البيت | أخبار
2010-10-24 09:35:55 - الكاتب : رتان_ الكاتب _ ريما كتانة نزال | |
هل حقا هناك صراع بين الاجيال في فلسطين نتيجة للتهميش؟.. لارسال مواد ratannews@hotmail.comهل يوجد فجوة بين الاجيال كنتيجة للفجوة التكنولوجية؟.. هل القيادات لا تفسح المجال أمام وصول دم جديد للمناصب القيادية؟.. كثير من هذه الاسئلة الجادة واشتقاقاتها نسمعها في المؤتمرات المنعقدة لإثارة البحث والجدل حول واقع الحال الفلسطيني، ومن ضمنها موضوعات المشاركة القطاعية في الحيزين العام والخاص، ومشكلات العزوف بشكل عام عن العمل السياسي والعام، وفي مقدمتها عزوف أكثرية الشباب عن المشاركة من جانب، ومن جوانب أخرى عدم تمكين الناشطين والمنتمين منهم من المشاركة والتمثيل في المستويات القيادية المختلفة الحزبية والمجتمعية، والبحث فيما يتردد عن وضع العقبات أمام تبؤهم للمناصب القيادية. لنقر ونعترف بوجود أزمة حقيقية على صعيد المشاركة العامة، فهي لا تقتصر على تدني وتراجع معدلات مشاركة الشباب فحسب؛ بل تتعدى ذلك الى ندرة وصول الدماء الجديدة من التدفق في العروق القيادية التي أصابها الجفاف. للحقيقة دائما وجهان، حيث يملك كل من أطراف المعادلة رأيه وتحليله، الشباب والشيب، المسيطرون على مركز القرار والواقعين تحته، فلكل منهم زاويته المحددة في تحليل ندرة العملة الشبابية في المشهد السياسي الفلسطيني. فالشباب يعزونها الى النظام الحزبي الأبوي الذي لا يتعامل بجدية مع مبدأ اتاحة الفرص امام الجيل الجديد. في حين أن أغلبية القيادات يحيلون الظاهرة الى الشباب أنفسهم، والذين يؤخذ عليهم عزوفهم وعدم مبالاتهم واكتراثهم بما حولهم. ويستند الشباب في طرح مشكلة تهميشهم وإقصائهم عن المشاركة وعن مراكز القرار الى حقيقة صراع الأجيال، والى الفجوة المتسعة باضطراد بين الفئات العمرية المختلفة، بين من ينتمون الى معسكر الشباب ومعسكر الشيَاب، وتتخذ الأزمة الباردة والصامتة غالبا أسماء وعناوين مختلفة، صراع أجيال، معسكر وحرس قديم وجديد. وتجد الظاهرة تحليلات وأبعادا واقعية وموضوعية؛ وأخرى مختلقة ومصطنعة ويوضع على رأسها الأسباب المحالة إلى الفجوة التكنولوجية والمعرفية وما يتعلق بالقدرة على الوصول للمعلومات وتوظيفها.. ومهما ابتعدت او اقتربت التحليلات من الموضوعية والصواب؛ تستمر المشاركة الشبابية في ضمورها؛ وتبقى الفجوات والاصطفافات والمعسكرات المتقابلة قائمة، ويبقى بعض الشباب يعملون في ظلالها، ويجنح البعض الآخر نحو الاحباط والتقوقع واللامبالاة، أو يجد بعضهم ملاذهم في التطرف الديني، أو تقود البعض خطاهم نحو العدمية السياسية والمسلكية. الشباب غاضبون من القيادات، ويتساءلون عن مفارقة اغلاق الأبواب في وجوههم من قبل القيادة التي فُتحت لها الأبواب نحو السلك القيادي في شبابها، إلا أنها أغلقته في وجه الجيل الشاب وتجبصنت على رأس الهرم القيادي، وتدير العمل مع الشباب كما يدير الأب علاقته مع ابنائه. لكن الشباب ممن يطرح مشكلة تهميشهم وإبعادهم غير قادرين على فك طلاسمها، ولم يطلعوا بعمق على الآليات والأدوات التي استخدمتها القيادات الشبابية في البدايات لدى انقلابها الأبيض على القيادات القديمة في ذلك الحين، حيث استطاعت استلام الراية بسواعد آلاف الشباب وتأييدهم وبنادقهم، مقدمين المشروع البديل للهيمنة العربية باسم الاستقلال عن البنى التنظيمية والحزبية العربية.. وهذا ما يقوله التاريخ.. ان مفتاح المشاركة القيادية بأيدي الشباب دون غيرهم، فالقيادات لن تسلم المفاتيح بسهولة، والدور القائد ينتزع انتزاعا كباقي الحقوق. لكن الرب كما يقولون لا يسمع للغائب أو الصامت، ولا يستجيب للدعاء دون العمل والاجتهاد. ان الشباب المتحمسين للمشاركة وينبرون للدفاع عن حقهم في الوصول لمراكز صنع القرار لا يستندون في مطالبهم الى قاعدة جماهيرية منظمة وفاعلة ومؤيدة، فالمقاعد في الورش والمؤتمرات خالية من قطاع الشباب، وبما يعكس ضمور الحضور والتأثير السياسي والمجتمعي لهم، الأمر الذي لا يشكك فقط في قوتهم التمثيلية، بل لا يمثل قوة مهددة وضاغطة على أولي الأمر للاذعان والاستجابة للمطالب، وليس كافيا في قناعة الجميع امتلاك الأدوات التقنية والقدرة على الوصول الى المعلومة للتسليم بالمشاركة في القرار. أين رأس الخيط اذن.. أرى بأنه يقع على عاتق الشباب الفلسطيني الكثير، عليهم قراءة أهمية ومغزى بعض التطويرات القانونية الهامة للقطاع الشبابي التي لا يعود الفضل بها لهم، ومع أهميتها للقطاع الشبابي الا انها تساهم في وضع الكرة في ملعبهم. ان الرهان على المشاركة السياسية حاليا يرتكز على الانتخابات، ومن هنا يصبح على القيادات الشبابية تقديم الاجابات والاستنتاجات عن التمييز الذي جرى لصالحهم في قوانين الانتخابات بتخفيض سن الانتخاب ليصبح ثمانية عشرة عاما، وفي تخفيض سن الترشيح الى ثمانية وعشرين عاما. كما مطلوب من الشباب أن يلفت انتباههم جداول المسجلين للانتخابات، بهدف الاستفادة من معطياتها وتوظيفها، حيث يبلغ عدد المسجلين للاقتراع في الانتخابات المحلية في الضفة الغربية من الفئة العمرية ما بين 18 الى 40 عاما 551740 ناخبا وناخبة، وهؤلاء يشكلون ما نسبته 64% من مجموع اصحاب حق الاقتراع. ألا يلهم الرقم الطامحين من الشباب للاضطلاع بدورهم في العمل مع المسجلين وتوجيههم الى خطة ما توصل الشباب الى مركز القرار المحلي والتشريعي.. نتفق مع الشباب ومع أنفسنا بأن هناك مصادر اعاقة رسمية من الجيل القديم لمشاركتهم السياسية تبدو معقدة في العديد من مظاهرها، وترتبط بتراث الثقافة السياسية والمنظور الرسمي للمشاركة، وفي العلاقة مع الأبعاد العشائرية، وفي تراجع العمل التطوعي وأجندة الأولويات والاهتمامات الشبابية، وبعدم وجود سياسات واضحة اتجاه ادماج واشراك وتبوء قطاع الشباب المراكز القيادية. ونتفق جميعا بأن بقاء الشباب بشكل عام بعيدين عن مركز الفعل والقرار سيكون له انعكاساته الضارة على مستقبل الحياة الفلسطينية بشكلها الواسع. بقي أن أقول، بأن التعامل مع المعطيات المعقدة ليس مستحيلا اذا ما نظم الشباب صفوفهم ووحدوا ارادتهم قدر الامكان في المنظمات الشبابية والنقابية المختلفة، دون تجاهل حقيقة عدم تجانسهم وتوحد رؤاهم وطموحاتهم ونظرتهم لدورهم، بهدف تحضير أنفسهم لخوض حوار عقلاني مع القوى والاحزاب السياسية والمجتمعية بالاستناد الى قاعدة منظمة وفاعلة ومؤثرة. كما انه ليس مستحيلا ان يعمل جميع المعنيين على مراجعة سياساتهم التنظيمية وطرق عملهم باتجاه مغادرة لغة الاستخدام والعلاقات العامة السائدة، ولغة التعامل مع الشباب بنكهة الثقافة الاحتفالية المؤقتة. حيث من المرفوض بقاء شباب فلسطين مغيبون وغائبون عن دائرة الفعل والتأثير، وأن نرى الشباب المتضامنون الاجانب يتحولون الى أكثرية في معارك الجدار والاستيطان وفي معارك الانترنت، بينما يتحول شبابنا الى أقلية عددية في الفعاليات النضالية والديمقراطية والاجتماعية. . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..