البيت | أخبار
2010-10-08 06:05:55 - الكاتب : رتان | |
وافقت محكمة مدينة حيفا يوم الامس الخميس على طلب الحكومة الاسرائيلية بالسماح للجنود بالادلاء بشهاداتهم من خلف ستار معزول في القضية المرفوعة من قبل عائلة ريتشيل كوري ضد دولة اسرائيل بتهمة القتل غير المشروع لابنتهم في رفح بقطاع غزة. ويضم هذا القرار سائق الجرافة التي أودت بحياة ريتشيل والذي من المقرر أن يدلي بشهادته في وقت لاحق من هذا الشهر. في الوقت ذاته ، أصدر القاضي عوديد غيرشون قرارا بأن ضابط الوحدة العسكرية و الجندي الثاني الذي كان موجودا بداخل الجرافة حين صدمت ريتشيل سيدلون بشهاداتهم علنا لأن معالم وجوههم معروفة للعلن مسبقا. ريتشيل كوري، وهي ناشطة أمريكية في الدفاع عن حقوق الإنسان من أولومبيا في ولاية واشنطن، كانت قد دهست حتى فارقت الحياة بتاريخ 16 شباط 2003، بواسطة جرافة عسكرية من نوع كتربلر D9R حين كانت ريتشيل تدافع سلمياً عن هدم بيوت الفلسطينيين . في طلبهم لهذه الاجراءات غير العادية و المشددة، زعم محامو اسرائيل بأن هذه الضمانات ضرورية للحفاظ على سلامة الجنود و منع نشر صورهم للعلن. وقد جاء طلبهم بناء على وثيقة أمنية شديدة العمومية أصدرت من قبل وزير الجيش ايهود براك في سنة 2008. لكنهم لم يقدموا أدلة ملموسة لتبرير قلقهم على سلامة و أمن الجنود. وعارض محامو عائلة كوري هذه المذكرة لأن السماح بالجنود بتأدية شهاداتهم من خلف ستار عازل ينتهك الحق القاضي بالحصول على محكمة مفتوحة و عادلة و شفافة. فقد تقدم المحامون للمحكمة بصرف هذه المذكرة والتي قدمتها الدولة قبل 48 ساعة من تأدية الجندي الأول بشهادته. وبالاضافة الى ذلك، تقدم المحامون بطلب من المحكمة بالسماح لعائلة ريتشيل بالتعرف على الشهود في حالة حجبهم عن الظهور علنا، ولكن قوبل الطلب بالرفض. وسيتقدم محاموا عائلة كوري بطلب استئناف للمحكمة العليا بغرض هذه المذكرة. وفي تصريح لها، قالت سيدني كوري و هي والدة ريتشيل "لقد وقفت ريتشيل أمام حائط البيت لحماية عائلتين فلسطينيتين احتشدتا خلفه، والآن نرى أن دولة اسرائيل تجعل جنودها يختبؤون وراء جدار لكي تمنعنا من رؤيتهم". وأضافت أيضا " لقد داومت دولة اسرائي على الاختباء لمدة سبع سنين. فأين هي العدالة؟" وفي ظل الاجراءات الجديدة، أدلى الجندي الأول وهو ضابط الجرافة الثانية بشهادته أمام المحكمة تحت اسم مستعار (أ.س) و بصوت مخفت من وراء الستار العازل. و قد أطلع المحكمة بأنه لم يشاهد الجرافة الأخرى و هي تدهس ريتشيل ولا يتذكر الكثير من أحداث ذلك اليوم. وبشكل ينافي لهذه الشهادة، فقد تقدم أ.س بشهادة موقعة قبل أقل من 8 أسابيع وكان مفادها بأنه لم يكن لديه علم بكيفية اصابة ريتشيل ولم يعلم المسافة بين الجرافة و ريتشيل. وكذلك لم يكن يدرك ارتفاع و عرض كمية التراب التي كانت تدفعها الجرافة. كذلك ، فقد أدلى شلومو ميكالي وهو رئيس وحدة التحقيق التابعة لشرطة الجيش الخاصة بشهادته يوم الخميس الماضي بصفته مشرفا على التحقيق في مقتل ريتشيل. و قد أطلع المحكمة على وقوفه بجانب تحقيقاته التي استنتجها في 2003 ورأى بأنه لا يوجد سبب لمحاكمة أي شخص. كان ميكالي مسؤولا في تحقيقات مقتل إيمان الحمص وهي فتاة من غزة و طالبة مدرسة في الثالثة عشرة من عمرها والتي قتلت بالرصاص من قبل جندي اسرائيلي في رفح بينما كانت مستلقية على الأرض اثر اصابتها بجراح في شهر تشرين الأول 2004. فقد وجدت وحدة الشرطة العسكرية للتحقيق الداخلي، أخطاء فادحة في التحقيقات التي أجراها ميكالي لاتصافها بعدم المهنية و ا?همال. و قد حوكم الجندي الذي قتل إيمان الحمص في محكمة عسكرية ولكن تمت تبرئته في وقت لاحق بسبب تحقيقات ميكالي المليئة بالعيوب. انكشفت عيوب مماثلة اثناء استجواب ميكالي من قبل محامي عائلة كوري. هذه العيوب تدعم شكوى العائلة من اهمال الحكومة والتقصير بسماحها للجنود الإسرائيليين وضباط الجيش بالتصرف بتهور واستخدام جرافة عسكرية مصفحة دون الأخذ بالاعتبار وجود المدنيين العزل. وتحدث ميكالي بأنه طالب بمقطع من البث الصوتي فقط لأنه لم يعتبر أنه هناك أهمية للحصول على االبث الصوتي كاملا. وأضاف قائلا بـأنه لم يذهب الى الموقع الذي قتلت فيه ريتشيل لأنه خطر وأن الموقع قد غيرت تضاريسه وانسحبت منه الآليات العسكرية الاسرائيلية. و اعترف أيضا بانه كان باستطاعته الذهاب الى الموقع بمركبة مصفحة و لكنه اختار أن لا يفعل ذلك. وأفاد ميكالي بشهادته المكتوبة ا بأنه لم يجد اي بقع من الدماء أو أي دليل آخر على أن الجرافة تعرضت لأحد عندما فحص المركبة. ومع ذلك، ففي شهادته أمام المحكمة تحدث قائلا بأن الجرافة ربما غسلت أو حتى دهنت قبل أن يفحصها. وقال ميكالي بأنه كان على علم قبل فتح التحقيق بوجود كاميرا فيديو تصور المنطقة على مدار الساعة ولكنه فشل بالحصول على شريط تسجيل الصورة حتى تاريخ 23 أيلول، أي اسبوع كامل بعد الحادث. وذلك لان الشريط أخذ من قبل كبار ضباط الجيش. وعندما سئل عن سبب فشله في التحقيق مع المصور الذي وجه الكاميرا بعيدا من الموقع قبل دقائق من سقوط ريتشيل، أجاب قائلا بأنه لم يعتقد ان لذلك صلة بالحادث. وعندما سئل أيضا فيما اذا كان قد استجوب طاقم الجرافة حول التدابير العسكرية الاسرائيلية في مناطق النزاع ضعيفة الوطيس و التي تنص على منع عمل الجرافات العسكرية بالقرب من الناس، أجاب قائلا بأن هذه التدابير ليس لها صلة بالحادث. وأكمل قائلا بأن لا يمكن أن يتوقع من مشغلي الجرافة تتبع هذه الإجراءات في هذه المنطقة و أن الجيش الاسرائيلي كان "في حرب" مع كل شخص في المنطقة ومن ضمنهم نشطاء السلام من حركة التضامن الدولي (ISM). ميكالي ما زال يرأس وحدة التحقيق الخاصة بالشرطة العسكرية ولكنه تلقى رتبة ترقية من رقيب الى ضابط. وفي تصريح له، قال والد ريتشيل غربغ كوري " أنا صعقت اليوم بفشل المحقق – فقد فشل بالبحث عن الأدلة والحفاظ عليها وفك الأدلة المتناقضة و تسليم هذه الأدلة للمحكمة" وأضاف أيضا "هذه ليست الوعود التي وعدنا بها نحن و الحكومة الأمريكية من قبل الحكومة الاسرائيلية عندما قتلت ريتشيل ولن نتقبلها الآن" يشار الى أن ممثلين عن السفارة الأمريكية حضروا الجلسة يوم الخميس، حيث ما زالوا مطلعين على جميع جلسات المحاكمة. ويتم لاحقا عقد جلسات المحاكمة أيام 17،18 و 21 تشرين الأول بين الساعة 9:00 حتي 16:00 قبل القاضي عوديد غيرشون في حيفا ، 12 شارع باليام حيفا ، اسرائيل. لارسال مواد ratannews@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..