قال رئيس الفريق العمالي الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، اليوم، إن الخلاص من الاحتلال، وإنهائه من الأرض الفلسطينية المحتلة، هو الحل والمخرج الوحيد لإنهاء جميع معاناة وعذابات عمال وشعب فلسطين وإحلال السلام في المنطقة بأسرها. جاء ذلك خلال كلمة اتحاد نقابات عمال فلسطين أمام الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين، الذي عقد في قصر المؤتمرات بمقر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور وزراء العمل، والحكومات، وأصحاب العمل، والاتحادات النقابية العمالية، ومنظمات دولية من مختلف أنحاء العالم، وبمشاركة البنك الدولي، ومنظمه التجارة العالمية، والفاتيكان، ومنظمتي العمل العربية والدولية.
وشدد سعد على ضرورة حشد التأييد الدولي للقضية الفلسطينية ولعمال فلسطين، في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة والتصعيد الأخير الذي طال شعب فلسطين ودول العالم الحر.
وخاطب سعد المشاركين بالملتقى باسم عمال فلسطين، وهنأهم بانعقاد مؤتمر العمل الدولي الـ99، مشيرا إلى أنه جاء خلاصة عمل وجهد بناء من جميع الأصدقاء الدوليين، حيث أنه استفاض بجداول عمل ومناقشات ومشاركات جوهرية وأساسية لجميع الفرق وممثلي أطراف الإنتاج الثلاثة من كافة دول العالم، مضيفا أن جميع الأطراف تتطلع إلى تطوير ذاتها بما يحترم مصالحها ومصالح الجميع.
وقال سعد: 'لا شك أن التحديات التي تواجهها كل دولة تنعكس بشكل مباشر على الواقع الذي تعيشه أطراف الإنتاج الثلاثة'، في إشارة إلى الواقع الذي تعيشه الأرض الفلسطينية العربية المحتلة، وما يواجهه عمالنا من ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية صعبة وقاسية بفعل وجود واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وعنجهية آلته العسكرية ضد المدنيين والعمال العزل.
وأوضح 'أن عمالنا يواجهون شتى أنواع الانتهاكات والإجراءات التعسفية من الاحتلال وجيشه، المتمثلة بالحواجز العسكرية البالغ تعدادها أكثر من 615 حاجزا على امتداد الأرض الفلسطينية حيث تعيق حركة وتنقل العمال والمواطنين، والاقتصاد، والبضائع، وكل مناحي الحياة التي جعلت منها شبه مستحيلة'.
وتحدث سعد عن جدار الفصل العنصري وآثاره على حياة الفلسطينيين، مبينا أنه اقتطع 20% من مساحة الأرض الفلسطينية وفصل بين العائلات في قراهم شرقاً وغرباً، وفصل الطلبة عن مدارسهم والمزارعين عن أراضيهم والمرضى، حيث شكل عائقا أمامهم في إمكانية وصولهم للمستشفيات لتلقي العلاج، الأمر الذي تسبب باستشهاد عدد كبير منهم.
وأضاف سعد أن الجدار زاد أيضا من نسبة البطالة، حيث وصلت لأكثر من 15% وبنفس المعدل زادت نسبة الفقر في المجتمع الفلسطيني، وعمل كذلك على سرقة الأراضي وتوسع عمليات الاستيطان، مؤكدا أن هذا السرطان الاستيطاني يقف حجر عثرة أمام أي تقدم في عملية السلام، وأنه أصبح يشجع الجرائم التي يختلقها المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني بحماية ورعاية الجيش الإسرائيلي.
واستعرض، أمام المؤتمرين، نتائج سياسة الحصار والإغلاق المفروض منذ سنوات على قطاع غزة، لافتا أنها تأتي في إطار مخطط مدروس تنتهجه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، تهدف من خلاله لفرض سياسة الأمر والواقع وترسيخ التبعية للاحتلال عن طريق الضغط على شعبنا وعمالنا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل بحصارها للقطاع وضعت أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في سجن مغلق منذ أكثر من عشر سنوات، وقد تلاها حرب دمرت البنية التحتية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة.
وأكد أن كل هذه الممارسات قادت العالم أجمع لأن يخرج بمظاهرات واحتجاجات على جرائم الاحتلال ضد الأهالي في غزة، والتي كان آخرها أسطول الحرية الذي شكل واقعاً وجسد معنا للتضامن الدولي من أجل فك الحصار عن أهلنا وشعبنا في القطاع.
كما قدم سعد التعازي باسم عمال وشعب فلسطين للشعب التركي وشعوب العالم بشهداء أسطول الحرية، ووجه التحية لكل المتضامنين الدوليين من منظمات شعبية ونقابات عمالية ونواب لإيمانهم بقضية شعبنا العادلة.
وأكد ضرورة تفعيل قرار لجنة حقوق الإنسان الدولية بشأن تشكيل لجنة تحقيق دولية وإجبار الحكومة الإسرائيلية للامتثال لهذه الجنة، لكشف الحقائق بعيدا عن التزوير والادعاءات التي من شأنها تبرئة الاحتلال من جرائمه .
وفيما يتعلق بالقدس المحتلة، شدد الأمين العام سعد، أمام الحضور، على أنها مدينة السلام ومدينة الأديان والعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة، والتي بفعل الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ ما يزيد عن 10 سنوات أصبحت تمثل فقط اللون الواحد، وهو لون الاحتلال من خلال سياسات التهجير القسري والتهويد والاستيطان الممنهجة، مؤكدا أن ذلك يستوجب تحركا دوليا ومزيدا من الضغط العالمي على دولة الاحتلال .
وتطرق سعد لتقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية، مشيرا إلى أنه تحدث عن أوضاع عمالنا وممارسات الاحتلال بإمعان، وذلك من حصار وتهجير قسري لأهلنا وشعبنا في القدس العربية المحتلة.
وفي نهاية كلمته، أكد سعد أنه ورغم كل هذه التحديات، فإن شعب فلسطين وعماله وقيادته مصرون على استمرارهم في النضال الوطني بكافة أشكاله المشروعة، حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
يذكر أنه شارك في أعمال الملتقى الدولي للتضامن، وفد نقابات عمال فلسطين الذي ضم كلا من: راسم البياري نائب الأمين العام، وأعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية للاتحاد في الضفة وغزة: ناصر يونس، وآمنة الريماوي، وزكي خليل، وخالد موسى، ومحمد عدوان.
ـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..