البيت |أخبار عالمية |
| |
"اخر تحديث" 2010-07-25 02:00:22 - الكاتب : رتان | |
| جدد الرئيس محمود عباس استعداده للذهاب إلى مفاوضات مباشرة إذا حصل أي تقدم ملموس في موضوعي الحدود والأمن، وتجميد الاستيطان. وأكد الرئيس خلال كلمة ألقاها في مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي الخامسة عشرة المنعقدة في كمبالا في أوغندة، ظهر اليوم الاحد، كما نشرت وكالة الانباء الرسمية وفا، على أن تمسكنا بخيار السلام ثابت واستراتيجي من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا وشعوب منطقنا كافة. ودعا الاتحاد الإفريقي، ودول القارة الإفريقية إلى العمل إقليمياً ودولياً لحمل إسرائيل قوة الاحتلال، على وضع حدٍ لاحتلالها لأرضنا ومقدساتنا، ووقف سياساتها الاستيطانية، ووقف بناء جدار العزل والفصل العنصري على أراضينا بل وتفكيكه. وأكد الرئيس على العمل على وقف عمليات القتل والاعتقال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، واجتياحاتها المستمرة لأراضينا، وتهربها ومماطلتها في تنفيذ كل ما يترتب عليها من استحقاقات في الاتفاقات السابقة، ولاسيما هجمتها المتواصلة على مدينة القدس الشرقية، حيث تعمل إسرائيل قوة الاحتلال، على تغيير معالم المدينة المقدسة، وطمس هويتها ومعالمها الدينية والروحية والتاريخية والثقافية، والإخلال بتركيبتها الديموغرافية وتغيير خريطتها الطبوغرافية، وعزلها عن محيطها العربي الفلسطيني، من خلال الجدار المشؤوم، وعدة أحزمة استيطانية وفق خطة تطهير عرقي وترانسفير مبرمجة وممنهجة. وبين الرئيس أن سياسات الاحتلال وممارساته لا تبقي فرصة لتحقيق حل الدولتين بل وتقوضه، الأمر الذي قد يعيد المنطقة مجدداً إلى دائرة العنف والصراع، ويطيل عمر النزاع. وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس: فخامة الرئيس يوويري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا فخامة الرئيس الدكتور بنجو وا موثاريكا، رئيس جمهورية ملاوي ورئيس الاتحاد الافريقي أصحاب الجلالة و الفخامة والسيادة، معالي السيد جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أصحاب الدولة والسعادة، السيدات والسادة الحضور الكرام جميعاً، يسرني بداية أن أتوجه بالتحية والتقدير إليكم جميعاً، وبالتهنئة الصادقة لفخامة الرئيس موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا الصديقة، على استضافة بلاده لهذا المؤتمر، ، كما ولا يفوتني يا سيادة الرئيس أن أتوجه بالتعبير لفخامتكم عن جزيل شكرنا وعميق تقديرنا على حفاوة الاستقبال، وحسن الضيافة التي لقيناها في رحاب بلدكم الجميل والرائع، كما وأعرب لفخامة السيد الرئيس الدكتور بنجو وا موثاريكا، رئيس جمهورية ملاوي الصديقة ورئيس الاتحاد الإفريقي عن أصدق التمنيات، وأهنئه على قيادته الناجحة لاتحادكم العتيد على مدار هذه الدورة، وعلى ما حققه من إنجازات لشعوب ودول اتحادكم، أثناء رئاسته الموقرة. واسمحوا لي بداية أن أُعرب للدول الأعضاء كافة في الاتحاد الإفريقي الصديقة، ولمفوضية الاتحاد والقائمين عليها، عن امتناننا وعرفاننا على مواقف الدعم والتأييد لقضية شعبنا الفلسطيني، وحقوقه الوطنية الثابتة في الحرية وتقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إن مواقف القارة السمراء العظيمة،الثابتة والمبدئية تجاه قضية فلسطين لهي محط تقديرنا وتثميننا العالي، سواء كانت باسم الاتحاد الإفريقي مجتمعاً أم على المستوى الفردي لكل دولة في المحافل والهيئات الإقليمية والدولية كافة، فلكم الشكر كل الشكر على ذلك. وإذ أُجدد التعبير عن اعتزازنا بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين بلدنا فلسطين وشعوبكم ودولكم العزيزة، فإنه يسرني كثيراً أن أهنئكم على الإنجازات الهامة التي حققتموها لاتحادكم، سواء على مستوى بنائه والنهوض به،أم على مستوى التحولات التي صاحبت تأسيسه بديلاً ومكملاً لمنظمة الوحدة الإفريقية، التي أدت دورها فيما مضى على أكمل وجه، وجاء اتحادكم العتيد للدفع بقضايا البنية التحـتية في قارتكم العملاقة، وفي الميادين الاقتصادية، والتنموية،والثقافية، والاجتماعية والبيئية كافة، فشعوب قارتكم ودولها تستحق كل هذا الجهد والعطاء. ولا يمكن للمرء أن يغفل جهود ودور الاتحاد الإفريقي في بسط الأمن والسلم والاستقرار في قارتكم، وحل النزاعات التي قد تطرأ، وبالاعتماد في الدرجة الأولى على الجهود الذاتية، وإن كل هذا ليبعث في نفوس شعوبنا الأمل بمستقبل أفضل، ويساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية، ويحد من البطالة والفقر، ويحارب الأمراض والأوبئة، وإن هذه الجهود تستحق كل الدعم والتقدير والمؤازرة، والاحترام من المجتمع الدولي بأسره. السيد الرئيس، أصحاب الجلالة و الفخامة والسيادة، السيدات والسادة، إننا نعوّل على تواصل جهودكم ومؤازرتكم لفلسطين، وكذلك دور الاتحاد الإفريقي،ودول القارة الإفريقية من أجل العمل إقليمياً ودولياً وعبر المؤسسات الدولية لحمل إسرائيل قوة الاحتلال، على وضع حدٍ لاحتلالها لأرضنا ومقدساتنا، ووقف سياساتها الاستيطانية، وضرورة وقف بناء جدار العزل والفصل العنصري على أراضينا بل وتفكيكه، والذي صدرت بحقه فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية، تؤكد عدم شرعيته، إضافة لعمليات القتل والاعتقال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، واجتياحاتها المستمرة لأراضينا، وتهربها ومماطلتها في تنفيذ كل ما يترتب عليها من استحقاقات في الاتفاقات السابقة، ولاسيما هجمتها المتواصلة على مدينة القدس الشرقية، التي هي مفتاح الحرب والسلام في فلسطين، بل وفي الشرق الأوسط،إن لم نقل في العالم بأسره،حيث تعمل إسرائيل قوة الاحتلال،على تغيير معالم المدينة المقدسة، وطمس هويتها ومعالمها الدينية والروحية والتاريخية والثقافية، والإخلال بتركيبتها الديموغرافية وتغيير خريطتها الطبوغرافية، وآخر هذه الاعتداءات هدم واحتلال البيوت فيها، وإسكان المستوطنين محل المُلاك والسكان الأصليين وإبعادهم عن وطنهم، والإعلان كل يوم وآخر عن بناء وحدات استيطانية جديدة داخل المدينة وحولها، إلى جانب عزلها عن محيطها العربي الفلسطيني، من خلال الجدار المشؤوم، وعدة أحزمة استيطانية لا تنفك تكبر وتتسع وتتواصل وفق خطة تطهير عرقي وترانسفير مبرمجة وممنهجة. ولا ريب أنكم تتابعون مجريات الأحداث على الأرض في فلسطين عامة حيث أحال الاحتلال الإسرائيلي حياة شعبنا اليومية جحيماً لا يطاق في أراضينا كافة، ولا سيما الحصار الخانق المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة، والذي يحول دون أن يعيشوا حياة طبيعية ويمارسوا أبسط حقوقهم الإنسانية الأساسية، ومن هنا فإننا نناشد المجتمع الدولي بأسره، وبخاصة القوى الفاعلة والمؤثرة فيه، العمل على فك الحصار الإسرائيلي المفروض على شعبنا في قطاع غزة. السيد الرئيس، أصحاب الجلالة و الفخامة والسيادة، السيدات والسادة ، تعلمون جميعاً، بأن شعبنا الفلسطيني قد قدم التضحيات الجسام، من أجل تحقيق السلام، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وقبلنا بقرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ولا زالت مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية في 2002، وما تلاها من قمم عربية، معتمدة وعلى الطاولة، وقد وافقت عليها واعتمدتها جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز والاتحاد الإفريقي و منظمة المؤتمر الإسلامي، واعتمدت في قرار مجلس الأمن1515، وهي تتيح لإسرائيل العيش بأمن وسلام وجوار حسن ضمن محيط واسع وعلاقات طبيعية مع دول العالم بما فيها الدول العربية والإسلامية، في حال إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية كافة، والانسحاب بجيشها المحتل ومستوطنيها إلى خطوط الرابع من حزيران / يونيو 1967. هذا ولا زلنا نتمسك بحل الدولتين، وهو خيارنا القائم، غير أن ما تفعله إسرائيل من سيطرة على المزيد من الأراضي، وبناء وتوسيع المستوطنات، وإقامة الوحدات الاستيطانية في أراضينا، وفي القدس الشرقية خاصة، وما يبتلعه جدار العزل والفصل العنصري، الذي يقام في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى جسور السلام والتعايش. إن هذه السياسات والممارسات لا تبقي فرصة لتحقيق حل الدولتين بل وتقوضه، الأمر الذي قد يعيد المنطقة مجدداً إلى دائرة العنف والصراع، ويطيل عمر النزاع. لقد ذهبنا إلى المباحثات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة الأميركية، وقدمنا تصورنا للمبعوث الأميركي السيد ميتشل، ونحن على استعداد، وقد أعلنا ذلك مراراً، للذهاب لمفاوضات مباشرة عند إحراز تقدم ملموس في موضوعي الحدود والأمن، وتجميد الاستيطان، ونجدد التأكيد من هنا على أن تمسكنا بخيار السلام ثابت واستراتيجي لا رجعة عنه؛ وذلك من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا وشعوب منطقنا كافة. السيد الرئيس، أصحاب الجلالة و الفخامة والسيادة، السيدات والسادة، لقد قطعنا شوطاً كبيراً في عملية بناء وإرساء أسس ومؤسسات دولة فلسطين المستقلة، والتي نأمل أن ترى النور قريباً، وقمنا بجهود كبيرة على مستوى الأمن، وتعزيز سلطة وسيادة القانون، والشفافية وبناء المؤسسات العامة، ونحن ماضون في هذا الطريق بهمة وعزيمة لا يثنينا عن ذلك شيء، من أجل توفير الأمن والأمان لشعبنا، وخلق بيئة مستقرة ومشجعة للاستثمار في وطننا، وصولاً لحياة أفضل لشعبنا، ومن أجل الاعتماد على الذات، وكذلك لا زلنا نلح ونبذل كل الجهود لإنهاء الانقسام الداخلي ولاستعادة الوحدة الوطنية واللحمة لمجتمعنا. السيد الرئيس، أصحاب الجلالة و الفخامة والسيادة، السيدات والسادة ، مرة أخرى أجدد لكم، خالص الشكر وعميق التقدير على دعمكم للقضية الفلسطينية في كافة الميادين والمحافل الدولية، وأثمن عالياً قرارات اتحادنا الإفريقي السابقة واللاحقة في دعم تطلعات شعبنا الوطنية وحقوقه غير القابلة للتصرف، متمنياً لقمتكم هذه، النجاح في تحقيق أهدافكم، وفي استصدار القرارات والتوصيات، التي تعود بالخير والرخاء على شعوب دوله الأعضاء، وتدفع نحو تحقيق المزيد من الإنجازات، متطلعين في ذات الوقت إلى تواصل دعمكم والتعاون مع دولكم واتحادكم في شتى المجالات،راجين أن يكون لنا شرف استقبالكم ذات يوم قريب، في وطننا فلسطين، وفي ربوع دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس. أشكركم فخامة الرئيس، وأتمنى لكم شخصياً التوفيق والنجاح في قيادة الاتحاد الإفريقي العتيد، سائلاً الله، أن يمتعكم على الدوام بموفور الصحة والسعادة، ولإفريقيا العظيمة دولاً وشعوباً المزيد من الرخاء والتقدم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..