مصادر المساعدات و الدعم والالتزام العربي ، وبل توقفها .. وفي الحقيقة أن مشكلة حركة فتح المادية بدأت في الظهور منذ هذا الوقت وكأن القرار كان إضعاف حركة فتح وإقصاء الرئيس الفلسطيني عن الواجهة السياسية وصولا إلى اغتياله سياسيا .. إن الموقف الفلسطيني هو موقف أصحاب الحق ويجب أن يبقى صامداً في وجه كل الإغراءات أو التهديدات .. والقيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ترفض التنازل عن القدس أو العودة إلى سيناريو كامب ديفيد 2 ، فهل تشهد المرحلة القادمة نفس سيناريو الإطاحة بقيادة السلطة وتوقف الدعم عنها أم أن هناك سيناريو مختلف باختلاف رؤية الإدارة الأمريكية الحالية ... فإدارة الرئيس الأمريكي السابق " بوش " قال في أول خطاب له أن الملف الفلسطيني ليس من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية وأن عرفات يتحمل كافة المسؤولية عن تعطل مسار السلام و العنف الذي تفاقم في الشرق الأوسط .. ولكن كان أوباما الرئيس الأمريكي الحالي كان مختلفا حين قال أن الملف الفلسطيني هو على جدول أولويات السياسة الأمريكية وأنه سيعمل على إنهاء الصراع على أساس قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية .. وأختم مقالي باستنتاج أن الوضع الفلسطيني يمر بأوقات صعبة للغاية في المنطقة، فالمرحلة الحالية مرحلة حرجة ومصيرية وتؤسس لما بعدها .. ملاحظة : قال عضو اللجنة المركزية لحركة ( فتح )، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، الدكتور صائب عريقات " أن المسؤولية الكاملة لوقف المحادثات المباشرة تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية التي خيّرت بين السلام والاستيطان، فاختارت الاستيطان ". سؤال : إسرائيل ستباشر اليوم الإثنين 22/11/2010 ببناء جدار أمني على طول حدودها مع مصر .. هل هذه بداية لترسيم حدود دولية أم تحصينات عسكرية جديدة ..؟! Clove_yasmein@hotmail.com لارسال مواد ratannews@hotmail.com. | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..