البيت | أخبار
2010-10-26 01:40:55 - الكاتب : رتان | |
في الوقت الذي طلب فيه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من موظفي وزارته اعداد تقرير عن احتمال اعلان السلطة الفلسطينية دولة مستقلة من جانب واحد، كتب المعلق في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عكيف إلدار تحليلا بعنوان "اتفاقات اوسلو صارت اداة للاحتلال" هذا نصه: "اي مصير كان سينتظر اتفاقات اوسلو لو ان اسحق رابين لم يتعرض للاغتيال في احد ميادين مدينة تل ابيب مساء يوم الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1995؟ هل كان سينجح في التغلب على المعارضة داخل اسرائيل وفي المحافظة على تعهداته بالتوصل الى صفقة المرحلة النهائية قبل فجر الالفية الثانية الجديدة؟ اما كان اي شيء سيغير موقفه تجاه تقسيم القدس، مثلما قام بتغيير موقفه بشأن مسيرة المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل كان الفلسطينيون سينجحون في القبول بحل واقعي لمشكلة اللاجئين؟ كل هذه الاسئلة ستظل مع الاسف من دون جواب الى الابد. وعلى اي حال، فان اتفاقات اوسلو تحولت خلال الـ15 عاما التي تلت الاغتيال الى آلية جديرة بالازدراء لمواصلة الاحتلال. ولقد حان الوقت بالنسبة الى لفلسطينيين ليحددوا موعد انتهاء اجلها. فاذا لم يتم التوصل الى صفقة حول الوضع النهائي خلال عام على اكثر تقدير، فانه يجب على (للرئيس الفلسطيني) محمود عباس اعلان الاتفاقات بانها لاغية وباطلة. في تشرين الاول (اكتوبر) من العام 1991 عندما دفعت ادارة جورج بوش رئيس وزراء اسرائيل انئذ اسحق شامير لحضور مؤتمر مدريد للسلام، تعهد امام مساعديه بانه سيطيل أمد المفاوضات لعشرين عاما على الاقل. وليته يعرف الان مدى الدقة التي آلت اليها تكهناته. ولكن هل خطر ببال اي شخص ان نهاية الاسبوع الفائت صادفت الذكرى الـ12 لوثيقة واي ريفر؟ وكم هم الذين يذكرون من بين ظهرانينا ان رئيس الوزراء انذاك بنيامين نتنياهو (الذي جلس الى جانب شامير في مدريد) وقع على تلك الوثيقة، الى جانب الرئيس الاميركي آنذاك بيل كلنتون، وهي الوثيقة التي الزمت "الجانبين باستئناف مفاوضات الوضع الدائم على الفور بخطوات عاجلة وبذل جهود مؤكدة لتحقيق الهدف المشترك في التوصل الى اتفاق بحلول الرابع من ايار (مايو) 1999".؟ وقد وقع على ذلك. ترى من يستعيد ذكرى الرابع من ايلول (سبتمبر) العام 1999 عندما وقع رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الحين ايهود باراك و(الرئيس الفلسطيني حينذاك) ياسر عرفات على وثيقة الزمت "الجانبين بالتوصل الى اتفاق شامل في شأن جميع الاوضاع الدائمة خلال عام من استئناف مفاوضات الوضع الدائم"؟ وقد وقعوا على ذلك. وهل هناك من احد يهمه ان يستعيد انه في اليوم الـ25 من ايار (مايو) 2003، وافقت حكومة أرييل شارون على بند من بين بنود اخرى في خارطة الطريق ينص على ان "يتوصل الطرفان الى اتفاق الوضع الدائم النهائي والشامل لينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في العام 2005"؟ وقد أقرت بذلك. ثم انه هل هناك في اسرائيل من يهمه ان يتذكر ان رئيس الوزراء (الاسرائيلي) في ذلك الوقت ايهود باراك تعهد في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 في أنابوليس انه سيبذل كل جهد ممكن للتوصل الى صفقة للوضع النهائي بالمفاوضات المباشرة خلال عام واحد؟ ولنكن جادين في تساؤلنا ولماذا يبدي اي شخص الاهتمام بذلك؟ فهو لم يفعل اكثر من اطلاق وعد بان يبذل جهودا. وفي كلمة القاها في نيويورك في 8 تموز (يوليو) أعلن (رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي) بنيامين نتنياهو ان بالامكان التوصل الى اتفاق للوضع الدائم خلال عام من بدء المفاوضات. ومنذئذ ارتطمت المحادثات بطريق مسدود حول قضية البناء الاستيطاني واقتراح نتنياهو لتجميد الاستيطان لمدة شهرين (فقط لشهرين؟) مقابل اعتراف الفلسطينيين باسرائيل دولة للشعب اليهودي. ان المحادثات العقيمة التي يحاول نتنياهو ان يلبسها رداء الدين، تمنح "حماس" فسحة مريحة. ذلك انه بما ان ان الفصيل الرئيس المنافس "فتح" سار بالفلسطينيين على طريق أوسلو، فان اوضاعهم مالت الى الاسوأ باستمرار. اذ حرموا من 60 في المائة من اراضي الضفة الغربية (المنطقة ج) والقدس الشرقية، وفقد الالاف منهم اعمالهم في اسرائيل. فالاتفاقية التي وقعها رابين قبل 17 عاما اصبحت في واقع الامر مصدر توظيف للموظفين الفلسطينيين ومصدر دخل للمشاركين معهم. من جهة اخرى، منذ ان تولى جهاز الامن الفلسطيني السيطرة على الضفة الغربية وبينما هو يساعد الجيش الاسرائيلي والاستخبارات الداخلية (شين بيت) في احباط الهجمات الارهابية، صار الاحتلال مريحاً بصورة متزايدة بالنسبة الى الجمهور الاسرائيلي. وقد صار مريحاً اكثر حتى من "الاحتلال المتنور" الذي سبق الانتفاضة الاولى. وبفضل اوسلو صار الفلسطينيون يحمون، والمستوطنون ينهبون والمتبرعون يساهمون. وفي بعض المناسبات، يستضيف الرئيس الاميركي نتنياهو في البيت الابيض، بينما يصطف وطنيون يهود من نيويورك لمعانقته. في صيف 2008 اقترح رئيس جامعة القدس البروفيسور سري نسيبة ان تعلن قيادة فتح" ان السلطة الفلسطينية ستحل نفسها وتعيد المفاتيح الى اسرائيل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على الوضع النهائي في غضون سنة واحدة. وبموجب القانون الدولي ستكون اسرائيل ملزمة بان توفر الامن والرعاية لجميع سكان المناطق (المحتلة) تماماً كما فعلت في سنوات الحكم العسكري الـ27 التي سبقت اوسلو. ومن الؤسف ان نسيبة كان مصيباً. ومن المعيب ان هذه هي الطريقة الوحيدة من تخليص الاسرائيليين من وهم الوضع الراهن الذي هو القاتل الصامت للسلام". . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..