البيت | أقلام حرة
2010-11-02 03:45- الكاتب : رتان | |
الكاتب: محمود رمضان أبو الهنود تزايدت في الفترة الأخيرة الأحاديث في وسائل الإعلام المحلية والعربية حول احتمال قيام المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية جديدة لقطاع غزة على غرار الهجوم العنيف الذي شنته العام الماضي على القطاع وهو ما أدى في حينه إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين الفلسطينيين، حيث بدأنا نلحظ العديد من التوقعات والتحليلات من قبل بعض الكتاب والمحللين المهتمين بالشأن الفلسطيني والتي تحاول معظمها استطلاع النوايا والخطط الإسرائيلية المبيتة التي تحيكها دولة الاحتلال تجاه قطاع غزة ، وقد انقسمت توقعات جزء من هؤلاء الكتاب والمحللين بين متشائمٍ يعتبر حرب إسرائيلية جديدة على غزة ليس إلا مسألة وقت ، وجزء آخر عبر عن تفاؤله باستقرار الأوضاع في القطاع وقلل من أهمية التصريحات من بعض القيادات العسكرية الإسرائيلية التي تحاول إثارة ضجيج يعكر صفو المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي تعمل الولايات المتحدة والمجوعة الدولية على استئنافها بأقرب فرصة عن طريق التوصل لصيغة توقف إسرائيل من خلالها نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية ، وهو ما تحاول حكومة نتنياهو اليمينية التملص منه من خلال الإيعاز لبعض قادتها العسكريين في التلويح بشن هجوم جديد وعنيف على غزة بحجة وجود للقاعدة في القطاع وهو مانفته الأوساط والقيادات الفلسطينية وحذرت من مغبة تساوق العالم مع تلك التصريحات الهادفة لعكس أنظار العالم عن الصلف والتعنت الإسرائيلي في الموقف من قضية الاستيطان، وتهربها من دفع استحقاقات العملية السلمية وتحقيق رغبة الأسرة الدولية بإنشاء دولة فلسطينية . إن مسألة حرب جديدة على غزة من عدمها أصبحت مؤخراً مدار نقاش وتساؤلات في أوساط المواطنين الفلسطينيين في غزة الذين لم يغب عن ذهنهم تلك الأحداث المؤلمة التي رافقت الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي استخدمت فيه الأسلحة المحرمة دوليا كان من أبرزها ( الفسفور الأبيض ) الذي سقط من جرائه عدد كبير من الشهداء وأحدث تشوهات خطيرة عند البعض الآخر ، كما أدى الهجوم في حينه إلى دمار كبير في بيوت المواطنين الآمنين والمساجد والمستشفيات ، وإلى نزوح آلاف الأسر الغزية من مناطق سكناها إلى مناطق أكثر أمناً وبعداً عن عمليات الجيش الإسرائيلي التي نددت بها شعوب وحكومات العالم. لعل البعض من الكتاب و المحللين أطلق أحكامه وتوقعاته بشكل متسرع ، و بطريقة بعيدة عن الواقع الموجود فعلاً على الأرض من حالة الهدوء والاستقرار الذي تشهده جبهة غزة والتي ستجعل إسرائيل تفكر جيداً في عواقب تصعيد عملياتها في القطاع وهو ما سيؤدي لتصعيد المواجهة مع فصائل المقاومة الفلسطينية وسيعمل على إزالة حالة الهدوء التي باتت تتمتع بها القرى الجنوبية لدولة الاحتلال والمحاذية لقطاع غزة ، إلى جانب رغبة إسرائيل في المحافظة على حالة الانقسام الموجودة في الساحة الفلسطينية والتي أضعفت الموقف الفلسطيني و أشغلت الفصائل الفلسطينية الكبيرة في مشكلاتها الداخلية وفي الصراع على تقاسم السلطة والنفوذ ليتسنى لها تنفيذ مخططاتها الاستيطانية والاحتلالية . إن المراقب لماكينة الإعلام الإسرائيلي التي أصبحت تفتقد الكثير من المصداقية وتتفنن في تسويق التصريحات والشائعات بهدف تحقيق سبق إعلامي معين يؤدي لترويج أعدد كبيرة من الصحف اليومية العبرية ، وهو ما بات ظاهراً للعيان بشكل جلي ، كان آخرها الضجة التي أثيرت قبل عدة أشهر عن نية إسرائيل مهاجمة إيران للقضاء على مفاعلها النووي ، و تحضيرها لتوجيه ضربة قاسمة لحزب الله اللبناني وهو ما تناغم معه الإعلام الإسرائيلي كعادته ، حيث يتم الآن وفي ظل الإصرار الفلسطيني مدعوماً بموقف عربي على عدم الرجوع لطاولة المفاوضات دون وقف الاستيطان الذي أصبح يشكل عقبة كبيرة تضاف إلى العقبات الأخرى في وجه عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية إثارة ضجة إعلامية حول هجوم جديد على غزة. كثيراً ما طالعتنا الصحف الإسرائيلية بنية إسرائيل شن هجوم على قطاع غزة قبيل الحرب الأخيرة التي تمت بالفعل والتي اندفعت فيها المؤسسة العسكرية لتنفيذ وعيدها وتهديداتها بعدما شعرت بوجوب استعادة هيبة قواتها على حساب دماء أطفال ونساء غزة، ولكن توجهاتها الفعلية نحو تلك الحرب الشرسة بقيت محكومة بغطاء أمريكي ساعدها في حينه على تنفيذ تهديداتها والاستفراد بالقطاع دون قدرة الأسرة الدولية على منعها أوإيقافها، وهو ما لا يمكن في الوقت الحالي الحصول عليه في ظل إدارة أوباما التي سعت طوال الفترة الماضية لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، بجانب تصاعد النفوذ التركي في المنطقة ،الذي عبرعن موقفه بعد م السماح بتكرار تجربة الحرب الأخيرة وبقاء إسرائيل على حالها بالاستفراد بالشعب الفلسطيني وخاصة في غزة ، بالإضافة للتخوفات الإسرائيلية من حدوث توتر كبير على الحدود الشمالية لإسرائيل قد يؤدي لإثارة عواقب وخيمة وفتح جبهات على إسرائيل ترغب في بقائها خامدة، هذه العوامل المذكورة وأخرى لم يتم التطرق لها تجعل من مسألة شن هجوم إسرائيلي جديد وواسع على قطاع غزة مسألة معقدة ستحسب لها إسرائيل ألف حساب في ظل حالة الاحتقان التي زرعتها الآلة العسكرية الإسرائيلية في نفوس وأوساط الشعوب العربية التي باتت أكثر وعياً بحالة الضعف في الموقف الرسمي العربي . ma_jornalist@hotmail.com لارسال مواد ratannews@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..