البيت | أخبار
2010-11-22 10:05- الكاتب : رتان | |
المراقب للتصريحات الاسرائيلية التي يطلقها العسكريين يستنتج أن الحرب على غزة بدت أقرب من أي وقت مضى، ويدور الحديث الإسرائيلي بشكل علني عن إمكانية مهاجمة "العدو"، ذلك يعني أن عنصر المفاجأة متوقع، وأن قرار الحرب قد اتخذ وراء الكواليس، وبقيت ساعة الصفر. وسواء أكان الحديث الإسرائيلي فيه بعض الجدية فإن للمقاومة والمواطن والمحلل الفلسطيني رأي لابد منه قبل أي توقعات بنشوب حرب جديدة. سنضرب أهدافاً نفاجئ بها إسرائيل أبو أحمد الناطق الإعلامي باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي يقول في حديثه "لإيلاف" إن القرار العسكري قد اتخذ داخل المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، وأن ما تبقى هو فقط التوقيت، ويضيف: "هناك مقدمات لهذه الحرب وهي عمليات القصف المختلفة، والتصعيد الكلامي والتهديدات، والحشودات على الحدود وحركة الطائرات في سماء غزة، والبوارج الحربية في عرض البحر، وهذه المؤشرات تدل على أن الحرب قد اقتربت على قطاع غزة بالتحديد، وربما على مناطق أخرى كجنوب لبنان". ويتابع: "الجيش لا يعرف العيش بسكينة وهدوء، فدائما يحتاج إلى الحروب لحشد الجبهة الداخلية أو لتغيير سياسته هنا أو هناك". ويشير أبو أحمد إلى موقف الفصائل الفلسطينية من أي تهديد أو حرب قادمة، فيقول: "أي عدوان مهما كان صغيرا أو كبيرا وأي حماقة جديدة قد يرتكبها العدو فسيتم الرد عليها بالشكل المناسب، وبالأسلحة المناسبة وفي الأماكن المناسبة، وسنصل إلى أماكن لم تصلها المقاومة من قبل". ويضيف: "اتفقنا عندما تم تشكيل غرفة العمليات المشتركة بين 13 فصيلا على خطة دفاعية، وكيفية مواجهة أي عدوان، وكيف يمكن الرد عليه، وبأي الوسائل". ويوضح قائلا: "لن تكون المستوطنات القريبة من غزة هي هدف المقاومة فقط في حال أي حرب واسعة، بل سيكون مدى صواريخ المقاومة أكبر بكثير، وسنضطر إلى استخدام كل ما لدينا من ترسانة عسكرية، وسنرد على أي عدوان بالشكل الذي يليق به". ويقول أبو أحمد بان العدو الصهيوني هو الذي يريد الحرب، فهو من يهدد ويقصف ويطلق النار على المزارعين والمدنيين على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، ويبين: "في كافة الحروب السابقة الجيش لإسرائيلي هو من كان يعتدي، والمقاومة كانت ترد فقط، ولذلك نحن في المقاومة لا نهدد ولا نصعد ولا نطلق القذائف". ويتابع: "المقاومة تلتزم بضبط النفس منذ انتهاء عدوان 2008 – 2009، وتلتزم بإعطاء فترة من الهدوء لأبناء شعبنا كي يستعيدوا شيئا من حياتهم التي فقدوها إبان العدوان الماضي، وكذلك تقديرا للوضع الفلسطيني الداخلي الشعبي وكذلك موضوع المصالحة التي يريد الإحتلال أن يفشلها". ويحمل أبو أحمد المسؤولية لإسرائيل في حال أي تصعيد، ويضيف: "إذا كان هناك عدوان فإنه لن يدم طويلا رغم أن المواجهة ستكون أوسع، ولكن الجيش الإسرائيلي الآن ينتظر بعض الترتيبات الأميركية في المنطقة لأن أميركا داعم أساسي للعدو في حال نشوب أي حرب أو صراع كبير". الحرب الإسرائيلية القادمة جوية وبحرية من جانبه، يقول محمد مصلح كاتب ومحلل في الشأن الإسرائيلي أنه بدأ يتضح في السياسة الإسرائيلية استيعاب الخلل الذي حدث لها على مستوى الرأي العام، ويضيف: "إسرائيل الآن تهيئ الرأي العام الدولي والإقليمي لمسألة أن محور حماس وحزب الله وسوريا في سباق تسلح وتطور على صعيد القدرات العسكرية، وقد كانت هناك متابعة إسرائيلية إعلامية كبيرة ولا زالت لمتابعة تطور نوعية السلاح لدى حركة حماس بغزة". ويشير مصلح إلى أن إسرائيل تستعد للجم هذا التطور العسكري للمقاومة في غزة أو حتى في جنوب لبنان. ويبين بأن غزة هي جزء من اللعبة القائمة في ظل تعثر المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية، ويضيف: "الرؤية الأمنية للمؤسسة الإسرائيلية ترى أن غزة يجب أن تحل عقدتها لمصلحة الجميع، وأن غزة قنبلة موقوتة لا بد من تفكيكها لما فيه مصلحة للآخرين وهذا كما تزعم إسرائيل". ويقول مصلح بأن القيادات العسكرية الإسرائيلية الجديدة هي مع التصعيد العسكري، وقد كانت تطلب من الحكومة السياسية الإستمرار في حربها للقضاء على حركة حماس، ويوضح: "المؤسسة الأمنية الحالية بعقليتها العسكرية الحالية تدرك الخطأ الذي ارتكبته في الحرب السابقة، وعدم تحقيق أي نتائج على المستوى الأمني والسياسي، ولذلك فإن المخطط المقبل هو استدراك ما تم تفويته في الفرصة السابقة، وبالتالي ستكون الضربة أقوى وسيكون العنوان القضاء على حماس، وليس تغييراً سياسياً جزئياً فقط أو مجرد الضغط على حماس في ملفات عدة". ويرى أنه إذا ما كان هناك إجتياح وعملية واسعة فإن ذلك سيكون خاضع للموازنات، لأن تكلفة دخول قطاع غزة ليست بسيطة وسهلة، ويضيف: "برأيي أن إسرائيل لن تقع في هذا الخطأ، وستعتمد سياسة الإغتيالات والقصف من الجو والبحر وهذا ما نشهده الآن على أرض الواقع، وهذه عادة إسرائيل تهيئ الأجواء دائما لضربة قوية لا تعلن عنها". وحول ما إذا كان الإستهداف المقبل سيطال حماس فقط أم كافة الفصائل الأخرى يقول مصلح: "غزة تحت سيطرة حماس وهي صاحبة القوة والسيادة ولذلك أي شيء يطلق من غزة حماس تتحمل مسؤوليته، وإسرائيل هي من يسوق هذه الفكرة، وهي معنية أن تقول بأن القوة الصاروخية لحماس تتعاضم، رغم أن حماس تبتعد عن خوض حرب أخرى مع إسرائيل". ويقول مصلح إن المقاومة لا يلزمها حماس أو أي أحد آخر لتوقف إطلاق الصواريخ حتى لو كان هناك قرار داخليا فلسطينيا، ولو كان هناك قرار بذلك فلن تصدق إسرائيل. المقاومة طورت قدراتها وستختلف قواعد اللعبة ويرى حكمت يوسف أحد المتابعين للوضع الراهن والآراء السياسية أن لغة التهديد التي انتهجتها القيادة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة سواء من الحكومة السياسية وصولا إلى القادة العسكريين، علاوة على تضخيمهم للقوة الفصائل الفلسطينية العسكرية إنما يدل بشكل قاطع على أن إسرائيل بدأت بتجهيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية لاحتمال اندلاع حرب في أي وقت، مبينا أن تصريحات قائد تشكيلة غزة السابق العميد إيال إيزنبرغ بأن الصدام مع حركة حماس في قطاع غزة أمر حتمي كان خير دليل على أن الحكومة الإسرائيلية تنتظر لحظة الصفر للانطلاق بحرب جديدة ضد قطاع غزة. ويتابع يوسف قائلا: "قواعد اللعبة في أي حرب مقبلة على غزة ستكون مختلفة عن الحرب التي شنتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة ايهود اولمرت أواخر عام 2008 حيث إن ثقافة الحرب أصبحت مفهومة لدى الفلسطينيين، وبالتالي اعتقد أن أهالي غزة سيكونون أكثر حرصا على حياتهم في أي حرب مقبلة وسيصمدون لفترة أطول أمام الترسانة العسكرية الإسرائيلية". ويؤكد أن الفصائل الفلسطينية استفادت من الحرب الإسرائيلية السابقة التي شنتها إسرائيل على غزة وأخذت منها دروسا وعبر، وعملت على تطوير قدراتها العسكرية بشكل أكبر حيث باتت تمتلك أسلحة قادرة على إصابة الأهداف الإسرائيلية بدقة وإيقاع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي". ويبين يوسف أن الفصائل الفلسطينية بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عملت على تهدئة الأوضاع الميدانية، كما اتخذت قرارا داخليا فيما بينها بتفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي للبدء في حرب استنزاف بين الكر والفر على طول الشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل وهذه هي الاستراتيجية الجديدة التي تمتلكها فصائل المقاومة بغزة والتي أتقنتها بعد الحرب الأخيرة على القطاع". . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..