البيت | أخبار |
2010-09-29 09:45:55 - الكاتب : رتان _بقلم / خالد قبلان | |
حل لمشكلة الكهرباء في غزة ......... نوم السطوح بقلم :خالد قبلان في لحظة من السأم وفقدان الأمل بعودة المعشوقة الغائبة أبدا (الكهرباء) قررنا سوية إنا والعائلة إن نحيي عادة تقليداً شعبياً قديماً كان يمارس منذ العشرينات وهو النوم فوق سطح الدار. القرار لقي اعتراضا من الجيل الجديد باعتبار إن ذلك سيحرمهم من متابعة (الانترنت) أو مشاهدة الدراما التركية والإيرانية المد بلجة ،لكنهم في النهاية وجدوا أنفسهم مضطرين عندما توالي انقطاع الكهرباء وخمدت أنفاسها تماما فوجدت نفسي فوق السطح . للنوم فوق سطوح المنازل عادات وتقاليد عندالفلسطينين خاصة في مطلع العشرينات وما قبلها، حيث لم يأبه احد حينذاك على ربط مصيره بالكهرباء وعندما كانت الأجواء لطيفة فوق السطح والهواء على ما أظن كان نسيما عليلا لاسيما في ساعات الليل المتأخرة وحتى طلوع الفجر.. تلك الطقوس (اعني بها طقوس النوم فوق السطح) انحصرت في أشياء وأشياء كثيرة تتخلل ساعات الصعود.. من بينها إن أمهاتنا العزيزات وشقيقاتنا الطيبات كن يهرعن منذ ساعة الغروب إلى (مد الفراش) لكي يترطب بنسمات الهواء الليلي. وكان من عادة الناس أنهم لا يسهرون طويلا كما هو حاصل ألان باستثناء من كان ينكب على الدرس والتحصيل الدراسي أو المطالعة أو من قبيل البحث الأكاديمي. وبعد العشاء حيث يتجمع إفراد العائلة دون غياب احد منهم على المائدة ويشكلون حلقة عائلية جميلة تتخللها الطرائف وذكر الغائبين..والأقارب فيما تكون الأيدي قد عملت عملها بـ (القلاية) أو (الشكشوكة) وهذه الأخيرة اكلة فلسطينية وريفية أيضا لم تكن تقتصر على الفقراء والمعوزين إطلاقا وإنما كانت تعد من الأكلات المشتهاة واعدادها ليس بالأمر العسير والصعب.. ....وعلى ذكر عادة النوم فوق السطح.. لا ادري كيف تحول صيف فلسطين إلى هذه السخونة والحرارة غير الاعتيادية بعد إن كان لطيفا مع الناس.. حتى إننا في حينه لم نعرف خاصة في الخمسينيات ما يحدث ألان من تقلبات الطقس الحراري.. فمرة (ثقب في الأوزون) وفي المرة الأخرى (التغيير المناخي الحاد) وفي مرة ثالثة نزوع قشرة الأرض إلى بث حرارتها.. وفي الاخير حدوث جملة من البراكين، بينما كان الصيف ممتعا حقا.. النوم فوق السطوح كما أسلفت عادة تجذرت في تقاليدنا الفلسطينية وامتدت غالى عقود طويلة.. حيث كانت ا لعائلات تحرص على إنعاش تلك العادة والتي لا تحمل ضررا للمواطن قياسا إلى ما يحدث حاليا من منغصات.. كما لم تكن العادة المذكورة مقتصرة على عائلة دون أخرى.. بل إن جميع مناطق فلسطين وأزقتها ومنازلها من التي لديها سطوح تمارس عادة النوم فوق السطح إلى الحد الذي أصبحت فيه جزءاً لا يتجزأ من حياتهم الاجتماعية اليومية.. وكنت اسمع أمي (الله يعطيها الصحة والعافية ) تقول لنا ونحن نهم بالصعود إلى سطح الدار (يمه.. نوم السطوح يرد الروح). وبالفعل فأن الهواء الطبيعي يدفعك لكي تنام قرير العين دون قلق بانتظار ما إذا كانت الكهرباء ستأتي أم لا. رغم إن الكهرباء على تلك السنوات الخوالي لم تخضع لقطع مبرمج ولا هم يحزنون. كما إن الاحترام كان متبادلا بين الاسر المتجاورة فلا يجرؤ احد على الإطلالة على جاره لان ذلك يعد في قاموس العرف الاجتماعي من الخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال. لذلك تقوم النسوة بعد إن (يمدن) الفراش بعزل كل مجموعة عن الأخرى بواسطة (السواتر) وجمعها( ساتر) وهي الستارة المصنوعة من الحصران وجريد النخيل... وكثيرا ما كان البيت الفلسطيني يضم أكثر من عائلة صغيرة في البيت الواحد.. فمثلا الابن وزوجته، الأب وإلام، والأولاد العزاب في جانب أخر.. لهذا ترى إن (العزل) كان ضروريا وينبع من صميم التربية الاجتماعية المحتفظة والتقاليد والعادات التي درجنا عليها خلال المرحلة الماضية من تاريخ فلسطين وناسها.. وكنت تستيقظ صباحا ترى تلك الكائنات البشرية التي تضمها السطوح بين (الحصران) وكأنها خلاصة رائعة لحميمية البيت الفلسطيني المؤطرة برائحة المحبة وعدم الانزلاق إلى مهاوي التجاوز على حرية الآخرين وفضول التطلع على خصوصياتهم والخروج عن مألوفها الشعبي التاريخي. ومما يمتزج ويرافق عادة النوم فوق سطوح المنازل الفلسطينية وفي أحيان فوق سطوح الفنادق الشعبية حيث ترصف الأسرة أو (الفرشة) ابان تلك الفترة الزمنية الممتدة.. وتلاعب الهواء. ويستفاد من (الزير) بوضعة لحصول الناس على الماء البارد الطبيعي في الصباح والذي أكدت الدراسات على صحته على الابدان. والجدير بالذكر إن سطوح المنازل الفلسطينية تختلف تماما عن سطوح مباني دول الجوار. في حين إن سطوحنا كانت نظيفة ومرتبة حيث إن العوائل الميسورة الحال عندنا كما العوائل الأخرى هي التي تمتلك (أسطح) رائعة باعتبار إن البيوتات الفلسطينية معقودة سقوفها بالخشب والطوب وترتفع عليها السطوح مما يشجع على النوم عليها أو وضع (الأسرة الحديدية). وكانت (العلية) تأخذ مكانها في تقليدنا الشعبي بالنوم فوق السطح وهي عبارة عن (قطعة قماش خفيفة) عادة ما تكون بيضاء فتضم بين جوانحها من ينام وسطها. وليس لي بعد هذا الاستطراد في ذكر واحدة من أحب الأشياء علي قلب الفلسطيني (النوم فوق السطوح) متمنيا احياء هذا الموروث الاجتماعي لنحصل علي الراحة وهدات البال واستذكارا لثراثنا الفلسطيني وننسي هموم انقطاع الكهرباء.. لارسال مواد ratannews@hotmail.com | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..