أشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بالإنجازات التي حققتها جامعة النجاح الوطنية، وكافة الجامعات الفلسطينية، والدور الذي تقوم به لإعداد الكفاءات، وقال 'رفدت الجامعات المجتمع بآلاف القادة والكفاءات العلمية والإدارية، ممن يساهمون اليوم في بناء مؤسسات السلطة الوطنية والمجتمع الفلسطيني برمته'.
وأضاف د.فياض 'في هذه المرحلة، ونحن ندخل العام الثاني والأخير في عملية متابعة تنفيذ خطة السلطة الوطنية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، فإن النهوض بالعملية التعليمية يشكل أحد أبرز وأهم المعايير التي يقاس بها مدى نجاح هذه الخطة'.
وتابع 'بالقدر الذي نشيد فيه بالإنجاز الذي تم تحقيقه في قطاع التعليم، واتساع نطاق البنى التحتية فيه، إلا أن تحديات كبرى ما زالت ماثلة أمامنا للنهوض بالعملية التربوية، ونوعية التعليم وجودته، وما يتطلبه ذلك من تطوير مستمر للموارد البشرية الكفؤة والقادرة، وتركيز الجهد في المرحلة المقبلة على مواكبة التطور العالمي في هذا المجال والاستفادة منه بما ينسجم مع احتياجات ومتطلبات الواقع الفلسطيني، ومعطيات عصر التكنولوجيا والمعلوماتية الذي يحتاج إلى مواكبة وتحديث مستمرين'.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل تخريج الفوج الثلاثين من طلبة جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.
وأشار رئيس الوزراء، خلال كلمته، إلى ما قدمته مدينة نابلس من نموذج أثبت قدرة شعبنا على تحقيق النجاح والإنجاز، وقال 'نابلس التي كادت أن تحرقها الفوضى وتعرضها للانهيار وتقوض من قدرة أهلها على الصمود ومواجهة الحصار المفروض عليها، باتت اليوم، بعزيمة أهلها، النموذج والمثل والأمل الذي سارت عليه باقي مدن فلسطين لتضع حداً لكل أشكال الفوضى والفلتان، وتوفر بل وترسخ الأمن والاستقرار لشعبنا، وهو يواصل مسيرة الصمود ومعركة البقاء لحماية أرضه ومشروعه الوطني'.
وأضاف 'قد بات واضحاً أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا وعي شعبنا والتفافه حول ما كان يجب على الحكومة القيام به دون تردد لاجتثاث الفوضى وفرض الأمن والنظام العام، وتوفير الاستقرار وحالة الشعور بالأمن، التي شكلت الركيزة الصلبة لمسيرة البناء والإصلاح، وبلورة توجهات عمل الحكومة التي انطلقت من شوارع البلدة القديمة في نابلس، وامتدت إلى كل مدن وقرى ومخيمات بلادنا، وسرعان ما تحولت في آب من العام الماضي إلى خطة متكاملة لفلسطين من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة'.
وتابع 'يحق لكم أن تفخروا بأن نابلس كانت البداية ومفتاح الأمل، فمن شوارعها وأزقة البلدة القديمة فيها مروراً بأزقة البلدة القديمة في الخليل وغزة وبيت لحم وخان يونس ورام الله، وكل مدن وقرى وبلدات ومخيمات فلسطين وصولاً إلى أزقة البلدة القديمة في القدس العاصمة الأبدية... حتماً ستنهض دولة فلسطين المستقلة فالمستقبل لشعبنا والاحتلال إلى زوال'.
وأكد فياض أن شعبنا وعلى مدار سنوات ما بعد النكبة أبدى اهتماماً كبيراً بالتعليم، كردٍ على محاولات طمس وتبديد هويته الوطنية، وقال 'لقد شكل هذا الاهتمام مصدراً أساسياً لتعزيز القدرة على الصمود، والإسهام في استعادة الهوية الوطنية وبلورتها وحمايتها، كما جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وكذلك شكل الاهتمام بالتعليم ركيزة رئيسية لحالة النهوض الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، والذي تنقضي اليوم ثلاثة وأربعون عاماً طويلةً منذ وقوعه'.
وأضاف 'إن شعبنا وهو يواصل هذا الصمود الأسطوري، فإنه وأكثر من أي وقت مضى يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية كافة، وفي هذه المناسبة، فإننا نجدد التزامنا الكامل بهذه الحقوق، والتي قدم شعبنا من أجل تحقيقها أغلى التضحيات، كي يتمكن من العيش بحرية وكرامة، وهذا هو عهدنا لشعبنا ولن نتراجع عنه'.
وفي وقت لاحق، افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مبنى مكتبة الحرم الجامعي الجديد في الجامعة، والذي يحتوي على عدة قاعات مفتوحة للمطالعة بالإضافة إلى قاعات الحاسوب، والمكاتب الإدارية، ومدرج وصالة استقبال وقاعة تدريب، والذي يقع في ستة طوابق، بالإضافة إلى افتتاح مركز الإعلام، الذي يضم قاعات تدريب ومكاتب إدارية ومختبر حاسوب، واستوديوهات التصوير والتسجيل الصوتي الخاصة بإذاعتي الجامعة المسموعة والمرئية، وغرف التحكم الصوتي وغرف البث وقاعة الملتيميديا.
كما افتتح نفق الخدمات والذي يربط عدة مبانٍ تشمل كلية الفنون الجميلة ومسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز، والمكتبة ومركز الإعلام، والمطاعم ومبنى الإدارة المقترح، ويعمل النفق على تسهيل وصول المواد والتجهيزات ولوازم التشغيل لمختلف المباني التي يربط بينها.
من جانبها، قالت وزيرة التربية والتعليم العالي د.لميس العلمي في كلمتها إن الجامعات والمعاهد الفلسطينية تمثل التقدم والحضارة وتفصل بينهما وبين التخلف والتراجع.
وأضافت أن التعليم العالي شهد تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية، واختلفت أنواع التعليم من خاص إلى عام إلى مواز وتعددت كذلك التخصصات في الجامعات تلبية لحاجات السوق المحلي والعربي والدولي، وأضافت العلمي أن جامعة النجاح الوطنية لها سمعتها وحققت نجاحات على كافة الأصعدة.
وخاطبت العلمي الطلبة بأن يحسنوا الأمانة التي تلقوها من علم ومعرفة، كما هنأت أهالي الخريجين، وقدمت الشكر لإدارة الجامعة وهيئاتها التدريسية والإدارية لمساهمتها في رعاية شؤون الطلبة، وإلى دولة رئيس الوزراء الذي يدعم التعليم.
بدوره، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة صبيح المصري إن جامعة النجاح الوطنية بفضل وحكمة إدارتها ممثلة برئيسها د.رامي حمد الله تعد اليوم من أهم الجامعات بفلسطين، متمنيا التقدم الدائم للجامعة في كافة المجالات، كما هنأ الطلبة الخريجين بيوم تخرجهم ودعاهم إلى النجاح في أعمالهم ومستقبلهم.
من جانبه، قال رئيس جامعة النجاح د. رامي حمد الله 'إن جامعة النجاح التي حققت إنجازا غير عادي في زمن قياسي هي مفخرة فلسطين، وهي رافعة البناء الأساسية فيه، وهي الأمل الذي ينهض كلما انتصر الظلام، وحاولت قوى الشر طمس معالم النور أو قلب الحقائق وتزييف الواقع'.
وأضاف 'لقد خطت جامعة النجاح خطوات إلى الأمام رغم تجاذبات الخلف التي تحاول إعاقة المسيرة، ووقف تقدمها، لقد أيقنت الجامعة أن بداية الانطلاق تكون بنبذ سياسة التلقين إلى التفكير، والمسلمات إلى الأسئلة، والهوس بالمناصب إلى الهوس بالمعرفة والعلم، فالجامعة في صورتها المثالية هي حرية فكر وعلم ورأي'.
وتابع د.حمدالله، 'إنه من أجل تشجيع البحث العلمي، فقد قررت الجامعة تقديم مكافآت مالية للباحثين من جامعة النجاح الذين ينشرون أبحاثا مميزة في مجالات علمية في علوم الطبيعة والعلوم الإنسانية'.
وأضاف أن العمل جار في أكبر وأضخم مستشفى تعليمي على مستوى الوطن، وسيتم افتتاحه قريبا ليستقبل المرضى الفلسطينيين ويلبي حاجة المواطن الفلسطيني في توفير العلاج المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب'، كما وجه الشكر بشكل خاص لرئيس الوزراء د.سلام فياض على دعمه ومتابعته المستمرة لإنجاز هذا المشروع الذي يعد مفخرة لكل فلسطيني على أرض فلسطين.
وعلى مستوى تطوير البرامج الأكاديمية، قال د.حمدالله إنه سيتم في العام الدراسي المقبل افتتاح كلية الإعلام وهي الأولى على مستوى فلسطين، إضافة إلى بكالوريوس في السياحة والآثار، وبكالوريوس في التأهيل التربوي، وبكالوريوس العلوم الطبية والحيوية، وأن هناك عددا من البرامج الأكاديمية المقدمة للاعتماد من قبل الوزارة'.
وأضاف أن الجامعة أدركت حاجتها إلى معادلة الإصلاح والتطوير، فالتزمت بابتعاث الطلبة المتميزين إلى أرقى الجامعات في العالم ليعودوا ويسهموا في تطوير جامعتهم،. وخاطب ذوي الشأن وأصحاب المسؤولية بالرفق بالخريجين الذين ينتظرون فرصة عمل لهم في هذا الوطن، وطالبهم بإفساح المجال أمام الخريجين ليكونوا بناة للوطن، وليسوا عالة عليه.
بدورها، تقدمت الطالبة الأولى على الجامعة سارة سمير سرغلي التي حصلت على معدل 97.2% من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، تخصص محاسبة، بالشكر لذويها وأسرة جامعة النجاح على دفعها والتقدم للأمام، ووجهت كلمة للأهالي بمنح الثقة بأبنائهم والسماح لهم باختيار طريقهم وسيكون النجاح.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء:
'يشرفني أن أكون معكم في حفل تخريج طلبة جامعة النجاح لهذا العام. واسمحوا لي في هذه المناسبة، أن انقل إليكم تحيات الأخ الرئيس أبو مازن وتهنئته لكم على نجاحكم. ويسعدني كذلك أن أهنئكم على ما حصلتم عليه من علم، ومن معرفة تمكنكم من الانخراط في المجتمع، والمشاركة الفعالة في بنائه، والإسهام في بناء دولة فلسطين المستقلة وركائز بنيتها التحتية.
واسمحوا لي كذلك أن أتوجه بالتهنئة إلى جميع أبنائنا الطلبة والطالبات خريجي هذا العام في مختلف الجامعات الفلسطينية والعربية والدولية، وأن أجدد التحية كذلك للجامعات الفلسطينية على ما تقدمه من مساهمة جادة وملموسة في بناء وإعداد الكفاءات والكوادر القادرة على الإسهام في خدمة شعبنا ومجتمعنا وبناء ركائز دولتنا المستقلة.
فألف مبروك للخريجين وذويهم، وكل التحية للقائمين على جامعة النجاح، وكافة الجامعات الفلسطينية .
وأنا أقف اليوم على منبر جامعة النجاح لتخريج فوج جديد من طلبتها، وتكريم المتفوقين منهم، لا بد من الإشارة إلى المسيرة الطويلة والمليئة بالعزيمة والمثابرة منذ تأسيس النجاح كمدرسة ابتدائية في العام 1918، وتطورها إلى كلية النجاح الوطنية، لتمنح درجة الدبلوم في العام 1941، ومن ثم الدرجة الجامعية المتوسطة في العام 1956، إلى أن أصبحت النجاح جامعة النجاح الوطنية عام 1977، تمنح درجة البكالوريوس في 70 من التخصصات العلمية المختلفة، ودرجة الماجستير في 36 منها، ودرجة الدكتوراه في الكيمياء، بالإضافة إلى 21 من التخصصات بمستوى الدبلوم المتوسط. وقد رافق ذلك كله توسع كبير في مرافق الجامعة والمنشآت فيما اشتمل في الآونة الأخيرة على البدء في إنشاء مستشفى النجاح الوطني التعليمي، والذي ستكون قدرته الاستيعابية '600' سريراً، ويشمل العديد من التخصصات والأقسام الهامة بما فيها السرطان والقلب والأعصاب. كما تشمل الجامعة على '16' مركزاً للأبحاث التطبيقية والعلمية، والتي تساهم في تلبية احتياجات المجتمع المحلي وتطويره.
ونحن في جامعة النجاح الوطنية، نخرج طلبتها لهذا العام، ونعتز بمسيرتها وانجازاتها، لا يمكن القفز عن مكانة المدينة التي تحتضنها، وما قدمته من نموذج أثبت قدرة شعبنا على تحقيق النجاح والإنجاز. فنابلس التي كادت أن تحرقها الفوضى وتعرضها للانهيار وتقوض من قدرة أهلها على الصمود ومواجهة الحصار المفروض عليها، باتت اليوم، أيها الأخوة والأخوات، وبعزيمة أهلها، النموذج والمثل والأمل الذي سارت عليه باقي مناطق فلسطين لتضع حداً لكل أشكال الفوضى والفلتان، وتوفر بل وترسخ الأمن والاستقرار لشعبنا، وهو يواصل مسيرة الصمود ومعركة البقاء لحماية أرضه ومشروعه الوطني. وقد بات واضحاً أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا وعي شعبنا والتفافه حول ما كان يجب على الحكومة القيام به دون تردد لاجتثاث الفوضى وفرض الأمن والنظام العام، وتوفير الاستقرار وحالة الشعور بالأمن، والتي شكلت الركيزة الصلبة لمسيرة البناء والإصلاح، وبلورة توجهات عمل الحكومة التي انطلقت من أزقة البلدة القديمة في نابلس، وامتدت إلى كل مدن وقرى ومخيمات بلادنا، وسرعان ما تحولت في آب من العام الماضي إلى خطة متكاملة لفلسطين من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة.
نعم يحق لكم أن تفخروا بأن نابلس كانت البداية ومفتاح الأمل. فمن أحيائها وأزقة البلدة القديمة فيها مروراً بأزقة البلدة القديمة في الخليل وبغزة وبيت لحم وخان يونس ورام الله، وكل مدن وقرى وبلدات ومخيمات فلسطين وصولاً إلى أزقة البلدة القديمة في القدس العاصمة الأبدية... حتماً ستنهض دولة فلسطين المستقلة. فالمستقبل لشعبنا والاحتلال إلى زوال.
لقد أبدى شعبنا على مدار سنوات ما بعد النكبة اهتماماً كبيراً بالتعليم، كردٍ على محاولات طمس وتبديد هويته الوطنية. وقد بذل أهلنا على مر السنين الغالي والنفيس كي يوفروا لأبنائهم فرص التحصيل الأكاديمي المميز. وقد شكل هذا الاهتمام مصدراً أساسياً لتعزيز القدرة على الصمود، والإسهام في استعادة الهوية الوطنية وبلورتها وحمايتها، كما جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. وكذلك شكل الاهتمام بالتعليم ركيزة رئيسة لحالة النهوض الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، والذي تنقضي اليوم ثلاثة وأربعون عاماً طويلةً منذ وقوعه.
إن شعبنا وهو يواصل هذا الصمود الأسطوري، فإنه وأكثر من أي وقت مضى يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية كافة. وفي هذه المناسبة، فإننا نجدد التزامنا الكامل بهذه الحقوق، والتي قدم شعبنا من أجل تحقيقها أغلى التضحيات، كي يتمكن من العيش بحرية وكرامة. وهذا هو عهدنا لشعبنا ولن نتراجع عنه.
لقد شكلت الجامعات الفلسطينية مركز جذب للكفاءات الأكاديمية الفلسطينية، ونهوض الحركة الطلابية بل والحركة الوطنية، ودورهما في الدفاع عن المشروع الوطني واستنهاض الحركة الجماهيرية في مناهضة الاحتلال. ورفدت الجامعات المجتمع بآلاف القادة والكفاءات العلمية والإدارية، ممن يساهمون اليوم في بناء مؤسسات السلطة الوطنية والمجتمع الفلسطيني برمته. وفي هذه المرحلة، ونحن ندخل العام الثاني والأخير في عملية متابعة تنفيذ خطة السلطة الوطنية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، فإن النهوض بالعملية التعليمية يشكل أحد أبرز وأهم المعايير التي يقاس بها مدى نجاح هذه الخطة. وبالقدر الذي نشيد فيه بالانجاز الذي تم تحقيقه في قطاع التعليم، واتساع نطاق البنى التحتية فيه، إلا أن تحديات كبرى ما زالت ماثلة أمامنا للنهوض بالعملية التربوية، ونوعية التعليم وجودته، وما يتطلبه ذلك من تطوير مستمر للموارد البشرية الكفؤة والقادرة، وتركيز الجهد في المرحلة القادمة على مواكبة التطور العالمي في هذا المجال والاستفادة منه بما ينسجم مع احتياجات ومتطلبات الواقع الفلسطيني، ومعطيات عصر التكنولوجيا والمعلوماتية الذي يحتاج إلى مواكبة وتحديث مستمرين. لقد أكملت السلطة الوطنية خلال العامين الماضيين إنشاء وتأثيث وتجهيز 87 مدرسة جديدة بلغت تكلفتها حوالي 54 مليون دولار، وتوسيع 32 مدرسة قائمة من خلال إضافة 1,038 صف جديد بقيمة (24 مليون دولار)، وكذلك صيانة 145 مدرسة بقيمة (5 مليون دولار). والعمل جارٍ على إنشاء 58 مدرسة جديدة يتوقع انتهاء العمل فيها مع نهاية عام 2011 بقيمة (56 مليون دولار).
إن الهدف المباشر أمامنا يتمثل في النهوض بنوعية التعليم وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني وتمكينه من الانخراط في مجال المعرفة والإبداع، والتفاعل بإيجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة على المنافسة في المجالات العلمية والعملية. هذا بالإضافة إلى تطوير قدرة السوق على استيعاب الخريجين للحد من البطالة ووقف هجرة الكفاءات وتعزيز انخراطها ومساهمتها في بناء الوطن وتحقيق استقلاله وتقدمه.
إن إستراتيجية السلطة الوطنية وبرنامج عمل الحكومة يستهدفان بشكل رئيسي بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مختلف المجالات، وذلك بالتكامل مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني، بما في ذلك الجامعات، وبما يساهم في تعزيز القدرة على مواجهة تحديات التطور والتنمية وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة. وهنا فإنني أحيي ما حققته الجامعات الفلسطينية من انجازات تستجيب لاحتياجات المجتمع، و أدعوها إلى تركيز المزيد من الاهتمام لتطوير جودة برامجها التعليمية، وتعزيز البحث العلمي، وإنشاء وتطوير مراكز الدراسات والأبحاث التطبيقية القادرة على تلبية المزيد من حاجات المجتمع والمساهمة الفعالة في بناء الدولة المستقلة وركائزها الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والقانونية.
كما وأدعو القطاع الخاص إلى المزيد من العمل والشراكة مع قطاع التعليم. وستواصل الحكومة دعم هذه المسيرة، مع التأكيد على ضرورة ترشيد استخدام الموارد المتاحة كجزء من عملية الإصلاح الشاملة التي تتطلبها تقوية المؤسسات العامة، ومنها الجامعات، وفق معايير الإدارة الرشيدة والاستخدام الأمثل للموارد.
مرة أخرى، أبارك للخريجين بالنجاح، ولشعبنا نقول سنواصل تقديم أفضل ما لدينا من طاقات، وتسخير كل ما لدينا من إمكانيات، للنهوض بالتعليم وكافة مجالات الحياة الأخرى. فهذا عهدنا الذي نجدده أمامكم اليوم، بأن نكون دوماً مع أبناء شعبنا، ونسعى من أجل أن نحقق لهم مستقبلاً يتناسب مع التضحيات التي قدموها، وما زالوا يبدون كل الشجاعة والاستعداد لتقديمها لحماية مشروعنا الوطني. وسنستمر في بذل كل جهد ممكن لاستنهاض كل طاقات شعبنا وتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية في الخلاص من الاحتلال واستيطانه، وحواجزه، وإجراءاته وممارساته، ومن أجل بناء دولتنا المستقلة كاملة السيادة في قطاع غزة، والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وفي الختام، أبارك لكم مرة أخرى وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في حياتكم العملية، ولشعبنا المزيد من الانجازات، وفقكـم الله، وشكـراً لكم والسـلام عليكـم'.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..