جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح ملعب رؤيا شباب فلسطين، بحضور محافظ جنين السيد قدورة موسى، واللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية، ود.محمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وموسى أبو زيد وكيل وزارة الشباب والرياضة، وكمال أبو الروب عضو المجلس التشريعي، ورئيس مؤسسة رؤيا العالمية، وحشد واسع من المسؤولين الرسميين.
وأكد فياض على أن بناء هذا الملعب أرسل رسالة واضحة مفادها أن كل الأرض الفلسطينية، هي مسرح عمليات لمشاريع السلطة الوطنية، وأنها مصممة على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين ،وبنيتها التحتية، دون الالتفاف إلى أيٍ من هذه التصنيفات المجحفة والتي قرضها اتفاق اوسلو، وأضاف أن ما يميز هذا المشروع أيضاً الشراكة بيننا وبين المجتمع الدولي، وهو ما تمارسه السلطة الوطنية من عمل لتعميق التعاون مع كافة الأشقاء، والأصدقاء الدوليين لتوفير كل ما هو مطلوب"، وتابع " والأهم من ذلك كله هو الفئة المستهدفة ، فئة الشباب، عنوان المستقبل".
وأشار رئيس الوزراء إلى حالة النضج في عملية الحكم والادارة على كافة المستويات، الرسمية والشعبية، والتميز في الأداء، الأمر الذي يؤشر بأننا على الطريق الصحيح للوصول إلى حتمية إنهاء الاحتلال، وقال " هناك الكثير من المشاريع قيد التنفيذ، والسلطة الوطنية ستكون دائماً بجانبكم وصولاً إلى انجاز كل ما هو مطلوب، لبناء مؤسسات دولة فلسطين القوية والقادرة على تقديم الخدمات بكفاءة عالية".
وأكد فياض على أن إستراتيجية عمل السلطة الوطنية يرتكز على تثبيت المواطن على الأرض، وأن هذا ما بدأت به الحكومة منذ عامين، حيث أصبح واقعاً ملموساً يتمثل في عملية البناء المتواصلة للمؤسسات الفاعلة والقادرة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وبما يمكن أبناء شعبنا من الصمود والبقاء على أرضهم.
وكان رئيس الوزراء وفي اطار جولته في محافظة جنين منذ صباح اليوم قد دشن مشروع بئر المياه في بلدة ميثلون، والذي يعد الأكبر في منطقة الشمال، بحضور د.شداد العتيلي رئيس سلطة المياه، ود.حسن الأعرج رئيس ديوان الموظفين العام، ورئيس بلدية ميثلون، والقنصل الفرنسي العام، ونائب رئيس بلدية باريس، ورئيس الوكالة الفرنسية للتنمية، وعدد من المسؤولين الرسميين، وممثلي المؤسسات الأهلية.
وقال رئيس الوزراء "إن جوهر الجهد التنموي الجاري تنفيذه مبني أساساً على جهود المواطنين، بما فيه البعد السياسي الوطني للتنمية، وتحقيق المشروع الوطني، وبما يشكل رافعة أساسية لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب من ذلك كله القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولتنا.
ورحب فياض بالضيوف الفرنسيين وقال: "نرحب بضيوف فلسطين، ونشكر فرنسا الصديقة، شعباً وحكومةً"، واعتبر رئيس الوزراء أن ما أمكن تنفيذه من مشاريع في المحافظات الشمالية، سيكون بالامكان تنفيذ مثيلها في العام 2010، نظراً للخبرة المكتسبة من العمل في المشاريع السابقة، ودعا إلى رفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة كي تتمكن السلطة الوطنية من البدء في اعمار القطاع وتنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية كتلك التي يجري انجازها في الضفة الغربية.
وأكد رئيس الوزراء على أن ما يتحقق من تقدم يومي وملموس أساسه التفاف شعبنا حول مشروعه الوطني وخطة عمل الحكومة لبناء مؤسسات الدولة كرافعة أساسية لانهاء الاحتلال، وجدد دعوته للاسراع في انهاء الانقسام واعادة الوحدة للوطن ومؤسساته كشرط أساسي لاستنهاض طاقات شعبنا في سعيه لانهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة.
وشدد رئيس الوزراء على أن تنامي حالة الوعي والالتفاف الشعبي حول المقاومة الشعبية السلمية والجهد الوطني المبذول لبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية كمسارين متلازمين عضوياً ويتكاملان مع مسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، لضمان انجاز أهداف مشروعنا الوطني. وشدد على أن المسارات الثلاث المتمثلة في المقاومة الشعبية السلمية، وبرنامج السلطة الوطنية لبناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات تمهيداً لاقامة الدولة، ومسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية مع كافة الأطراف الدولية وفي كافة المحافل، هي مسارات متكاملة ومترابطة.
وأضاف فياض " بالقدر الذي نحقق فيه مزيداً من التقدم والالتفاف الشعبي حول مساري المقاومة والبناء لاقامة الدولة، تتعاظم عناصر القوة الذاتية الكفيلة بتعزيز المسار السياسي، وتقريب شعبنا من لحظة الخلاص من الاحتلال".
وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية تعمل بكل ما لديها من امكانيات لتحقيق أكبر درجة من التمكيين الذاتي، بما يعزز قدرة المؤسسات في كافة المجالات، بدءاً في تحقيق الأمن والأمان. وأضاف: 'أن انجاز أهداف المشروع الوطني المتمثلة في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، لا يمكن أن ينجز دون استعادة الوحدة الوطنية، فالدولة لا تقوم إلا على كافة الأرض الفلسطينية على كامل حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية،وفي القلب من ذلك كله القدس الشريف'.
جدير بالذكر أن مشروع بئر مياه ميثلون، يشمل نظام متكامل من خدمات المياه من حيث مصدر الانتاج ( البئر والخطوط الناقلة)، أو من حيث نظام التوزيع ( الشبكات الداخلية والخزانات)، ويوفر المشروع سعة مياه تتراوح ما بين 5 خزانات، وتضخ من 200 إلى 1000 كوب يومياً، ويخدم كل من قرى ميثلون، سيريس، الجديدة، مسلية، صير، وجربا، وممول من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة 10 مليون يورو.
وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق قد افتتح مقر سلطة الأراضي في مدينة جنين، بحضور محافظ جنين قدورة موسى، والسيد نديم براهمة رئيس سلطة الأراضي، وعدداً من المسؤلين الرسميين، وممثلي المؤسسات الأهلية.
وأشاد رئيس الوزراء بالتقدم الواضح في أداء سلطة الأراضي والنهضة الحقيقية في عملها، وأكد على ضرورة العمل على انهاء ملف تسويات الأراضي لما فيه من صون لحقوق المواطنين، واحقاقها، وقال " يسعدني ان اشارككم في اطلاق عملية تسوية الأراضي التي ستبدأ من سلفيت، ويتبعها جميع محافظات الوطن".
كما ووضع حجر الأساس لمدرسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة، التابعة لجمعية أصدقاء المريض الخيرية.
وفي بلدة اليامون افتتح رئيس الوزراء مشروع تاهيل وتعبيد طرق (اليامون - الهاشمية ) والطرق الداخلية باليامون، تنفيذ صندوق وتطوير واقراض البلديات، " مشروع دعم الاستقرار للتمجعات المحلية"، الممولة من الحكومة الهولندية، والتقى رئيس وأعضاء المجلس البلدي، وفعاليات البلدة، وحشد جماهيري واسع، وقال: " اليامون عنوان للابداع الفلسطيني والتميز، وهي عنوان التضحية والصمود والثبات، ليوم اخر ولليوم الذي يليه إلى أن نصل إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني إلى بر الأمان، وبما يمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة على أرضه دولته المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد رئيس الوزراء حرص السلطة الوطنية على النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتمكين المواطنين في كافة المناطق، وأكد على دعم الحكومة لهيئات الحكم المحلي في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية المختلفة، وقال " هذا الجهد الذي يقوم في جنين، هو جزء مما يجري في مختلف المحافظات، للوصول إلى درجة التميز"، وأضاف " أصبح على الأرض واقعاً أمام العالم، يقول بأن هناك شعباً في فلسطين مصمماً على البناء،وصولاً إلى تحقيق أهدافه في العيش بحرية على أرض وطنه".ووعد رئيس الوزراء أهالي بلدة اليامون ببناء مدرسة اضافية لطلاب البلدة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن محافظة جنين نُفذ فيها مشاريع بقيمة اجمالية 80 مليون دولار، منذ العام 2008، تم الانتهاء من تنفيذ مشاريع بقيمة 18 مليون دولار، ومشاريع قيد التنفيذ بقيمة 50 مليون دولار، ومشاريع قيد التحضير بقيمة 8.5 مليون دولار.
كما افتتح رئيس الوزراء بئر مياه السعادة في بلدة اليامون.
وفي وقت لاحق افتتح رئيس الوزراء مختبر وعيادات طب الأسنان في كلية الطب في لجامعة العربية الأمريكية،وتفقد الأقسام المختلفة فيها، والتقي بالهيئة الادارية والتدريسية للجامعة بحضور د.محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
وفي قباطية افتتح رئيس الوزراء مشروع تعبيد الطريق الرابط (ياصيد-جبع-جنين) بطول 6.5 كيلو متر، الممول من وكالة التنمية الدولية الأمريكية بقيمة 2.8 مليون دولار، كما افتتح مقر البلدية.
وفي لقائه في بلدية جبع مع المجالس البلدية والقروية لـ(جبع، مركة، الرامة، سيلة الظهر، العصاعصة، الفندقومية، صانور، عجة، عنزة، فحمة، المنصورة، الضمايرة، واد عوق، الحفيرة، بير الباشا، قرية كفيرت)، أكد على أن السلطة الوطنية تبذل جهوداً مضاعفة لتطوير الخدمات ومستوى معيشة المواطنين بما يتلائم والعيش الكريم لهم، كما استمع رئيس الوزراء لاحتياجات المجالس المختلفة، واطلع منهم على أثر المشاريع التنموية، والتسريع في انجاز المزيد من المشاريع التنموية الأخرى. كما استمع إلى شرح تفضيلي حول عدد من المشاريع، ودعا المجالس لوضع الاحتياجات المطلوبة للفترة القادمة ، وأكد بأن السلطة الوطنية ستقوم بتلبيتها، وفق الإمكانيات المتاحة باعتبار أن هذا الجهد هو المكون الأساسي لخطة التنمية والإصلاح مشدداً على أن ما يجري في المناطق المحتلة يشكل عملية استنهاض واسعة وتجديد الثقة بامكانية انجاز المشروع الوطني، وخاصة قيام الدولة المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وطالب فياض المجالس البلدية والمحلية بإتباع سياسة المخاطبة الرسمية إزاء احتياجاتها من المشاريع وذلك لتتمكن الجهات المختصة في السلطة الوطنية من متابعتها والتعامل معها بشكل ايجابي وفعال خصوصا مشاريع التنمية المجتمعية.
وأشار إلى أن السلطة الوطنية ستتابع كافة القضايا وصولا إلى حلها جميعا، وفق الإمكانيات، وتوفير كافة الخدمات الأساسية التي توفر الحياة الكريمة للمواطنين، وقال" إن جوهر الجهد التنموي الجاري تنفيذه في فلسطين مبني أساساً على جهود المواطنين، بما فيه البعد السياسي الوطني للتنمية، وتحقيق المشروع الوطني، وبما يشكل رافعة أساسية لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يجب العمل عليه بجهد وبشكل جدي، كما عبر عن الأمل بامكانية الوصول إلى اللحظة التي تتمكن فيها السلطة الوطنية من اعادة إعمار قطاع غزة، وتنفيذ مئات المشاريع الحيوية فيه.
وفي ختام جولته في محافظة جنين قال رئيس الوزراء: في كل مره أزور فيها مدينة جنين ألاحظ تطورا جديدا، فالمشهد العام لمدينة جنين في تحسن مستمر والمدينة تبدو في وضع أفضل مما كانت عليها في زيارات سابقة ويعود الفضل إلى ذلك التقدم الذي بدأ عندما قرر أهالي المدينة التصدي بجديه لإنهاء الظواهر التي عانى منها أهالي المدينة على مدار السنوات الماضية.
ودعا رئيس الوزراء أهالي جنين إلى الاستمرار في هذا النهج وصولا إلى توفير كل ما يلزم لينعموا بظروف أفضل. وشدد على ضرورة تنمية وإشاعة روح التطوع والعمل الجماعي وخاصة في مناطق الأرياف واستخدام كافة الطاقات لبناء المؤسسات والمشاريع وتطويرها.
وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق قد تفقد مقر قيادة الأمن الوطني واجتمع مع قادة الأجهزة الأمنية، وأشاد بالجهد الذي يبذله أفراد الأجهزة الأمنية في فرض الأمن وتطبيق القانون، وبما يوفر الأمن والأمان لكافة المواطنين، وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..