البيت | أخبار
2010-10-11 03:05:55 - الكاتب : رتان | |
جنون ” البندورة “!بقلم / محمود رمضان أبو الهنودفي سوق “الزاوية” بمدينة غزة، حيث الحارات الضيقة والدكاكين الأثرية الصغيرة شبيهة الوصف بالحارات النابلسية و الدمشقية القديمة ،لا يجد المتسوق في هذه الأيام صنف من أنواع الخضار والفواكه يساوي ثمنه سعر “كيلو البندورة “حتى التفاح فاكهة الأغنياء في غزة بات الإقبال عليه أكثر من الإقبال على شراء هذا النوع من الخضرة ،”فالبندورة” مانجة الفقراء التي تشتهر غزة بزراعتها وتصديرها إلى الخارج، أصبحت اليوم حديث الغزيين نتيجة الارتفاع الكبير في أسعارها وشكلت بالنسبة لهم هاجساً جديد يضاف إلى قائمة الكوابيس العديدة التي لم يفيق من صداها بعد المواطنين هنا.. فمن أزمة الكهرباء ،مروراً بانقطاع الأدوية، وحليب الأطفال ، و انعدام الغاز، والكاز ، وبنزين السيارات ، إلى جانب السلع العديدة التي عانى السكان من عدم توفرها ولم تجد طريقاً لها سوى بوابات الأنفاق “مصدر الثراء الفاحش لأغنياء الحصار” .. أقصد طبقة التجار في غزة وزادت البؤس على الفقراء هماً وغماً، عوامل كفيلة بأن تجعل الغزيين بخلاف جيرانهم من عرب وفرنجة، الذين أصابتهم مصيبة تفشي حشرة”توتا أبسولوتا” يتأثرون تأثراً كبيراً بهذا الإعصار الذي أصاب قطاع الزراعة ، وحطم آمال الفلاحين بموسم زراعي مثمر ووفير ، إلى جانب انعكاسه على الأسرة الغزية التي تتميز بكثرة عدد أفرادها ومحدودية دخلها ،كما أن المواطن الغزي يعرف عنه في مأثورات ومقولات الرحالة عدم قدرته على تحمل غياب ” البندورة ” عن طبق السلطة اليومي التي يتفنن الغزيون في إعدادها وتناولها بجانب المأكولات المختلفة ، فهي تعدل مزاج البعض من محبيها وتعطي أجسادهم قوة و صلابة تعينهم على مواجهة متاعب الحياة ومرها .أسعار البندورة قفزت بشكل خيالي في غزة كما هو حاصل في الضفة ، فمن عشرة شواكل ثمن” الصندوق ” إلى كيلو واحد فقط بنفس القيمة والثمن ، وما كانت تنفقه أسرة غزيه مكونة من تسعة أفراد لقاء شرائها كافة احتياجاتها من سوق الخضار لمدة أسبوع ، باتت تنفقه اليوم في سبيل حصولها على كمية قليلة من “البندورة “، وهوما يتطلب جهوداً أكبر من القائمين على سياسة التحكم بالأسعار، تجاه مراعاة الظروف الاقتصادية للمواطنين من خلال إيجاد آلية مناسبة والعمل على وضع خطة للتعامل مع هذه المشكلة التي باتت تؤرق جيوب المواطنين الفارغة .بالتأكيد لن تنال ” أسعار البندورة ” كما لم تنل من قبل ” أنفلونزا الخنازير ” من عزيمة وإصرار الغزيين ، فالإرادة التي يتمتعون بها يكاد لا يتمتع بها إلا القليل من غيرهم ، فظروف الحصار، والحرب، و مشكلات الانقسام ،والأحداث السارة، والمفرحة التي مرت على المواطن في غزة، جعلته يقوى على كل الرياح التي تعصف به بين الحين والآخر، ولكن الضربة الزراعية الأخيرة التي تعرض لها المزارعين والتي بات يتفهمها المواطن ، يجب أن لا تؤثر على مستوى الأسعار بهذا الشكل الكبير، وحتى يساهم المواطن في التخفيف من مأسآة أخيه المزارع لابد من جهد مشترك يراعي فيه كل طرف حاجة الطرف الآخر، ويسمح بخفض الأسعار إلى حد يمكن تقبله من المواطنين ، ويفتح المجال أمام الأسر الفقيرة للحصول على فاكهتم الجديدة ” البندورة” بكمية تكفيهم وأطفالهم.لارسال مواد ratannews@hotmail.com . | |
البيت أرسل خبر أضفنا للمفضلة | |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اترك بصمتك وشاركنا برأيك..